<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d6f77d4d31b50.78892154_qmnkgejlpfhio.jpg width=100 align=left border=0>
طارق عمراني
في ساعة متأخرة من ليلة السبت صوت المكتب السياسي لحزب التيار الديمقراطي برفض الأغلبية للمشاركة في حكومة الحبيب الجملي
دعنا نتفق أولا أن الرفض او الموافقة هي خيارات داخلية لكن شريطة احترام الظرفيات الزمانية
في ساعة متأخرة من ليلة السبت صوت المكتب السياسي لحزب التيار الديمقراطي برفض الأغلبية للمشاركة في حكومة الحبيب الجملي
دعنا نتفق أولا أن الرفض او الموافقة هي خيارات داخلية لكن شريطة احترام الظرفيات الزمانية
حتى لا نضيع النقاش في التحليل و السفسطة بالعود الى بدايات القصة منذ تاريخ 6 اكتوبر، دعنا نركز زمنيا على تطورات الأحداث خلال الأسبوع المنقضي، حيث شهدت المفاوضات تغييرات كوبرنيكية عبر وساطة الناشط السياسي أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك، الذي نجح عبر لقاءات غير رسمية من تقريب وجهات النظر بين قيادات حركة النهضة من جهة و حزب التيار الديمقراطي من جهة، و هو ما اعتبر انفراجة مبدئية بعودة التيار للمفاوضات و عرض شروطه بشكل متلكئ و متردد محكوم بصراع الشقوق داخله فنهاية الأسبوع الماضي أعلن القيادي في حركة النهضة نور الدين العرباوي بأن حزب التيار يماطل في الموافقة على المبادرة المذكورة بترحيل اجتماعه السياسي لأسبوع اخر، تصريح العرباوي كان متماهيا مع تصريح الحمامي الذي اعتبر يوم 17 ديسمبر بأن الود قد انتهى مع "التيار و الشعب" لغياب رؤية واضحة و موقف حاسم.
التيار الديمقراطي من جهته عكس الهجوم بتصريحات قيادييه، حيث نشر الناطق الرسمي غازي الشواشي تدوينة فهمت على انها رد على تصريحات قيادات النهضة "ناس لا عهد و لا ميثاق" تلاه تصريح اذاعي للأمين عام محمد عبو حيث صرح في برنامج موزاييك + بأن النهضة تفاجأت بقبول التيار الديمقراطي للعرض السياسي مؤكدا ان النهضة لا ترغب في هذه الشراكة و تميل للدخول في تحالف حكومي مع حزب قلب تونس و هو توجه الغنوشي و جماعته داخل حركة النهضة في مواجهة الجناح الاصلاحي...
في الأثناء يدوّن الناشط جوهر بن مبارك بأن المبادرة تسير في الطريق الصحيح رغم كل التشويش الاعلامي في تقليل مباشر للتصريحات النارية المتبادلة بين قيادات الحزبين....
بالتزامن مع تدوينة بن مبارك، التقى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس الجمهورية في منزل الأخير بالمنيهلة بعد عودته من سيدي بوزيد و الجدل الذي اثاره خطابه في ذكرى اندلاع الثورة التونسية، قيس سعيد ابلغ الغنوشي عن رفضه للمرور نحو "حكومة الرئيس" داعيا كل الأطراف الى تحمل مسؤوليتها في تشكيل الحكومة كما اعرب عن امتعاضه من تشريك قلب تونس في الحكومة...
هذا المعطى أعاد الروح لمبادرة جوهر بن مبارك ليعود الفرقاء الى طاولة المفاوضات و هو ما تبلور في النقطة الاعلامية التي عقدها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في قصر الضيافة يوم الجمعة بعد لقائه برباعي الحكم المفترض و الحديث عن اتفاق مبدئي....
مباشرة بعد تصريح الجملي تنتفض القيادات التيارية الرافضة و خلفها قيادات حركة الشعب لتعرب عن نفيها للاتفاق المبدئي الحاصل (تدوينة محمد الحامدي و من خلفها اخرى لسالم لبيض)
كل الكواليس القادمة من قصر الضيافة اكدت أن الحبيب الجملي استجاب لشروط التيار الديمقراطي و بدرجة أقل لمطالب حركة الشعب....
الشكوك بإجهاض هذه المبادرة تحولت الى حقيقة بعد تدوينة النائب سامية عبو مساء امس السبت و التي استبقت اجتماع المكتب السياسي للحزب...
اليوم الأحد... الرؤية اتضحت حيث تشير الأخبار رفض كل من التيار الديمقراطي و حركة الشعب للمشاركة في حكومة الحبيب الجملي
موقف حركة الشعب كان متوقعا، لكن تصريحات الناطق الرسمي بإسم التيار الديمقراطي غازي الشواشي يوم الأربعاء في برنامج ميدي شو على اذاعة موزاييك اف ام اعتبرت موافقة للمشاركة في الحكومة حيث اعتبر الشواشي بأن المجلس الوطني للحزب سيكون شكليا و ان الحزب ماض بثبات نحو المشاركة...
في النهاية نذكر السيد غازي الشواشي بتدوينة "ناس لا عهد و لا ميثاق".... فعلى مايبدو أن هذه التدوينة تتطابق مع تغير مواقف الحزب من الموافقة الى الرفض و ماتخفيه الأكمة من سيطرة للسيدة سامية عبو على مركز القرار في الحزب و هو ما تأكد بتدوينتها المعربة عن رفض المشاركة و التي استبقت قرار مؤسسات الحزب الذي يدعي المبدئية و و ضوح الرؤية...
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 194808