الثعلب النفطي.. تحطّم على أسوار تونس فتسوّر أسوار الرّباط..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5fd372593aed80.05039514_lfphmeiqjngok.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدّين السويلمي



في التاريخ الحديث وربّما القديم أيضا يصعب العثور على شخصيّة عربيّة قامت بأدوار تدميريّة بحجم وفظاعة تلك التي قام بها وليّ عهد الإمارات وحاكمها الفعليّ محمّد بن زايد، فإلى جانب تأسيسه وإشرافه على أكبر غرفة عمليّات استهدفت ثورات الربيع العربي وقيادته وتمويله لجميع الثورات المضادّة، أسهم أيضا في تثبيت أنظمة قمعيّة كانت ستصلها الثورات العربيّة ومكّن مرّة أخرى للجيش في موريتانيا بعد أن كان الحوار يدور بين أبناء الوطن الواحد حول المرور السلمي من حكم العسكر إلى الحكم المدني، حينها تدخّل بن زايد بالدعاية الإعلاميّة والمال والمساعدات والوساطات، ونجح في التخلّص من الرئيس السابق محمّد ولد عبد العزيز مرّة بالترهيب ومرّة بالترغيب "لأسباب عديدة" إلى درجة الإعلان عن وقف الحملة الداعية في نواكشوط التي تهدف إلى تغيير الدستور وتمكين ولد عبد العزيز من دورة أخرى، هذا القرار صدر والرئيس الموريتاني السابق في أبو ظبي! ثمّ وبعد اتفاق بين ولد عبد العزيز والإمارات باستشارة السعوديّة تقرّر تصعيد محمّد ولد الغزواني كمرشح "ســــيفوز" بمنصب الرئاسة.. ومن شواهد الاستهتار بسيادة الدول أنّ تمّ استدعاء محمّد ولد الغزواني إلى الإمارات حين كان وزيرا للدفاع ثمّ ومن أبو ظبي أعلن ترشّحه إلى رئاسة الجمهوريّة! وزير دفاع يعلن ترشّحه للمنصب السيادي الأول في البلاد من خارج البلاد! وطبعا بعد تثبيت حكم العسكر وطرد شبح الديمقراطيّة التي تفزع بن زايد، جاءت حِزم المساعدات كان آخرها حزمة المليار دولار مع توقيع وزير الخارجيّة عبد الله بن زايد لقرار يقضي بدخول الموريتانيّين إلى الإمارات بدون تأشيرة، في وقت حجبت التأشيرة عن شعوب عربيّة أخرى.




الكتابة حول أدوار بن زايد تحتاج إلى مجلّدات لا تسعها المقالات، لكن لا بأس من التذكير أنّ حاكم أبو ظبي دخل في تحطيم ممنهج للاقتصاد المغربي وأقدم على خطوات انتقاميّة رهيبة بعد أن رفضت الرّباط الانضمام إلى رباعي الحصار على قطر، ولما قرّر أن يستعمل الملك في مشروع التطبيع الموسّع دخل عبر ملفّ الوحدة الترابيّة، وافتتح قنصليّة في إقليم الصحراء المغربيّة وطالب ترامب بإعلان اعتراف دعائي بمغربيّة الصحراء، هكذا قاد بن زايد المغرب إلى التطبيع، ولأنّه يدرك نقاط ضعف الدول العربيّة وأنظمتها فقد تحرّك تجاه المغرب عبر الوحدة الترابيّة وتحرّك تجاه السودان عبر رفعه من لائحة الإرهاب والمساعدات الاقتصاديّة، إذْ لا حديث عن الأسرة الحاكمة في البحرين المستعدّة لتقديم كلّ شيء مقابل تشديد قبضتها على الأغلبيّة الشيعيّة. في الأثناء اشتدّ الخلاف بين محمّد بن زايد ومحمّد بن سلمان الذي لم يتعوّد على سياسة "ليّ العصا"، ودار الخلاف حول ثمن رفع الحصار عن قطر، فبينما يركّز بن سلمان على شرعنة انقلابه على آل سعود وإعلان مملكة آل سلمان، ويركّز أكثر على قطر كبوابة نحو تركيا رغبة في تفكيك اللغم الخاشقجي قبل أن ينفجر في وجهه وينسف جميع طموحاته، يرغب محمّد بن زايد في تطبيع الدوحة الكامل مع "إسرائيل" كشرط للمصالحة.

وحين يفشل الثعلب النفطي في السيطرة على صنّاع القرار في العواصم العربيّة يجنح إلى العبث بالوحدة الوطنيّة للدول، ما يؤكّد أنّ خطوته تجاه الصحراء المغربيّة لا تهدف إلى الحفاظ على وحدة التراب المغربي وإنّما تهدف إلى إسقاط الرّباط في مستنقع التطبيع في لحظة زمنيّة فارقة تتعرّض فيها القضيّة الفلسطينيّة إلى التصفية بأشكال غير مسبوقة، ولأنّه شخصيّة جُبلت على التمزيق وليس على التأليف فقد أقدم بن زايد على جريمتين الأولى في حقّ اليمن حين أنشأ دويلة موازية أو حين أحيا نعرة الجنوب والشمال، ومرّة أخرى حين تعاون مع إقليم أرض الصومال الانفصالي الغير معترف به دوليّا ووقّع معه عدّة اتفاقيّات ما يعني الاعتراف الضمني بأنّ قراراته مفصولة عن الإدارة المركزيّة في مقديشو، بل وقّع اتفاقيّة ضخمة بمبالغ زهيدة تبعث على السخرية وتوحي بالابتزاز، وتقضي الاتفاقيّة بسيطرة أبو ظبي على ميناء بربرة لمدّة ثلاثين عامًا، وتحويله إلى قاعدة عسكريّة إماراتيّة مقابل 442 مليون دولار فقط لا غير!!!

السقوط على أسوار تونس..

سقط الثعلب المنفّط وما زال يسقط تباعا على أسوار تونس، أين حاول استنساخ التجربة المصريّة والتجربة الموريتانيّة والتجربة اليمنيّة وغيرها من التجارب العربيّة، لكن الرقم الصعب والدولة الناشفة الرأس استعصت على الثعلب رغم الأموال الرهيبة التي ضخّها واليد العاملة القذرة التي استأجرها..

وما زال الثعلب المنفّط لا يملّ من شنّ الحروب..

وما زال وطن الدغباجي لا يملّ من الصمود..


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 216726

Ahmed01  (France)  |Vendredi 11 Decembre 2020 à 19:38           
العلاقات بين المغرب والكيان ليست سرا ، شأنها شأن أنظمة الخليج
وسعي البعض للمفاضلة بينها ـ في اصطفاف اقليمي ـ بذكر بمفاضلة الغلمان والجواري لأبي عثمان عمرو بن بحر
قطر لها قصب السبق في هذا المضمار ، كما إن لتركيا أردوغان علاقات تجاريّة مع إسرائل تفوق بأضعاف علاقات الدول العربيّة جميعا
وربما يَفضل البعض على البعض بالوضوح والإعلان عن هذه العلاقة في وضح النهار

RESA67  (France)  |Vendredi 11 Decembre 2020 à 16:11           
Bla-bla-bla.
Occupons nous de nos affaires car même les alliés auxquels vous pensez nuit et jour, ont des représentations avec Israël

Incuore  (Tunisia)  |Vendredi 11 Decembre 2020 à 14:43           
المجرم ترمب يدعو تونس للطبيعة
https://twitter.com/Arabasta1/status/1337347720651091971?s=19


babnet
*.*.*
All Radio in One