الأمم المتحدة تعلن رسميا تفشي المجاعة في غزة... ماذا يعني ذلك والمقاييس المعتمدة والتداعيات

بقلم ريم بالخذيري
أعلنت اليوم الجمعة 22 أوت 2025، الأمم المتحدة أن قطاع غزة دخل رسميًا مرحلة المجاعة، لتصبح أول منطقة في الشرق الأوسط تصل إلى هذا التصنيف الكارثي. الإعلان جاء بعد أشهر من التحذيرات الأممية من أن الوضع الإنساني في القطاع قد يخرج عن السيطرة إذا استمر الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
أعلنت اليوم الجمعة 22 أوت 2025، الأمم المتحدة أن قطاع غزة دخل رسميًا مرحلة المجاعة، لتصبح أول منطقة في الشرق الأوسط تصل إلى هذا التصنيف الكارثي. الإعلان جاء بعد أشهر من التحذيرات الأممية من أن الوضع الإنساني في القطاع قد يخرج عن السيطرة إذا استمر الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وقد بدأت مؤشرات انهيار الأمن الغذائي في غزة بالظهور منذ الأشهر الأولى للحرب، مع سياسة التجويع وضرب قوافل الإمدادات التي تنتهجها إسرائيل. وهذا ما أكدته تقارير برنامج الأغذية العالمي واليونيسف التي أشارت إلى أن القطاع كان يعيش على حافة المجاعة منذ بداية الصيف، مع تراجع المخزون الغذائي إلى أدنى مستوياته منذ عقود.
وبحسب الأرقام الرسمية، يعيش أكثر من 500 ألف شخص في ظروف تعادل المرحلة الخامسة (المجاعة) من تصنيف IPC (وهو اختصار لـ Integrated Food Security Phase Classification وتعني التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهو نظام عالمي وضعته منظمات دولية منها الفاو وبرنامج الأغذية العالمي لتقييم مستويات انعدام الأمن الغذائي والمجاعة بشكل موحد ودقيق).
كما أن أكثر من 30% من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.
وتجاوز معدل الوفيات شخصين لكل 10 آلاف نسمة يوميًا، وهو أحد المؤشرات الحاسمة لإعلان المجاعة.
إعلان المجاعة في غزة يفتح الباب أمام مساءلات دولية، إذ تتحمل الأطراف المتحاربة والداعمة لها مسؤولية قانونية وأخلاقية عن تدهور الوضع الإنساني. كما يبرز فشل المجتمع الدولي في ضمان وصول المساعدات بشكل مستدام، رغم تحذيرات المنظمات الأممية منذ أشهر.
إعلان المجاعة في غزة ليس مجرد توصيف لحالة إنسانية، بل جرس إنذار عالمي بأن الكارثة بلغت أقصى درجاتها. ما لم يتم التحرك بسرعة وعلى نطاق واسع، قد تتحول هذه المجاعة إلى سابقة مدمرة تهدد حياة مئات الآلاف وتعيد رسم ملامح الأزمة الإنسانية في المنطقة بأكملها.
المراحل الخمسة لتصنيف المجاعة
* المرحلة الأولى – آمنة غذائيًا (Minimal): حيث يحصل السكان على الغذاء الكافي ولا توجد مخاطر صحية خطيرة.* المرحلة الثانية – انعدام الأمن الغذائي المتدرج (Stressed): الأسر قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها، لكنها معرضة للصدمات الاقتصادية أو البيئية.
* المرحلة الثالثة – أزمة (Crisis): نقص الغذاء يؤدي إلى سوء تغذية حاد، وتبدأ الأسر في فقدان سبل العيش وبيع ممتلكاتها الأساسية.
* المرحلة الرابعة – طوارئ (Emergency): يصل فيها الجوع وسوء التغذية إلى مستويات خطيرة، مع ارتفاع كبير في الوفيات، لكن دون بلوغ المجاعة.
* المرحلة الخامسة – مجاعة (Famine/Catastrophe): وهي أعلى مستوى من الأزمة؛ ويتطلب إعلانها تحقق 3 شروط أساسية:
* 20% من السكان على الأقل يعانون من نقص حاد في الغذاء.
* معدل الوفيات يتجاوز شخصين لكل 10,000 نسمة يوميًا.
* أكثر من 30% من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 313742