فاطمة المسدي تحذر من تزييف الحقائق العلمية في تصنيف المواد السامة

في كلمة تحت قبة البرلمان خلال الجلسة العامة المخصصة للحوار مع الحكومة حول الوضع البيئي المتدهور في ولاية قابس، وجّهت النائبة فاطمة المسدي (المقعد 164) انتقادات واضحة وصريحة لأداء وزارتي الصناعة والبيئة، محذّرة من خطورة استمرار التلاعب بالمعطيات العلمية ومحاولة تمييع الحقائق المتعلقة بحوادث تسرب الغازات.
انتقاد تغيّب المسؤولين المباشرين
انتقاد تغيّب المسؤولين المباشرين
استهلت النائبة مداخلتها بالإشارة إلى غياب رئيسة الحكومة ووزراء الصناعة والبيئة والطاقة، معتبرة أن هذا الغياب "غير مبرر" ويعكس عدم الجدية في التعامل مع مأساة قابس، مؤكدة أن النواب الحاضرين يمثلون صوت الشعب، وأن رسائلهم يجب أن تُنقل بكل وضوح إلى بقية أعضاء الحكومة.
"ما وقع ليس مجرد تسرب صناعي"
بيّنت المسدي أن ما حدث في التاسع من سبتمبر 2025 كان حادثًا مثبتًا لتسرب غازي من وحدات المجمع الكيميائي، تسبب في إصابات مباشرة لعدد من المواطنين والعمال، وقد اضطرت وزارة الصحة لنقلهم للعلاج في العاصمة لغياب الإمكانيات في مستشفى قابس.أما بخصوص الحوادث الأخيرة، فأوضحت أن حالات الاختناق التي طالت التلاميذ داخل المؤسسات التربوية لم تُسجَّل في المحيط القريب من المصانع ولا في صفوف العمال، وهو ما يدحض فرضية التسرب الصناعي المباشر، ويستوجب، حسب قولها:
"فتح تحقيق فني وجنائي معمق لتحديد طبيعة المادة المستنشقة ومصدرها الحقيقي."
اتهامات مباشرة لوزارة الصناعة
اتهمت النائبة الوزارة بدفن تقارير الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية، والتي تحتوي على معطيات دقيقة حول منظومة الصيانة والحوكمة والفساد داخل المجمع الكيميائي، مؤكدة أن تجاهل هذه التقارير هو ما عمّق أزمة الثقة مع أهالي قابس.كما حملتها مسؤولية قرار "إعادة تصنيف مادة الفوسفوجيبس كمادة غير ملوثة"، واعتبرت ذلك:
"دليلًا على قصور علمي وخلل خطير في الكفاءة، يسمح لأي مواطن بنقل هذه المادة دون رقابة، ويشكل تهديدًا مباشرًا للبيئة والصحة العامة."
مساءلة وزارة الصحة
أشارت المسدي إلى غياب التحاليل العلمية الضرورية في الحوادث الأخيرة، وسألت وزير الصحة:"لماذا لم يتم إجراء نفس التحاليل التي قمتم بها في سبتمبر؟ وهل أنتم متأكدون أن المادة المتسببة في اختناق التلاميذ هي نفسها المنبعثة من الوحدات الصناعية؟"
الحل: قرار وطني لا شعارات
اختتمت النائبة كلمتها بالتأكيد على أن أزمة قابس لا تُحل بالشعارات، بل بقرار وطني استراتيجي وشجاع، قائلة:"المشكلة هيكلية متعلقة بقدم الوحدات الصناعية وتآكل منظومات الصيانة. الحل ليس في نقل التلوث من مكان إلى آخر، بل في بناء مصنع جديد بتقنيات حديثة تضمن السلامة البيئية."
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 316978