الغنوشي اقنع حافظ بالانسحاب والنهضة ستوصي بالتصويت لمرشح النداء ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/gasesrini10-24_23-15-41.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

حين بدأت قيادة النهضة او لنقل مؤسستها الرئاسية في التبشير بسياسة التوافق ، كانت شبه منفصلة عن بقية مؤسسات الحركة ناهيك عن قواعدها ، حينها كان الغنوشي وبعض مستشاريه فقط لا غير يخوضون تجربة فريدة وغريبة عن الثورة وقواها الحية ، تجربة بالكاد تلوح ، شيء ما يختمر داخل الجوف السياسي المتشنج ! أفصح لقاء "الغنوشي السبسي" بالعاصمة الفرنسية باريس عن بعضه ، ثم اطلقت الاشارات الايجابية في وجه الخصم الاول للثورة تلك المكينة التي صنعت خصيصا لإسقاط تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس.





تدريجيا نجحت قيادة النهضة في ترويض مؤسساتها بعد ان استغلت المؤتمر العاشر للقيام باعادة انتشار للغرض ،ثم شرعت لاحقا في ترويض قواعدها ، كانت تلك مهمة عسيرة ومكلفة ، فكيف لهذه الاجساد المثخنة والانفس المهدودة أن تستجيب الى قيادة تراودها على ممارسة الصداقة مع جلادها ! كانت تلك مهمة صعبة نجحت قيادة النهضة في تنفيذها متسلحة بالمرونة وطول النفس ، إذْ لم يكن من السهل اقناع قطاعات واسعة من الشعب التونسي بحتمية الانتقال فجأة الى الضفة الاخرى والشروع في اكبر عملية تَنْقيل علاقات في التاريخ السياسي التونسي المعاصر .

وان تمكنت النهضة من سحب مؤسساتها الى سياسة التوافق كخيار وليس كمناورة ، فأنها مازالت تغالب من اجل تجريع قواعدها هذا الخيار ،نجحت في مواطن وفشلت في اخرى ، صحيح أن الكثير من القواعد أَرْخت لفكرة التوافق وقبلت بشروطه المجحفة، الا ان ردود الافعال تجاه اندفاع بعض القيادات في التقرب من النداء ومجانية ذلك التقرب ، كشف عن هشاشة التوافق لدى غالبية القواعد ، وزاد تجاهل النداء للشراكة والعمل بغير مقتضاها في بث الريبة ودفع النهضاويين الى التساؤل عن هذا الشريك الذي يستحوذ ولا يشارك يلهف ولا يحمد يقبل العطايا ويجحد الشكر.

تعرضت النهضة الى الكثير الاحراجات خلال مزاولتها لمهنة التوافق القاسية ،كان آخرها ما تعلق بإمكانية ترشح حافظ قائد السبسي للانتخابات الفرعية بالمانيا ، وما رافقها من حملة استهدفت السبسي الصغير وحذرت من ان رقم النداء الاول لا يطلب المقعد النيابي لذاته وانما يستهدف منصات الحُكم الكبرى ، كما حذرت من خطة توريث تعتمد على اخلاء ممرات الدولة وفتح الطريق لابن الرئيس ، الامر الذي جعل النهضة تتدخل ودفع بالغنوشي لمصارحة حافظ بخطورة الخطوة التي ينوي القيام بها ومدى تهديدها لمؤسسات الدولة من خلال بث التشكيك وارباك البلاد التي تعيش وضعية اقتصادية صعبة ، وما يعنيه ذلك من تأليب القوى السياسية والاجتماعية على الائتلاف الحاكم وربما تهديد مستقبل الائتلاف من داخله ، تلك الدعوة وغيرها من الاسباب الداخلية دفعت حافظ الى التخلي عن فكرة الترشح ، وشجعت النهضة على الدفع باتجاه تغليب مرشح النداء ، اولا من خلال الامتناع عن ترشيح من يمثل الحركة في هذا الاستحقاق ، ثانيا الامتناع عن دعم أي شخصية مستقلة او حزبية ، ثالثا القرار المؤسساتي بتعميم توصية تدعو الى تأييد مرشح الحزب الشريك في الائتلاف والتصويت له .

