قصة صفاقس و الزّعيم .. علاقة النسيان بالضّيم

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sfax-flicker.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن

لمن اتّهم المحتجّين بالدوعشة والتحجر والدعوة الرجعية على مشروع تنصيب الزعيم بورقيبة قبالة باب الجبلي بصفاقس فكلامه مردود عليه اذ تأبى الثقافة والفنون أن تغادر هاته الجهة أين لمعت أسماء الفنانين والنحاتين والرسامين و الشعراء فنالوا احترام الناس وتقديرهم وتقدير أعمالهم حتى اقترنت الأسماء باسم صفاقس عبر الزمن بل صاروا رمزا للبلاد بأسرها.

ليعلم من يتّهم عموم أهل صفاقس بالدوعشة لسواد القيم والأخلاق في ربوعها أنّ المدينة اتّخذت نصبا لساحر الكرة المبجّل حمادي العقربي فنال اعجاب الجميع ولم يسجّل أيّ امتعاض أو مشاحنة ولم يحتو الفايس بوك أي تنديد أو دعوة للاعتراض على هذا العمل الفنّي الجيّد عرفانا بجميله للجهة والوطن واعترافا بدماثة أخلاقه و طيبته التي فاقت الحدود لا سيّما و أنّ مجمل المتساكنين يقصده هنا لينال تلك البسمة اللطيفة و السلام الرهيف، أطال الله عمره ورزقه الصحة والعافية.






كذلك عهدنا بساحر الغناء والطرب الذي أنشد لتونس و لصفاقس ولعوائدها فازداد قربا الى اهلها رغم سنين الغربة حتى أضحى رمزا من رموز المدينة: هو الخالد الفنان محمد الجموسي. من لا يذكر "يا قادم لينا" أو "قهواجي يدور" أو أغنية "الربيع..فيك الهناء" تلك أعمال فنية يعشقها أهل الجهة كما يعشقها باقي سكان الوطن العزيز فكيف يرمى أهلنا بتهم الدوعشة التي تعشش في رؤوس مبغضيهم لما تحمل من حقد و غلّ و دمغجة.

صفاقس بلد الفنون والموسيقى والنحت والرسم قبل الاستعمار وأثناءه وبعد الاستقلال و قبل وبعد الثورة فالناس يعشقون الحياة الكريمة الهادئة المتجذّرة في أصالتهم فلا تنحرف عندهم المعاني و لا تأخذهم طبائع أولاد مفيدة و هموم ما يرويه "سي علاء" في برامجه الفجّة. وصفاقس أيضا بلد النضال والمقاومة و الثبات منذ قرون مضت حيث لم تغيّر الحضارات تلك الطباع اذ يهبّ الناس لنصرة الحق ساعة انسداد الطريق. لنذكر هنا مئات الشهداء الأبرار أبناء الجهة يوم دخل المستعمر الفرنسي المدينة بعد أن هدم أسوارها و نذكر الشهيدين شاكر وحشاد رحمهما الله وباقي شهداء الاستقلال و بعده اذ أبلوا البلاء الحسن و جمعوا الناس على مقارعة الاستعمار حتى خرج عن أرضنا. بورقيبة نفسه رحمه الله، يعلم مكانة صفاقس اذ اختارها لاحتضان مؤتمر الخامس عشر من نوفمبر أين انفرد بزعامة الحركة الوطنية بعد أن خطب في الحضور خطابا دينيا انتصر فيه للأصالة والمحافظة.



صفاقس تقدّر وتحترم الزعيم الراحل وتعتبره مؤسسا لدولة ما بعد الاستقلال ولذلك منحت اسمه لأكبر شارع في باب البحر و لمستشفى جامعي يقصده الجنوب والوسط بأسره و لمعاهد ثانوية ولكنّها تذكره أيضا بشاطئ يمتد لعشرات الكيلومترات بات ملوثا مائة بالمائة و بنية تحتية كان الفضل لفرنسا الاستعمارية في تركيزها وملف تعاضد أرهق عديد الأهالي فمات من مات كمدا وحيى من حيى ألما بات يتناقله الأولاد والأحفاد. ذلك ما يعيبه المحتجون والممتعضون من هذه اللهفة على تركيز نصب تذكاري للزعيم اذ تلوح أمام أعين الناس تجارة النصب والاستفادة السياسية لأطراف بعينها عجزت عن تحقيق الأمل و الوعود فهبت الى مخازن التاريخ تستدعي المشاهير والزعماء لتواري فشلها في مواكبة ثورة الحرية والكرامة والديمقراطية والجمهورية الثانية فتحيي في القوم حنين الهوان و الضعف والخضوع فلا تنطلق سواعد البناء و تبقى الأيدي ممدودة للمنّ والعطاء.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 151466

Jjjcc  (Tunisia)  |Dimanche 26 Novembre 2017 à 21:54 | Par           
Mestir et sfax n'auront jamais la meme lecture de l"histoire de Bourguiba.

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 26 Novembre 2017 à 18:23           
المثل التونسي يقول اللي شاهي شهوة يديرها في عشاه
وكذلك اللي شاهي صنبة يديرها في دارو
لقد عاش هذا الشعب اربعة عشر قرنا لا يعبؤ بالاصنام ولا يقيم لها وزنا
بنى حضارات عدة وعواصم متعددة من القيروان الى المهدية الى تونس وفتح الاندلس وصقلية وكان له علماء وملوك وقادة بلغ صيتهم اصقاع الدنيا احبهم واكرمهم وعاضدهم ولكنه لم يقم يوما صنما لاحد فكانت اعمالهم تتحدث عنهم والتاريخ يذكرهم
واليوم يريد البعض زرع الاصنام في بلد الاسلام بعد ان حطمها الرسول في مكة يدعون تخليد وتكريم شخص فان كان هذا الشخص عظيما فالتاريخ والشعب لن ينساه وان كان غير ذلك فالصنم لن يزيده الا كرها ونكالا

Zeitounien  (Tunisia)  |Dimanche 26 Novembre 2017 à 15:10           
أبو رقيبة وبن علي كثيرا الإساءة للصفاقسية.


babnet
*.*.*