لماذا استقال شفيق صرصار وعضوين آخرين في هذا التوقيت الحساس بالذات؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sarsarle200417x1.jpg width=100 align=left border=0>


شمس الدين النقاز

هم لا يحبّون الديمقراطية ولا يمكن لهم في يوم من الأيام أن يكونوا ديمقراطيين، فالقوم تعلّموا أصول الدكتاتورية وفنونها من نظامين سابقين حكما البلاد بالحديد والنار، عن الأطراف التي تقف خلف استقالة رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار رفقة عضوين آخرين نتحدّث.





الاستقالات الأخيرة من الهيئة جاءت لتضع حدا للشائعات التي تؤكد نية أطراف حزبية معروفة بعينها يمتدّ نفوذها بين قصري قرطاج والقصبة، تأجيل الانتخابات البلدية التي كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن هزيمتهم فيها إذا ما أجريت في شهر ديسمبر المقبل.

الرئيس المستقيل شفيق صرصار، صرّح خلال ندوة صحفية عقدها بالعاصمة صباح الثلاثاء قائلا بتأثر واضح ''صونا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتزاما بالقسم الذي أديناه لما تولينا المسؤولية بأن نعمل على ضمان انتخابات ححرة ونزيهة، واحترم الدستور والقانون، فقد قررنا نحن محم شفيق صرصار رئيس الهيئة والقاضي مراد المولهي نائب رئيس الهيئة والقاضية لمياء الزرقوني عضو مجلس الهيئة الإستقالة من مهامنا"، مضيفا أنهم اضطروا لهذا القرار المسؤول بعد تأكّدهم أنّ الخلاف داخل مجلس الهيئة لم يعد مجرّد خلاف حول طرق العمل بل أصبح يمس بالقيم وبالمبادئ التي تتأسس عليها الديمقراطية.

ربّ تلميح أوضح من ألف تصريح، في هذه الخانة يمكن تفسير حديث رئيس "ISIE" الذي خيّر وضع بعض النقاط على الحروف وترك التونسيين يقرؤون ما بين السطور بدل اتهام أطراف بعينها، فالرجل الذي عرف في أوساط طلبته والسياسيين بمختلف توجهاتهم بنظافة يده ونزاهته، خيّر الاستقالة عوض المشاركة في مؤامرة تستهدف التونسيين الحالمين بغد أفضل.

يتأكد لنا يوما بعد يوم أن بقايا حزب نداء تونس، لن يهدأ لهم بال حتى يعيدوا فرض نظام ما قبل 14 جانفي من جديد، فرغم نجاحهم الجزئي في ذلك إلا أنهم ظلوا عاجزين أيما عجز على تلميع صورهم وإصباغ مشاريع قوانينهم شرعية شعبية فقدوها منذ أوّل يوم وصلوا فيه إلى الحكم.

علينا كتونسيين أن نصارح أنفسنا قبل أن نصارح غيرنا، فكل سياسيينا بدون استثناء فاشلون، فطيلة أكثر من 6 سنوات من انتفاضة 14 جانفي، ظلّوا يهرّجون ويضحكون على الذقون ويملؤون البطون، في حين زادت أوضاع الشعب المسكين سوءا.

إن استقالة شفيق صرصار وعضوين آخرين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتصريح نبيل بفون أحد أعضائها أمس بأن الهيئة مستعدة وقادرة على إجراء استفتاء شعبي بشأن مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية في صورة ما تم تكليفها بذلك رسميا، من قبل مجلس نواب الشعب، بعد موافقة رئيسي الحكومة والجمهورية، جاءت لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة الحالية ورئاسة الجمهورية لن يهنأ لهما بالا حتى يعيدا حقوق الفاسدين الذين دعموهما في الانتخابات السابقة، حتى وإن كلّفهما ذلك اللعب بأمن التونسيين وبمستقبلهم السياسي.

في الأخير نقول لمن تربّى على الدكتاتورية وجاءت به الأقدار ليقود المسار الانتقالي في البلاد، إن تونس أكبر منكم ونارها حارقة حتى وإن بدت لكم باردة في البدايات، وإن كنتم لم تقرؤوا التاريخ وهذا شأنكم الخاص، اقرؤوه وتدبّروه وافقهوه قبل أن تقولوا "غلطونا" لأنكم وقتها "ستندمون يوم لا ينفع الندم".


كاتب صحفي


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 142434

MedTunisie  (Tunisia)  |Mardi 9 Mai 2017 à 16:45 | Par           
لو له ذرة من الرجولية يبقى يقاوم الفساد و يكشف العقار و يقصيها بالقانون لا يترك لها المكان


babnet
*.*.*
All Radio in One