<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d869bebc7b487.33488020_neiqmlhokgfjp.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم الأستاذ بولبابه سالم *
تعيش تونس على وقع أزمة اقتصادية خانقة وصلت حد عجز الدولة عن سداد ثمن بعض المواد الأساسية المستوردة ،، و لئن يشكل التفاوض مع صندوق النقد الدولي شرا لابد منه بسبب عدم وجود بدائل اخرى فإن التكلفة ستكون باهضة جدا ،، حتى المشاريع التي اعلن عنها في قمة تيكاد8 بين تونس و اليابان ستبقى معلقة الى حين الوصول الى اتفاق مع هذا الصندوق كما صرح بذلك رئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية .
تعيش تونس على وقع أزمة اقتصادية خانقة وصلت حد عجز الدولة عن سداد ثمن بعض المواد الأساسية المستوردة ،، و لئن يشكل التفاوض مع صندوق النقد الدولي شرا لابد منه بسبب عدم وجود بدائل اخرى فإن التكلفة ستكون باهضة جدا ،، حتى المشاريع التي اعلن عنها في قمة تيكاد8 بين تونس و اليابان ستبقى معلقة الى حين الوصول الى اتفاق مع هذا الصندوق كما صرح بذلك رئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية .
السلطة في مأزق لأنها أمام تحديات اقتصادية و اجتماعية غير مسبوقة،، و امام ضغط خارجي سياسي و مالي حيث تتقاطر الوفود على الرئيس قيس سعيد لدفعه الى تعديل مساره السياسي خاصة من الجانب الأمريكي .
المعارضة منقسمة و اكتفت باصدار البيانات و لم تستطع لملمة شتاتها رغم تماهي تشخيصها للواقع .
المظاهرات لم تستقطب الشارع الاجتماعي الذي فقد الثقة في الطبقة السياسية كما وقع تحجيم دور الاتحاد العام التونسي للشغل و كل المنظمات الوسيطة التي كانت تزمجر في العشر سنوات الماضية و صارت اليوم حملا وديعا ،،
من ناحية أخرى بدأ التونسيون يكتوون بكلفة رفع الدعم التدريجي عن بعض المواد الأساسية و التي ستصبح واقعا مرا سنة 2023 وفق شروط صندوق النقد الدولي .
المؤكد أن الخارج يريد سلطة قوية تفرض ما عجزت عنه حكومات الانتقال الديقراطي و ربما لهذه الاسباب يدعمون نظاما رئاسيا بديمقراطية شكلية ،، كما اكتشف الخارج ايضا ان المنظمات و الجمعيات التي كان يدفع لها لا تملك ثقافة ديمقراطية لتدافع عنها و بددت تلك الاموال في الملاهي و شراء السيارات الفارهة .
و لا يبدو الشارع الاجتماعي معارضا للرئيس قيس سعيد حتى و ان امتعض من غلاء الأسعار ،، اما النخب من مثقفين و اعلاميبن و قيادات حزبية فيحتاجون الى دروس في السلوك الديمقراطي و الثقافة الديمقراطية حيث لم يتقدموا للدفاع عن مربعات الحرية رغم الضجيج الذي ابدوه خلال العشرية الماضية و بدا اكثرهم انتهازيا متملقا ينحاز الى اية سلطة.
في الأثناء تبرز ملامح تدهور قيمي و أخلاقي بسبب تفشي الجريمة و تنامي ظاهرة الهجرة السرية كما تنتشر التجارة الموازية وسط صمت أجهزة الدولة .
50% هي نسبة النشاط الاقتصادي الموازي الذي يعمل خارج سيطرة الدولة ... تسعى الدول دائما الى ادماجه في الدورة الاقتصادية عبر ايجاد الآليات المناسبة لتقنينه و مراقبته ليساهم في تنمية موارد الدولة .
كبار المهربين لا ينشطون على الحدود البرية بل عبر الموانئ ،، و الدولة من خلال اجهزتها تعرف كل شيء لكن من يقدر على الحيتان الكبيرة او القطط السمان كما سماهم نجيب محفوظ ؟...
السياسة رؤى و برامج و تخطيط ،، و القائد السياسي يفتح أبواب الأمل لشعبه مهما كانت الصعوبات .. و لا يكون ذلك إلا بوحدة وطنية صماء و خطاب يجمع الفرقاء لمواجهة كل التحديات و هذا غير موجود للأسف الشديد وهو ما ساهم في استفحال مشاكل البلاد.
* كاتب و محلل سياسي
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 252709