إذا وبشكل سافر قررت النهضة "المؤسسات" تأييد مرشح النداء ، ليس ذلك لأنها على خلاف مع عمر او زيد من المرشحين ، ولا لان المرشح الفلاني اساء لها ولقواعدها كما يسوّق له البعض ، ولكن لان مركز القيادة على قناعة بالذهاب بعيدا في سياسة التوافق ، والتبرع بخطوات إضافية ترسخ هذا التمشي بغض النظر عن الاحراج الذي يسببه الشريك المتقاعس ، تلك سياسة واضحة لم تعد تحتمل التأويل ولا الزخرفة ، سياسة مفادها ان التوافق بين الضحية الاولى في البلاد وجلادها هي الطريق نحو بناء دولة القانون والمؤسسات ونحو انقاذ مشروع الانتقال الديمقراطي من الانهيارات الداخلية كما من الهجمة الإقليمية ...قالت النهضة ان طوق النجاة هو التوافق و ان الشراكة مع مكينة التجمع ستحمي البلاد من عودة التجمع !!! وقال خصوم النهضة ان تلك تعلة واهية ، وان التوافق لا تحمد عواقبه ، و أن تونس أكبر من مصر واليمن وسوريا وليبيا ..اكبر من اموال اولاد زايد التي اشترت اخطر مراكز النفوذ في واشنطن.. اكبر من وضع إقليمي يحيط بالتجربة إحاطة السّوار بالمعصم.. قالوا ان تونس لن تسقط كما البقية .... لكنهم لم يقولوا كيف ولا هم قالوا لماذا !!!

تلك رؤى واجتهادات ومقاربات ، بينما الحقيقة ليست في جيب النهضة كما انها ليست في جيب خصومها، بل هي في ذمة القدر سيفصح عنها لحينها ..و ان غدا لناظره قريب.


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 149735

Mongi  (Tunisia)  |Mardi 31 Octobre 2017 à 11:25           
@Faouzib
شكرا جزيلا أخي فوزي. والمطلوب هو التوافق على الحد الأدنى حتّى لا نقع في حروب أهلية وحتّى نخلّص بلادنا من كل أنواع الفساد التي انتشرت في كل ربوع البلاد.
http://www.odabasham.net/مقالة/98303-قانون-المصالحة،-على-قدر-كسائي-أمدّ-رجلي
https://www.babnet.net/festivaldetail-148147.asp
مقالة/98303-قانون-المصالحة،-على-قدر-كسائي-أمدّ-رجلي


Faouzib  (Tunisia)  |Jeudi 26 Octobre 2017 à 11:33           
Mongi اخي منجي اوافقك على كلامك و لكن السؤال المطروح ما المطلوب منا ؟؟؟ هل المطلوب منا السقوط في ما يسطر له لنما الغرب و الدخول في صراعات لا نهاية لها ؟؟؟ ام المطلوب اسقاط المؤامرات بتوحيد الصفوف و الالترفع عن الخلافات ؟؟؟

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 26 Octobre 2017 à 09:41           
@Faouzib
"كل بلاد العالم كانت فيها حروب و مجازر و لكمنهم ترفعوا عن خلافاتهم و اتحدوا لبناء دولهم و من الامثلة القريبة الدول الافريقية مثل اثيوبيا و كونقو الديمقراطية"
أثيوبيا وكونقو الديمقراطية وعدي الدول الأخرى التي تجاوزت خلافاتها ليست دولا إسلامية. هناك معطى آخر وهو أنّ الدول الغربية لا تريد للدول الإسلامية أن تتحد ويسود فيها التفتهم والتآخي والحرية والديمقراطية وستسعى هذه الدول إلى بث الفرقة بين أبناء الوطن ونشر الفوضى بكل السبل الممكنة. والدليل ما حدث من انقلاب فاشل في تركيا و...

