أسرار المحاولة الانقلابية في الافريقي

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
لا احد كان يتوقع ما حدث في الجلسة العامة التقييمية للنادي الافريقي يوم 27 جوان الجاري خاصة بعد تتويج الفريق بكاس تونس لكرة القدم و تحقيق انتصار باهر على الفتح الرباطي في كاس الكنفدرالية الافريقية خلال سهرة رمضانية مشهودة . صحيح ان هناك انتقادات لاداء الهيئة المديرة و رئيسها سليم الرياحي بسبب تردي النتائج في مرحلة التتويج اضافة الى الاداء المهزوز لفروع كرة اليد و كرة السلة ، و اغلب المشاكل كما تسوقها وسائل الاعلام مادية تتعلق اساسا بمستحقات اللاعبين وهو امر ليس حكرا على النادي الافريقي و تعيشه بقية الاندية .
لا احد كان يتوقع ما حدث في الجلسة العامة التقييمية للنادي الافريقي يوم 27 جوان الجاري خاصة بعد تتويج الفريق بكاس تونس لكرة القدم و تحقيق انتصار باهر على الفتح الرباطي في كاس الكنفدرالية الافريقية خلال سهرة رمضانية مشهودة . صحيح ان هناك انتقادات لاداء الهيئة المديرة و رئيسها سليم الرياحي بسبب تردي النتائج في مرحلة التتويج اضافة الى الاداء المهزوز لفروع كرة اليد و كرة السلة ، و اغلب المشاكل كما تسوقها وسائل الاعلام مادية تتعلق اساسا بمستحقات اللاعبين وهو امر ليس حكرا على النادي الافريقي و تعيشه بقية الاندية .
هدف الجلسة التقييمية هو تقييم عمل الهيئة و نقدها من اجل استخلاص العبر و الدروس من الاخطاء و الاستعداد الجيد للمرحلة القادمة ، لكن عندما بدا رئيس النادي في الاجابة عن التساؤلات و الدفاع عن سياسته في الجمعية اختارت مجموعة من الحضور تعكير الاجواء و التخلي عن اداب الحوار و اصول النقاش لتكيل السباب و الشتائم و ترفع شعار "ديغاج " في وجه سليم الرياحي ، وهو سلوك استهجنه الحاضرون و الهيئة و تقرر تعليق الجلسة . لقد بدا التاثر على القاضي الفاضل هشام الباجي رئيس الهيئة التسييرية عندما وصف الحادثة بالكارثة و تعهد بتتبع العابثين و هذه الميليشيا قضائيا .
في الحقيقة يبدو ما حصل اعمال بلطجة و سلوك ميليشيات و محاولة انقلابية للسطو على فريق النادي الافريقي دون اللجوء الى اداب الحوار و صندوق الانتخابات لانه تم استعمال وسائل عنيفة للتغيير . و من المؤكد ان هناك اطرافا تقف وراء ما حدث و اعلنت الحرب على سليم الرياحي و هيئته ، و بمتابعة بسيطة لشبكات التواصل الاجتماعي نكتشف بسهولة ان هناك امرا دبر بليل و بعض الوجوه القديمة التي تعتبر نفسها وصية على الفريق و ملكا خاصا لها تريد اقصاء الرياحي من الافريقي و تعمل على بث البلبلة في الفريق و تمت الاشارةاكثر من مرة الى فريد عباس و جماعته . الغريب ان هؤلاء عزفوا عن تولي المسؤولية في الافريقي سابقا عندما كان الفريق في اشد الحاجة اليهم كما لم نسمع ابدا عن دعمهم للنادي الذي صنع شهرتهم و نتذكر جيدا كيف هربوا خوفا من انفاق الاموال .

يربط متابعون بين ما حدث يومها و ما تلاه من تجميد اموال سليم الرياحي و ممتلكاته في انتظار التدقيق . و لا تبدو السياسة غائبة في الموضوع فلا ننسى ان الرياحي و حزبه كانا في الحكومة و دعما الاستاذ الباجي قايد السبسي في الانتخابات الرئاسية و اليوم صارا في المعارضة، اما معارضو الرياحي في الافريقي فقد انضموا الى نداء تونس ..
للرياحي اخطاؤه العديدة في التسيير و كان يمكن احراجه في الجلسة التقييمية لكن معارضيه اختاروا التصعيد العنيف ، فالافريقي فريق عريق و كبير يملك شعبية رهيبة في تونس ، و الانتخابات البلدية على الابواب و الجميع يسعى لاستثمارها ، لكن الحقيقة ايضا ان سليم الرياحي قدم الكثير للافريقي و ضخ عشرات المليارات و صارت الاندية المنافسة تخشى الافريقي في كل ميركاتو ،، اما معارضو الرياحي فقد عجزوا ذات موسم عن توفير الف دينار خطية للجامعة ليخسر الافريقي 3 نقاط ضد الملعب التونسي . الرياضة اليوم ليست شعارات بل اموال و حسن تدبير و استثمار ، لذلك نجد رؤوس اموال اجنبية تشتري نوادي عالمية مثل ميلان و باري سان جرمان و ليفربول و مانشستر سيتي و لا احد يقول ذلك الشعار المتخلف انهم ليسوا ابناء النادي حيث يستفيد المستثمر و يستفيد النادي من بنية تحتية جديدة و تحهيزات ضخمة و انتدابات كبيرة و يسعد الجميع بذلك.
لقد اصبح جمهور الافريقي واعيا بما يحدث بعد ان توضحت الصورة ، و تبدو الجلسة الانتخابية القادمة حاسمة ، و لن يسمح لاحد برئاسة الافريقي دون المرور بالصندوق الانتخابي ، هذا ما فرضه جمهور الافريقي بعد الثورة مباشرة منذ يوم 25 فيفري 2011 ، اما الانقلابيون الذين يرعبهم الصندوق فلا مكان لهم .
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 144725