رياض بن يوسف: آثر الشاشية صناعة الأجداد على مواصلة دراسة الطب

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/660ad5af7d7450.64055734_ohikpgfleqjmn.jpg width=100 align=left border=0>
يصنع رياض بن يوسف قبعة شاشية تونسية (العربي الجديد)


في أحد دكاكين نهج سيدي بن عروس بالمدينة العتيقة استقبلني ببشاشة ماسكا شاشية يخيطها بمهارة وسرعة فائقتين ومتوسطا دكّانه، الذي ثبتت على جدرانه رفوفا رصّفت عليها "شواشي" بألوان وأشكال مختلفة.

تخلى رياض بن يوسف عن مواصلة دراسة الطب لأجل "عشقه الكبير للشاشية، التّي استهوته منذ نعومة أظافره وهو لايزال طفلا صغيرا يلهو في أزقة المدينة وبين دكاكين سوق الشوّاشين، والأسواق تنسب لطبيعة نشاط حرفييها في المدينة العتيقة.

...

"أنا أصيل عاصمة الأغالبة ترعرعت في كنف أسرة توارثت هذه الصنعة جيلا بعد جيل وتتلمذت عن أبي وعمّي،الذي ورثت عنه هذا الدكان، حبي الكبير لهذه الصنعة قادني إلى ترك دراسة الطب ودخول عالم صناعة الشاشية منذ تسعينات القرن الماضي...ولست نادما".

وتابع بن يوسف "لو عاد بي الزمن لاخترت الشاشية مجددا"، "هدفي ليس فقط تجاري ربحي بل هدفي خلق مواطن شغل للشباب والنساء، خاصّة، والنهوض بهذه الحرفة، التي أهيم بها عشقا".

نجح رياض بفضل موهبته ومثابرته في تكوين مؤسسته الخاصّة "الدار الإفريقية للشاشية" المتخصصة في صناعة الشاشية والموجهة بنسبة 90 بالمائة نحوالسوق الخارجية، وأساسا، نحو دول غرب أفريقيا على غرار نيجيريا والنيجر والكاميرون والغابون وبوركينا فاسو، التّي تشهد طلبا كبيرا على الشاشية التونسيّة.

ويطمح في النفاذ إلى أسواق جديدة وبيّن "أطمح إلى دخول السوق الآسيوية في أفق سنة 2025 لكن السوق الأوروبية ليست من أهدافي، حاليا، لإنّ الإنتاج لا يتيح ذلك".

بالنسبة لرياض فإنّ صناعة الشاشية تتطلب الكثير من الشغف والصبر والمهارة والقدرة على التلقي والتعلم "والتعويل على الذات وعلى امكانياتنا الخاصّة، أساسا، عبر إعتماد التكوين المستمر".

وأفاد "تنظم مؤسستي دورات تكوينية بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية وبتمويل من برنامج التعاون الدولي التونسي السويسري وقد قمنا إلى حد الآن بتكوين 400 إمراة ونخطط لتكوين 1500 إمرأة أخرى".

"نركّز كثيرا على فئة الشباب ونعمل على استقطابهم نحو هذه الحرفة العريقة بسبب نقص اليد العاملة على مستوى مختلف سلاسل الانتاج...من الضروري إرساء أجواء ملائمة للعمل بين العمّال وضمان ظروف النجاح وتحسين الإنتاج على مستوى الجودة والكميّة والتعويل على الذات وعدم انتظار مساعدة الدولة".

واعتبر أنّ مشكلة قطاع الصناعات التقليدية يتمثل، أساسا، في الكلفة العالية للموّاد الأوّليّة " وهو قطاع مربح إذا فهمنا كيفية الاستثمار فيه لكنّه، حاليا، في حالة موت سريري في ظل غياب استراتيجية واضحة لتطويره والترويج له، بسبب السياسة الإتصالية الضعيفة للدولة، إضافة إلى أنّه قطاع موسمي لا ينشط طوال السنة.

ويعتبر رياض أن دور الدولة يقتصر على توفير بعض الامتيازات للحرفيين مثل الإمتيازات الجبائية والتكوين والقروض.

رياض إقتحم أيضا مجال الإقتصاد الإجتماعي التضامني
يقوم رياض بن يوسف بتشغيل نساء في مواطنهن الأصليّة بكل من غزالة وماطر ولواتة من ولاية بنزرت وغيرها من المناطق، التّي لا تتوفر فيها صناعات معملية وتعتمد فقط على الصناعات التقليدية وهوبذلك يسهم في خلق مواطن شغل ويساعد النساء على تطوير مواردهن المالية.

وأشار إلى أن النسوة يخضعن لبرنامج تكويني يتوّج بالحصول على شهادة كفاءة مهنيّة تمكنهم من التسجيل في السجل الوطني للحرفيين ممّا يسمح لهن في مرحلة موالية من بعث مشاريعهن الخاصّة في محل اقامتهن.

ورغم بلوغه العقد السادس لا زال رياض بن يوسف يحتفظ بروح الشباب والطموح والسعي نحو تحقيق احلامه... يسطر اهدافه بدقة ويتجه مباشرة نحو تنفيذها.

"أحلم بأشياء كثيرة...أحلم بالوصول إلى أسواق جديدة وإحداث ورشة تكون موجّهة للسيّاح تسمح بمواكبة كل مراحل صنع الشاشية ولم لا مسلك سياحي خاص بهذه الحرفة لأجل تثمين هذه الحرفة، التّي قدمت مع المورسكيين منذ القرن الخامس عشر لتصبح إحدى مقوّمات الهويّة التونسيّة".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 285047


babnet
All Radio in One    
*.*.*