القصرين: مشروع التحكم في مياه السيلان من الأسطح .. حل مبتكر لشح المياه

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68ff3d8ad1bf88.60689262_ifgpnqoehljmk.jpg width=100 align=left border=0>


في خطوة نوعية لمواجهة ندرة المياه، انخرطت الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية "البنانة" بزلفان، من عمادة خمودة بمعتمدية فوسانة (ولاية القصرين)، في مشروع تجميع مياه الأمطار من الأسطح، بالتعاون مع جمعية "قرين القصرين" البيئية، وتم للغرض تزويد الشركة بخران ماء بسعة 3 آلاف لتر، وذلك بالإضافة إلى خزان اخر لمجمع نسائي بنفس الفضاء، ليصبح مجموع مساحة السطح المستخدمة للخزانين نحو 470 مترًا مربعًا، مع شبكات ري مباشرة لإستغلال المياه المجمعة في ري الأشجار والنباتات.
واصبح هذا المشروع، وفق ما ذكره رئيس الشركة المهندس الفلاحي المتقاعد عمر البناني، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، نموذجًا يُحتذى به، ويمكن تعميمه على الشركات التعاونية والمجامع الفلاحية والمؤسسات التربوية بالجهة، خاصة في المناطق التي تعاني من الإنقطاعات المتكررة للمياه.
وأضاف البناني أن الخزانين مزودين بمحركين ومصفاة، ما يجعل المياه بعد تصفيتها صالحة للشرب، ليصبح المشروع حلًا سريعًا وفعّالًا خاصة وان السدود تتطلب تمويلًا ضخمًا وزمنًا أطول، وفق تقديره.

واعتبرت رئيسة جمعية مجمع "هندي زلفان"، حليمة العبيدي في تصريح لصحفية "وات"، ان المشروع دعامة أساسية للنساء الريفيات اللواتي يعملن على تحويل التين الشوكي إلى مربى وزيوت، وهو نشاط يستهلك كميات كبيرة من المياه، واكدت أنّ خزان مياه السطح، سمح باستمرار العمل دون انقطاع، وهو ما جعل الجمعية تطمح في التزود بخزانات إضافية أو أكبر حجمًا لتلبية الإحتياجات المتزايدة، خاصة بعد الأمطار الأخيرة الذي امتلأ بفضلها الخزان بسرعة.



كما أعرب عدد من المستفيدين لصحفية " وات" عن ارتياحهم الكبير للتجربة، وما تلعبه الخزانات من دور في ضمان استمرارية النشاط الزراعي .
وأوضحت رئيسة جمعية "قرين القصرين" سنية سمعلي لصحفية "وات"، أن مشروع التحكم في مياه السيلان، جاء ضمن سلسلة مشاريع مستدامة للتحكم في المياه، بالشراكة مع مندوبية التربية وممثلية البيئة، وبتمويل من سفارة الجمهورية التشيكية، وهو مشروع استفادت منه أربع مؤسسات تربوية وأربعة مجامع فلاحية وشركتان تعاونيتان بشمال ولاية القصرين، وتتسم الخزانات الموزعة بكونها مزودة بمصفاة ومضخة، لضمان مياه صالحة للشرب، وهي موصولة بنظام ري قطرة قطرة للحدائق والمزارع، ما يعزز استدامة الموارد ويقلل الهدر المائي.
وأكدت سمعلي أن المشروع، لا يقتصر على تحسين القدرات التشغيلية للمستفيدين فحسب، بل يهدف أيضًا إلى ترسيخ ثقافة ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها، من خلال التشجيع على العودة إلى الأساليب التقليدية المستدامة على غرار المواجل والخزانات، مبرزة أن هذه الجهود تأتي في سياق عالمي يتّسم بتزايد حدة التغيرات المناخية، التي أدّت إلى اضطرابات في أنماط التساقطات وتواتر فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، ما ينعكس مباشرة على الموارد المائية والأمن الغذائي.
ولفتت إلى أنّ آثار هذه التغيرات فى تونس عموما، تتجلى بشكل واضح، في تقلص الموارد السطحية والجوفية وازدياد تواتر سنوات الجفاف، خاصة في الجهات الداخلية، لذلك، يمثل التحكم في مياه الأمطار وتجميعها أولوية استراتيجية لضمان استمرارية النشاط الفلاحي وتأمين مياه الري لفائدة المجتمعات المحلية، ودعم صمودها أمام التحديات المناخية المتنامية.
وشدّدت على أن مشروع تجميع مياه الأمطار من الأسطح يعد نموذجًا عمليًا يجمع بين الاستدامة البيئية، وتعزيز الإنتاج الفلاحي، ودعم المجتمع المحلي، ويقدم حلولًا سريعة وفعّالة للتحديات المائية، مؤكدة على أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا في حياة الفلاحين والمدارس والمجتمعات المحلية، وتعيد للمياه حقها كثروة حياتية يجب الحفاظ عليها.
وكشفت سمعلي أن مشروع التحكم في مياه السيلان انطلق في أفريل الماضي ويستكمل في شهر أكتوبر الجاري، بتمويل من سفارة الجمهورية التشيكية بتونس، وبكلفة جملية ناهزت ال65 ألف دينار، وهو يمثل تجربة نموذجية أولى، مع نية توسيع نطاقه مستقبلاً ليشمل السكان، وخاصة في المناطق الريفية النائية التي تعاني من ندرة المياه أو انقطاعات متكررة في التزوّد.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317380


babnet
*.*.*
All Radio in One