الى قيادات النهضة و قواعدها

مرتجى محجوب
عدم مرور مرشح النهضة الاستاذ عبد الفتاح مورو الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و بغض النظر عن صحة الخيار في المنطلق من عدمه ، انما في العمق ،هو نتيجة حتمية لانكفاء الحركة على نفسها و عجزها عن استقطاب شرائح أخرى من المجتمع التونسي ،بل الادهى لها ،خسارة نسبة من المتعاطفين معها في كل مرحلة انتخابية شاركت فيها .
عدم مرور مرشح النهضة الاستاذ عبد الفتاح مورو الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و بغض النظر عن صحة الخيار في المنطلق من عدمه ، انما في العمق ،هو نتيجة حتمية لانكفاء الحركة على نفسها و عجزها عن استقطاب شرائح أخرى من المجتمع التونسي ،بل الادهى لها ،خسارة نسبة من المتعاطفين معها في كل مرحلة انتخابية شاركت فيها .
فشل النهضة في الرئاسيات ليس كارثيا و لا هو نهاية العالم ، بل عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم .
ان مشكلة حركة النهضة ليست في قيادتها الحالية أو في إدارة الخلافات داخلها أو في نقص الكفاءات صلبها ، بل هي اساسا و في رأئي المتواضع كملاحظ دقيق و لصيق ، تتمثل في عجز الحركة عن التحول من حزب " اسلامي" متقوقع على نفسه غير قادر على الاستقطاب من خارجه لحزب تونسي مدني محافظ ، يمكن ان يستهدف أوسع شريحة مجتمعية تونسية ، الا و هي شريحة التونسيات و التونسيين المحافظين بما فيهم من يمكن ان يشوب مظهرهم أو تصرفاتهم ما قد يوحي بانحلال أو تسيب لا يلغي بالضرورة قناعاتهم المحافظة .
حزب محافظ لا يمنع من التصدي لأي مشروع قانون يناقض احكاما قطعية في الاسلام و لا يمنع من اقتراح تفعيل لصندوق زكاة على سبيل الذكر لا الحصر و لكنه لا يضفي صفة اسلامي على اجتهادات بشرية محضة تتطلبها البرامج و الرؤى السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ...
حزب ديموقراطي و محافظ ملتزم بما نصت عليه فصول دستور 2014 من حقوق و حريات و استقلال قضاء و اعلام ،و معتز بمرجعية الدولة و ليس الحزب، الاسلامية .
اذا فالمسألة تتجاوز الانتخابات الرئاسية أو التشريعية الحالية لتشمل هيكلة و مرجعية جديدتان ، تحرران الحركة من ضغوطها الداخلية أو الخارجية و تملئان فراغا رهيبا في وسط اليمين المحافظ .
بطبيعة الحال ، مع ضرورة السعي لتحرير المجلس الاسلامي و مفتي الجمهورية من التبعية للحكومة و لرئاسة الجمهورية ، ليمثلا مرجعية علمية و سلطة معنوية في المجال الديني .
امضوا في هذا الطريق ، و بحول الله ستنتصرون و ينتصر معكم الوطن حتى لا أقول امة الاسلام بصفة عامة و ان كان على المدى المتوسط أو البعيد .
وطن و تجربة ديموقراطية فتية في حاجة لاحزاب كبرى تتحمل مسؤولية السلطة و قادرة على الصمود و رفع تحديات و مواجهة صعاب لن يقدر عليها السياسيون المستقلون .
ناشط سياسي مستقل
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 189312