لماذا اخفت تونس مشاركتها المشينة في قمة وارسو مع الكيان الصهيوني؟ ولماذا صمتت القوى الحية والاعلام عن الفضيحة؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c6db67fd46fd9.48566719_fimkegolpqhjn.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

صفحة سوداء في تاريخ تونس دشنتها الحكومة والرئاسة، بمشاركة ديبلوماسية عالية المستوى، جنبا الى جنب مع زعيم الاحتلال الصهيوني ومهندس أغلب المجازر في حق الشعب الفلسطيني نتنياهو، في قمة وارسو أيام 13 و14 فيفري الجاري.






مشاركة في مستوى سياسي-ديبلوماسي راقي، مثّل فيها تونس صبري الباشطبجي كاتب الدولة للشؤون الخارجية، في خذلان مرير للشعب الفلسطيني، بل خيانة مشينة للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي تتآمر فيه كل الانظمة في الشرق والغرب على تصفية الحق الفلسطيني في استرجاع الأرض المسلوبة واسترداد الكرامته المنتهكة.

تونس تسترت عن الأمر بصفة كلية، ولم نكد نعثر على خبر وحيد رسمي سواء في صفحة الخارجية أو الحكومة أو الرئاسة، وهذا ما يثبت وجود خلفيات غير بريئة، ومصالح ضيقة لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا ومبادىء الخارجية، التي حددها الدستور وعلى رأسها دعم حق الشعوب في التحرر وتقرير مصيرها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.


والامر اذ لم لم يكن فيه انتصار للشعوب المظلومة، ولا مناهضة لكل أشكال الاحتلال والعنصرية، كما يقتضي المعيار القانوني الأعلى في البلاد، فقد تعدى ذلك الى تطبيع صاعق، والصورة بالفعل ستظل عار في وجه هذه الحكومة، ويبرز فيها كاتب الدولة التونسي في نفس اللوحة مع السفاح نتنياهو.


ولا نكاد نفهم الغاية من هذه المشاركة، خاصة وقد قاطعتها القيادة الفلسطينية، واعتبرتها في نطاق صفقة القرن الخبيثة، فهو تتناقض مع المبادىء الخارجية والمبادىء الدستورية والاجماع الشعبي المناهض للتطبيع، ولا يمكن فهمها الحقيقة الا في اطار مصادرة السيادة والقرار الوطنية، والخضوع للاملاءات الخارجية الأمريكية والخليجية، في مقابل "المساعدات" المسمومة، وفي مقابل الحصول على السند السياسي لهذه الحكومة المتهالكة، واحزابها التي تلهث وراء التبعية للخارج للاستقواء به على حساب الدعم الشعبي الداخلي.


والتستّر الكامل على الخبر يثبت وجود خروقات وانتهاكات دستورية ومبدئية، ولكن تقاطع المصالح الحزبية للحاكمين والبحث على رضى القوى الدولية هو الذي جعل الامر طيّ السرية الكاملة، ولكن الحقيقة اللوم الاكبر هو على الاعلام والمجتمع المدني وخاصة اتحاد الشغل، فالمرفق العمومي الاعلامي سواء وكالة تونس افريقيا للانباء او التلفزة والاذاعات العمومية لم يقم بدوره في كشف الفضيحة كما يفرضه الدستور، أمّا اتحاد الشغل فلم نكد نسمع له صوتا وهو الذي يضمّن القضية الفلسطينية أرقى المراتب في أدبياته ونظامه الداخلي، ونفس الشيء بالنسبة للمجتمع المدني الحقوقي خاصة.


والأمر ينطبق على الأحزاب خاصة المعارضة التي تضع القضية الفلسطينية كمحور مركزي في خطابها وشعاراتها، ولكن باستثناء حزب وحيد لم نكد نعثر على بيان ادانة، والأمر بالفعل مدعى للغرابة، لأن هذه الأحزاب تفقد دورها في الرقابة، وكشف الخروقات الدستورية للسلطة، لتحمي المصلحة العليا والسيادة الوطنية، ولا تسمح بالتفريط في المبادىء الوطنية، والأمر من صميم رسالتها بل من جوهر مصلحتها، وهي بذلك تفقد كل مشروعية بل تدين وجودها ووظيفتها في العمق.


ويبدو أنّ الأمر لم يكن مقابل دعم لاحزاب السلطة والحكومة فقط، وهو يتجاوز ذلك الى وجود التزامات خطيرة على البلاد وعلى الديمقراطية الهشّة، ولا بد اليوم من معرفة ما تم الاتفاق عليه في الغرف المظلمة وراء الجدران الصلبة، فمن حق الشعب معرفة ما يهم سيادة وطنه ومصلحته العليا ومستقبله ومبادئه الوطنية السامية، ومن حقه رفض كل الانتهاكات الماسة بارادته.


الاضرار لم يكن فقط بالقضية الفلسطينية المركزية في الوجدان والاجماع الشعبي، بل أيضا بصورة تونس الثورة الداعمة لحقوق الشعوب والمبادىء الانسانية، واليوم التحوّل صار خطيرا جدا في اتجاه خضوع مرعب، لقوى الهيمنة الداعمة للاحتلال الصهيوني، ويبدو أننا سقطنا في أخدود ستكون تداعياته مدمرة في القريب المنظور!!


(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 177456

Tomjerry  (Tunisia)  |Jeudi 21 Février 2019 à 15:59           
" وهذا الملح من أثر الدموع على جدار البيت ........ لي"

لن نخونك يا فلسطين

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Jeudi 21 Février 2019 à 12:38           
على البرلمان مسائلة رئيس الجمهورية

IndependentMen  (Tunisia)  |Jeudi 21 Février 2019 à 10:39           
لا يمكن لجماعة اليسار الكلام بعد اليوم فحسب فرانس 24 - قال الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء في خطاب ألقاه في حفل العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، إن بلاده ستعتمد في تشريعاتها تعريفا لمعاداة السامية، يتضمن معاداة الصهيونية.
فالي مازال من اليسار يتاجر بمعاداة الصهيونية فسيحرم غدا من دخول بلد الأم فرنسا
فلضرورة مواصلة التمتع بامتيازات المقيم العام يجب حتما أبدا قطا تسكير الفم

Fessi425  (Tunisia)  |Jeudi 21 Février 2019 à 08:19           
اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم إهزمهم اليهود وزلزلهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم مزقهم شر ممزق اللهم أحصهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
اللهم أرينا فيهم و من إتبعهم و من ساندهم و أيدهم عجائبك وأجعل كيدهم في نحرهم

https://youtu.be/j4pWxWbMTPA

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 21 Février 2019 à 08:19           
أخفتها لأنها فضيحة... و لكن السؤال : أين القومجيون و العروبيون و المناهضون للتطبيع؟؟؟


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female