Faouzib  (Tunisia)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 11:11           
بعض التعليقات تضهر استسهال الامور و كاننا نعيش في جزيرة لا يحيطنا احد .... منها ان النهضة خائفة من ملاحقات التسعينات و حسب ما الاحظ النهضة اجتازت هذه العقدة و بعض خصومها هم من لبسوا هذه الجبة ..... كل بلاد العالم كانت فيها حروب و مجازر و لكمنهم ترفعوا عن خلافاتهم و اتحدوا لبناء دولهم و من الامثلة القريبة الدول الافريقية مثل اثيوبيا و كونقو الديمقراطية ... النهضة منذ ما اكتشفت ان الصراعات الايديولوجية و صراعات ازلام و ثوار سيدخل البلاد في حمم دم
ستخسر منه البلاد و العباد الكثير كما هو حاصل في مصر و ليبيا و سوريا بنت استراتجيتها على التوافق و مد اليد الى الكل ليس النداء فقط بل حتى الى الشق اليساري بوسطه الى راديكاله ... ربم النداء دخل التوافق بمنطق المناورة عكس النهضة بمنطق الخيار الاستراتيجي لانها تامل ان الوقت سيغير النداء
رؤيته من التوافق المرحلي الى التوافق الاستراتيجي .... الى متى ستبقى الدول العربية في
صراعات داخلية متتالية ؟؟؟ فبعد الحرب العالمية الثانية كل الدول خرجت من الحرب مثخنة بالجروح و لكنهم توافقوا لبناء دولهم الا الدول العربية بعد الاستقلال دخلت في صراعات لا نهاية لها فهم تقدموا و نحن تاخرنا لاننا اصبحنا نقسموا بعضنا ما بين ثوري و زلم و انبطاحي و تكتاك و نظام قديم فهل ترفعنا و انقذنا هذا الوطن يرحمكم الله ؟؟؟

Bensa94  (France)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 10:55           
Je ne suis pas d'accord avec votre analyse,
Ennahda et en général la politique des frères musulmans c'est de pacter même avec le diable pour arriver au pouvoir.
c'est question de temps, c'est une politique de long terme, il suffit de ce rappeler des déclarations de Ghanouchi sur l’armée et de Mourou sur le système éducatif pour comprendre que l'objectif restera le même , arriver au pouvoir.
les frères musulmans appellent cette politique de "tamkin ou tamakin "dans l’armée , l'eductation et l'admistration ....

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 10:26           
@Elmejri
عن أبي رافع، قال: وجه عمر جيشا إلى الروم، فأسروا عبدالله بن حذافة، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد، فقال: هل لك أن تَتَنَصَّرَ وأعطيك نصف ملكي؟ قال: لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما تملك، وجميع ملك العرب، ما رجعت عن دين محمد طرفة عين. قال: إذا أقتلك. قال: أنت وذاك، فأمر به، فصلب، وقال للرماة: ارموه قريبا من بدنه، وهو يعرض عليه، ويأبى، فأنزله. ودعا بقدر، فصب فيها ماء حتى احترقت، ودعا بأسيرين من المسلمين، فأمر بأحدهما، فألقي
فيها، وهو يعرض عليه النصرانية، وهو يأبى. ثم بكى، فقيل للملك: إنه بكى، فظن أنه قد جزع، فقال: ردوه. ما أبكاك؟ قال: قلت: هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله. فقال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟. فقال له عبدالله: وعن جميع الأسارى؟ قال: نعم، فقبل رأسه. وقدم بالأسارى على عمر، فأخبره خبره، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ، فقبل رأسه.
والقصد يمكن الانحناء للعاصفة لغرض اجتناب الكارثة وتجنيب البلاد حرب أهلية ولغرض رعاية الديمقراطية الوليدة حتى تنضج ويشتدّ عودها.

Jjjcc  (Tunisia)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 09:27 | Par           
الغنوشي لا يهمه لا في انتقال ديمقراطي ولا في حقوق انسان يهمو في سلامة راسه وراس الاسلام السياسي المطلوب عالميا و ليس له بديل عن النداء حتى ولو اضطر ان يدعو ااتباعه الى التصوت للنداء

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 07:23           
إنسحاب السبسي الإبن دفع بالمتربصين لإسقاط الحجارة من أياديهم .

Elmejri  (Switzerland)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 07:16 | Par           
...اقصد سياسة الموالات فأصبحت النهضة لا تتصرف بمسؤولية....بل بخوف من ماضيها في الاتجاه الاسلامي الدعوي وتحت الضغوطات العالمية خاصة بعد تحذيرات الحاج ترامب...فانقلبوا 180 درجة....يا ابو الجناحين 🇹🇳👀🇹🇳👀🇹🇳

Elmejri  (Switzerland)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 06:51 | Par           
سياسات المواصلات والتماسيح والايادي المرتجفة عشناها اخر الثمانينات و تعود وتظهر الان جليا للعيان من اصحاب الجناحين.... ... Donnez Nous nos couffins, On n‘a plus besoin du raisin ». 👀🤚🏿👀🤚🏿👀🗣

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 25 Octobre 2017 à 06:34           
النهضة كانت في 2012 و 2013 اهم عدو للنداء وتعتبرمن الدولة العميقة وهو التجمع المنحل


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female