مآل الضرائب في بلاد الفرنجة
محسن العكروت (*)
رغم أني كسائر المواطنين أكره الضرائب بجميع أنواعها وككلّ موظفي الدولة فإني أدفع ما عليّ مكرها غير بطل لأن هذه الضرائب تُقتطع مباشرة من راتبي ولا يمكنني التلاعب في قيمتها مثل أصحاب الأعمال الحرّة الذين يحاول أغلبهم تقزيم مداخيلهم بشتّى الوسائل ، ولكنّني لمّا زرت مؤخّرا بلاد الفرنجة غبطت الفرنسيين على منظومة دفع الضرائب للدّولة وصرامة هذه الأخيرة في تحصيلها واقتطاع مستحقّاتها من مواطنيها. فالمواطن الأوروبى بصفة عامة يقوم بدفع ضرائب مرتفعة ولكنه يتمتّع في المقابل بخدمات مجانية لم يكن لينعم بها لو لم يدفع ما عليه.
رغم أني كسائر المواطنين أكره الضرائب بجميع أنواعها وككلّ موظفي الدولة فإني أدفع ما عليّ مكرها غير بطل لأن هذه الضرائب تُقتطع مباشرة من راتبي ولا يمكنني التلاعب في قيمتها مثل أصحاب الأعمال الحرّة الذين يحاول أغلبهم تقزيم مداخيلهم بشتّى الوسائل ، ولكنّني لمّا زرت مؤخّرا بلاد الفرنجة غبطت الفرنسيين على منظومة دفع الضرائب للدّولة وصرامة هذه الأخيرة في تحصيلها واقتطاع مستحقّاتها من مواطنيها. فالمواطن الأوروبى بصفة عامة يقوم بدفع ضرائب مرتفعة ولكنه يتمتّع في المقابل بخدمات مجانية لم يكن لينعم بها لو لم يدفع ما عليه.
وقد صادف أن ذهبت يوما إلى حديقة عموميّة في إحدى ضواحي باريس فوجدت مساحات خضراء شاسعة في أبهى حُلّة ، أشجارها مقلّمة وعشبها مهذّب ونظافتها تجلب الإنتباه وتذهل العقول .ووجدت طلبة عرضيّين وقع تأجيرهم من طرف البلدية لتأطير الزائرين وخاصة منهم الأطفال الصغار ، وكانت جميع الألعاب متوفرة ومجانية : كرة الطاولة ، الكرة الحديدية ، الأطباق الطائرة ، السباحة ، التزحلق على الزلاجة (Toboggan) ، الرّماية بالسّهم(Jeu de fléchettes) ، تنّس الريشة…(Badminton)
وهنا يكمن كلّ الفرق بين الأوروبي والمواطن التونسي ، فنحن هنا ندفع الضرائب رغما عن أنوفنا لأننا لا نرى منها جدوى ولا نشعر بفائدتها فكلّ المصالح الإدارية معطّلة والطرقات في حالة يُرثى لها والتعليم الحكومي يتهاوى من سنة إلى أخرى، والمستشفيات عاجزة عن مداواة المرضى ومنحهم الدواء اللازم ، وإدارات جُعلت لخدمة المواطن بالأساس تتحوّل بقدرة قادر لخدمة أقارب وأصدقاء منظوريها ، وغير ذلك من المشاهد التي تنفّر المرء من القيام بواجبه تُجاه بلده ودفع ضرائبه وتسديد ما عليه.
أمّا هناك فيقع استثمار كل فلس لفائدة المواطنين فتعود هذه الضرائب بالنّفع على الجميع ، فلا عجب أن يفرحوا بضرائبهم ويبادروا بدفعها في الإبّان!!
فمتى تتغيّر العقليّات وتُصحّح المفاهيم؟! فالضرائب من المفروض أن تكون مثل نقابة سكّان العمارة (السّنديك) : إذا تمّ استخلاص المعلوم أمكن لسكّان العمارة العيش في ظروف طيّبة (إنارة ، نظافة ، صيانة معدّات ، عناية بالمساحات الخضراء...) ، أمّا إذا تقاعسوا عن دفع معلوم الصيانة أو وقع التلاعب بالمبالغ المجمّعة ، عندها تصبح الحياة جحيما لا يُطاق وتتعطّل جميع المصالح المشتركة وتتراكم الأوساخ وتعمّ الفوضى!
محسن العكروت
محقق جودة وأستاذ تعليم عال







Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 317338