تشخيص أوّلي: منظومة الذكاء الاصطناعي في تونس تحتاج إلى تحديث تشريعي وتعزيز حماية البيانات

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6935a4180b2fa2.01107239_fhmqlinjeogkp.jpg width=100 align=left border=0>


أظهرت دراسة أولية أنجزتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" حول منظومة الذكاء الاصطناعي في تونس، وجود حاجة مُلحّة إلى تحيين التشريعات الوطنية وتجديدها لمواكبة التطورات المتسارعة في المجال، وذلك وفق ما تم تقديمه اليوم الأربعاء خلال ملتقى حول "البحث العلمي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي" الذي انتظم بالعاصمة بمبادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية.

وأوضح الخبير في الاتصالات هشام بسباس، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن مرحلة التشخيص التي انطلقت منذ أوت 2025 كشفت تأخراً ملحوظاً في الترسانة التشريعية التونسية مقارنة بالتشريعات الدولية المعتمدة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن تونس مدعوة إلى تعزيز آليات حماية البيانات وتخزينها، إضافة إلى ضرورة الترويج لكفاءاتها العلمية والتكنولوجية من أجل تثمينها ودعم انتشارها.





وفي المقابل، أبرزت الدراسة أن البلاد تُسجّل تقدماً في عدة جوانب، من بينها إقبال الطلبة على الاختصاصات التكنولوجية والإعلامية، ونمو المنشورات العلمية، إلى جانب تحسن واضح في مؤشرات الربط بالإنترنت.

من جهته، أكد رئيس ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مراد بالأسود، أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد مذكرة تشمل توصيات ومؤشرات لضمان الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي، وسيتم الإعلان عنها خلال الأشهر المقبلة. كما أشار إلى أنّ الوزارة بصدد تحديث البرامج الأكاديمية عبر إدراج وحدات حول الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتحول الرقمي، فضلاً عن تعزيز المخابر المتخصصة والتكوين المستمر للأساتذة الباحثين لمساعدتهم على التكيف مع الأدوات الحديثة.

وتعمل الوزارة كذلك على تطوير المهارات الرقمية لدى الطلبة والباحثين الشبان، بهدف إعداد جيل قادر على العمل داخل اقتصاد قائم على البيانات، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

أما مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في دول المغرب العربي، شرف أحميميد، فأعلن عن اعتزام المنظمة إطلاق سلسلة برامج في تونس بداية من سنة 2026 لدعم الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، من بينها دورات تكوينية لفائدة مدرّسي التكوين المهني وخريجي الجامعات لتعزيز قدراتهم في هذا المجال.

وشهد الملتقى حضور باحثين وخبراء وفاعلين في المنظومة الرقمية لمناقشة الرهانات العلمية والبيداغوجية والأخلاقية المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي. ومن المنتظر أن يُفضي اللقاء إلى مجموعة توصيات تدعم الاستخدامات الآمنة والمسؤولة للذكاء الاصطناعي، وتساهم في تعزيز إدماجه داخل منظومة التعليم والبحث والابتكار.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 320015


babnet
1