السيد الحبيب الجملي.. لاعب الشطرنج، و المهندس المستقل..

كتبه / توفيق الزعفوري..
صرح اليوم راشد الغنوشي، لمراسل الجوهرة اف ام أن حزب قلب تونس غير معني بالمشاركة في الحكومة المقبلة ، تماشيا مع الوعود التي قطعوها على أنفسهم ، و هنا لابد من الوقوف على بعض النقاط الهامة.
صرح اليوم راشد الغنوشي، لمراسل الجوهرة اف ام أن حزب قلب تونس غير معني بالمشاركة في الحكومة المقبلة ، تماشيا مع الوعود التي قطعوها على أنفسهم ، و هنا لابد من الوقوف على بعض النقاط الهامة.
اولا، اذا كان تصريح السيد راشد برئيا جدا، فنرجو ألاّ يكون إشارة لرئيس الحكومة الجديد، و إيعازًا بالفرز السياسي المبكر،
ثانيا، و إذا أوغلنا في تبرئة الشيخ و قبلنا حسن نواياه، فنرجو ألّا يكون الشيخ قد تدخل في صلاحيات رئيس الحكومة في نفس اليوم الذي بدأ فيه المشاورات، و أن تصريحه هو مجرد رأي، لا تأثير له و لا نريد إخراجه من سياقه
ثالثا، و تماشيا مع مبدأ اِستقلالية رئيس الحكومة، فهو فقط من يحدد مع من يتحاور، فقد كان قد أعلن أنه لن يستثني أحدا إلاّ من أقصى نفسه!!!.
اليوم يصرح النائب غازي الشواشي و أمين عام حزب التيار الديمقراطي، أن الحزب معني بالمشاورات و بالمشاركة في الحكومة طالما أن رئيسها مستقل و هي استراتيجيا، خطوة إلى الأمام، بعد خطوتين إلى الوراء، و كأن التيار يتدارك المطبات و "الخطأ الاستراتيجي " الذي وقع فيه أو أوقع نفسه فيه الاسبوع الفارط، إبان المشاورات لانتخاب رئيس البرلمان، ثم إن أمين عام التيار، لم يفصح عن إمكانية المشاركة في الحكومة بنفس الاشتراطات، التي هي من صلب برنامجه الإنتخابي أم أنه "سيخون" ناخبيه كما سبق و فعل غيره!!.
يبدو التيار الديمقراطي منسجما مع أدبياته الفكرية و الثقافية، فمازال متمسكا بمقعد المعارضة، إذا حصل توافق و تفاهم مع حزبي قلب تونس و الحزب الدستوري الحر، و هي خيارات الحزب ، و له فيها مبرراته الذاتية و الموضوعية، و حتى سياقاتها التاريخية ، يضاف إليها إشتراطات إئتلاف الكرامة ، و تصريح الشيخ اليوم، فإننا نتساءل عن طبيعة المشاورات و مع من سيتشاور رئيس الحكومة الجديد، و من هم التكنوقراط، المستقلون عن الأحزاب، ممن يحظون، بتأييد طيف سياسي فسيفسائي، متناقض أحيانا، غير متقاطع أحيانا أخرى
رئيس الحكومة يبدو أنه أمام رقعة شطرنج، و هو اللاعب الوحيد الذي يحرك جميع القطعات السياسية و الغير سياسية، بحذر المهندس الواعي بتناقظات المشهد السياسي و الفرز الإنتخابي و هو ملزم بعدم الفشل أو حتى الإنتكاس، فانتظارات التونسيين ، و الملفات الثقيلة، لم تعد تحتمل التأجيل..
نرجو من المهندس الجديد ان يحل إينيقما المسرح السياسي، بكل حكمة و اقتدار، فهو كالرئيس الجديد متحرر من الضغوط، المسبقة، و باستطاعته ،و من حقه أن يقول لا لمن يحب...
و قل إعملوا، فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون.. صدق الله العظيم ...
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 192883