صفاقس: أنماط التنمية المعتمدة في تونس والسلوكيات الخاطئة فاقمت من انعكاسات التغيرات المناخية (خبير التنمية المستدامة سمير المؤدب)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5eb04bc9831088.87949482_gelpjnkiohfqm.jpg width=100 align=left border=0>


اعتبر الخبير في البيئة والتنمية المستدامة سمير المؤدّب في تصريح أدلى به لوكالة تونس افريقيا للانباء أن أنماط التنمية المعتمدة في تونس والسلوكيات الخاطئة فاقمت من انعكاسات التغيرات المناخية.
واكد على هامش المنتدى الأول حول "التصرف المستدام في المنظومات الطبيعية من أجل التحوّل الإيكولوجي: تحرّك الآن قبل فوات الأوان ! " الذي تنظمه جمعية تواصل الأجيال بصفاقس بالشراكة مع شبكة "روناساد" RONACED (شبكة منظمات المجتمع المدني بشمال إفريقيا للبيئة والتنمية المستدامة والتغيّرات المناخية) يومي 12 و13 سبتمبر الجاري بصفاقس ضرورة أن يلعب التحوّل الإيكولوجي دورا هاما في المحافظة على الرأس المال الطبيعي في تونس بما يتضمنه من منظومات طبيعية وثروات وأوساط طبيعية بحرية وأرضية واصفا رأس المال هذا بالمتواضع ومحدود الثروات الطبيعية بسبب تموقع بلادنا بين البحر الأبيض المتوسط والصحراء.
واعتبر أن أنماط التنمية المعتمدة في العقود الخمسة الماضية بالنسبة للفلاحة والصناعة والسياحة والعمران سلّطت ضغوطات كبيرة على هذا الرأس المال الطبيعي بشكل يفوق طاقة التجدّد لديه بما جعله في وضعية حرجة وجعل الأنشطة الطبيعية والاقتصادية والتنموية المتعلقة به تتأثر بشكل ملحوظ.

وأشار في هذا الصدد إلى مظاهر نقص المياه وتفقّر التربة بالنسبة للقطاع الفلاحي وإلى تدهور الشريط الساحلي بسبب الانجراف المنعكس بصورة سلبية على السياحة، وإلى الجنوح إلى الاستخدام المكثف لموارد الطاقة في التبريد والتسخين في أنماط الإعمار والبناء الجديدة...



وقال المؤدّب : "إن البحث عن ديمومة الرأس المال الطبيعي واستمراريته هو محاولة في البحث عن ديمومة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية لذلك يكتسي التحول الإيكولوجي أهمية تنموية رغم أن ظاهره بيئي ويفرض تغييرا في أساليب التنمية في مستوى الفلاحة والسياحة والتعمير والتقليص من الاستخدام المشط للطاقة حيث تغيرت السلوكيات بنسق يفوق تغير المناخ.
وشدّد على ضرورة التأقلم مع التغيرات المناخية والعودة إلى السلوكيات السليمة للأجداد التي تعتمد البناء بالاعتماد على الطبيعة (الاتجاهات التي توظف الشمس والهواء) والمواد المحلية التي توفّر إمكانيات وفرصا ثمينة في العزل الحراري والاقتصاد في الطاقة واستعمال المواد المحلية.
جدير بالذكر أن فعاليات المنتدى تميز بمشاركة واسعة للخبراء والهياكل البيئية الدولية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني من تونس والجزائر والمغرب وموريطانيا.
ويسعى هذا المنتدى المقام تحت إشراف وزارة البيئة والذي ينتظر أن يكون الأول من سلسلة منتديات تقيمها بشكل منتظم من سنة إلى أخرى الدول الأعضاء في شبكة "روناساد" إلى "إنشاء فضاء للتبادل ومشاركة التجارب بين الفاعلين الأساسيين في بلدان شمال إفريقيا والمنطقة المتوسطية في مجال التحوّل الإيكولوجي والتصرف في المنظومات البيئية والطبيعية (المناطق البحرية الساحلية المحمية، والمناطق الرطبة، المواقع خارج المناطق المحمية والتي تضمن المحافظة على التنوع البيولوجي) ".
وبالتوازي مع الجانب النظري، يتضمن برنامج المنتدى معرضا مواز يبرز ما تحتكم عليه المنظمات والجمعيات البيئية المشاركة والباحثون من تجارب وبرامج عمل وأنشطة وقصص نجاح في مجال المحافظة على الطبيعة بالإضافة إلى الممارسات الفضلى في مجابهة التغيرات المناخية، فضلا عن عرض ملصقات علمية من قبل الباحثين في المجال العلمي.
كما يشتمل البرنامج على جانب ميداني يتمثل في زيارات لفائدة المشاركين والصحفيين أيام 14 و15 و16 سبتمبر الجاري وهي زيارات ستقود المشاركين فيها إلى عدد من المواقع بجزر الكنايس وقرقنة. وسيعاين المشاركون خلالها مجموعة من التجارب والأنشطة المنجزة من طرف جمعية تواصل الأجيال وشركائها في مجال التنوع البيولوجي والمحافظة على الموارد الطبيعية وتقنيات الصيد التقليدي فضلا عن إحداث مسالك سياحة إيكولوجية.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 273174


babnet
*.*.*
All Radio in One