أبدت "قولترا" انبهارها بالمسرح في مكان تاريخي وأثري ساحر يحمل في طيات مدارجه وتفاصيل هندسته المعمارية عبق عراقة الحضارات التي تعاقبت عبر التاريخ وخلفت معالم ومواقع أثرية تعكس جزء من الهوية التونسية.
وأشار الفنان حليم اليوسفي إلى أهمية إستغلال مثل هذه الأماكن الأثرية فهي وفق تعبيره، "البترول" والثروة الحقيقية للبلاد والشعب التونسي.
في أجواء ساحرة قدمت الفرقة أغاني متنوعة من رصيدها الفني على غرار " أنا جندي" و"شفت البلدان وراسي شاب" و"يا بن آدم " وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها جمهور مدينة "دقة".
تجمع موسيقى "قولترا" بين العديد من الأشكال الموسيقية من بينها "الريقي" و"الجاز" و"الأفروبيت" و"الراب- ريقي" ليقدموا لوحة فنية فريدة وخاصة بأسلوبهم الموسيقي الذي يروي "الواقع"، حسب ما عبر عنه أحد أعضاء الفرقة مالك بـن حليم.
وتروي الأعمال الموسيقية لهذه الفرقة مشاغل المواطن وحياته اليومية بأسلوب نقدي وساخر للمنظومة الاجتماعية والنظام السياسي في العالم بصفة عامة وفي تونس بصفة خاصة.


ويشار أن الهيئة المديرة لهذا المهرجان قد سعت خلال هذه السهرة إلى تطبيق البروتكول الصحي والوقائي من فيروس "كورونا" المستجد، حيث ارتدى أغلب الحاضرين كمامات بصفة إجبارية محافظين على مسافة التباعد الاجتماعي الآمنة، كما تم أيضا توفير وسائل التعقيم قبل الدخول إلى المدارج.
تأسست فرقة "قولترا ساوند سيستام" سنة 2007 باجتماع ثلاثة عازفين هم المغني والعازف على آلة الجيتار حليم اليوسفي والعازف على آلة الكمنجة والمغني وسام الزّيادي والعازف على الآلات الإيقاعية مالك بن حليم.
وأشارت فرقة "قولترا" في نقطة صفحية إلتأمت إثر العرض، إلى أن فيروس "كورونا" المستجد مثل عائقا أمام جولتهم الفنية في صائفة 2020 في مختلف المهرجانات على غرار مهرجان قرطاج الدولي الذي تم تأجيل فعاليته إلى صائفة 2021.
هي موسيقى تعبر عن هوية الثلاثي الذي واصل مشواره الفني رغم فترات الانقطاع التي شهدتها "قولترا"، مسجلة حضورها الفعلي سنتي 2012 و2013 في جولة فنية تونسية.
وعاد الفريق بقوة سنة 2019 ،حيث تُوج بجائزتين في اختتام الدورة السادسة أيام قرطاج الموسيقية، وهما جائزة المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وجائزة مِهنية تتمثل في جولة موسيقية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.