واقع الاستثمار في تونس
Bookmark article
Publié le Mardi 12 Decembre 2017 - 20:10 (Archives)
قراءة: 13 د, 7 ث
انه لمن الواجب الوطني ان نفكر دائما ان ان الاستتثمار هو الوسيلة الوحية لخلق النمو والازدهار. المويل الجاد ا يمكن استقطابه الا اذا كان هناك استقار سياسي و مناخ اقتصاي مضمون ومواتي.
النهوض بالاستثمار يحتاج إلى رسكلة المسؤولين عن هدا القطاع بصفة مستمرة و إعطائهم الفرصة للانخراط في عملية التدرٌب المباشر وذالك لتقوية روح المبادرة واكتساب القدرة على فهم المستجدات الحالية والمستقبليٌة التي تظهر في ميدان الصناعة و كذالك ينمي فيهم قوة التأثير النفسي التي بواسطته يمكن فهم الأناس الآخرين وخاصة الأجانب وحفزهم أكثر للاستثمار في البلد. كيف نقدم الإمكانيات والفرص الاستثمار وكيف نبلور ذالك بطريقة سلسة وجذاَبة تجعل كل مستثمر في حالة ارتياح بواسطتها يندفع ذالك المستثمر إلى المبادرة الأولية التي هي أساس خلق جو من الثقة والارتياح لديه. التكوين النفسي والسلوكي يجب أن يجعل من هؤلاء المسئولين حلقة وصل بينهم وبين المستثمرين الدين يريدون الاستثمار. الاتصال المباشر والتأثير المباشر هما أنجعا بكثير من الوثائق الاشهارية والمراسلات. الإكثار من الإتصلات المباشر ة والتقليل من أساليب الأوراق الإدارية هي من أهم الوساائل الحديثة لجلب الاستثمار. تتمثل المشكلة قبل كل شيء في استحداث الرابطة والعلاقة اللتان تربطان فرص الاستثمار المتاحة في البلد للمستثمر سواء كان من أهل البلد أو أجنبيا. كل هدا يجرنا إلى التفكير في تطوير الطريقة التي يقع بها جلب المستثمر. السر ينطوي كله هنا أي إحداث وتبني استراتجيا متجددة هي من أهم أسس تطوير الصناعة وجلب المستثمرين.
و حتى نكون على بينة أكثر من حقيقة الاستثمار خاصة التي تأتي من الخارج وجب تبيين هدا الواقع بدراسة مستفيضة و دقيقة التي بواسطتها تنكشف السلبيات والإيجابيات و منه مادا يجب فعله لتحسين الوضع إن لزم الأمر. الانتباه والاستماع لكل ما يقوله ويقدمه المستثمر المستقبلي و ما هي همومه وحاجياته هي من أهم الوسائل الاستشرافية لتطوير الصناعة المستقبلية وخاصة منها التي لها مرد ودية وقيمة مضافة عالية.
الاستثمار ليست فقط قضية مؤسسات ومسؤولين و موارد بشريَة ومالية بل كذالك هي مسألة التغير المستمر الذي يجب أن يكون موازيا للمعطيات الجديدة والمتجددة للمناخ الاقتصادي ككل والنمو الصناعي حصرا.السياسة العامة هي الظاهرة العامة للنهوض بالاستثمارات هي بعبارة أخرى الوسائل والطرق والإستراتيجيا و التكتيك التي تهتم بالدعم الاقتصادي.لذا كان من الواجب التكيٌف مع الظروف الظاهرة والخافية مع الاعتماد على سياسة الاستشراف. يجب البحث عن رؤوس الأموال وخاصة منها الأجنبيٌة التي تتماشى مع معطيات البلد وليس انتظارها حتى تدق على الباب.
تعريف المستثمرين بالشروط الميسٌرة والفرص المهمٌة للاستثمار وكذالك الحوافز الضريبيٌة و التكوين الجيَد لدى المهندسين وغيرهم من أصحاب الشهادات والعمال المهرة والشروط الجيَدة و ا لإمكانيات المتاحة في المناطق الصناعية وجودة المواصلات ووسائل النقل وغيرها من المستلزمات الجيٌدة للبنية التحتيَة. في الحقيقة هذا كله لم يعد حافزا لجلب الاستثمار بل المهم وقبل كل شيء هو التركيز على الإمكانيٌات المثاليٌة لخلق المؤسسة لذا وجب على كل مسؤول مهتمٌ بتصنيع البلد أن يقوم بمجهود إضافي لتوضيح أهميَة الاستثمار لدى المستثمر المستقبلي مرتكزا على نتائج الشراكة على المدى البعيد وأهميتها في خلق مناخ جديد يعود أساسا و بالتأكيد بالنفع المباشر. من هنا وجب التركيز المستمر على تكوين المهتمين بتطوير الصناعة من الناحية الفنيَة والاقتصادية لكي تكون القرارات المستقبلية التي تهتم بالتصنيع متأتيٌة من أناس أصحاب خبرة. تعلٌمَ المناقشة والحوار و كيفية التأثير على الآخرين لجلبهم للاستثمار هي من أهمٌ العمليٌات التي يجب أخذها بعين الاعتبار ,إعطائها المساحة اللازمة لها لدى كل من يهمَه الأمر يظهر سهلا ولا يحتاج لأي جهد ولكن الحقيقة هي العكس لذا يجب التحليَ بعدة صفات حتى يكون الإنسان ناجعا في استقطاب الاستثمار من بينها أن تكون لديه فهم الآخر بسرعة وفطنة بدون إحراجه حتى لا يكون ذالك سببا في عزوفه عن الاستثمار و يجب فهم عقليٌته حتى نتجنب عواقب الترجمة السيئة للشيء المراد قصده.
الحوافز والتشجيعات التي تقدمها الدولة يجب ان تكون كثيرة ومتنوعة مستلهمة كذالك من تجارب و نجاحات الدول الاخرى . هناك جوانب أخرى يجب تدعيمها باستمرار ودالك بتحسين الوضعية بصفة مستمرة وخاصة فيما يخص جلب المستثمرين المعتبرين الذين لهم إمكانيات تصنيعيٌة معتبرة وحديثة والتي تعود مباشرة بالنفع على النسيج الصناعي. المهم أن تنبين الأمر في طمأنتهم وخلق لديهم روح الوفاء والشراكة الحقيقية المتبادل النفع.
من أهم الطرق التي تجلب المستثمر الخارجي أو الأجنبي كما يحلو تسميته عند بعض الآخرين هو تقديم مشاريع معيٌنة ومدروسة بامتياز ولها كل مواصفات المشاريع الناجحة والمستقبلية. هي مشاريع محددَة ومختارة والتي في انتظار مستثمرين جديين ومستعدين بكل وعي للاستثمار لأنهم يعرفون من أين تأكل الكتف ولأنهم لهم نظرة مستقبليٌة ثاقبة ويعترفون كيف يربطون مصالحهم بمصالح الآخرين أي يتصرفون وفق إستراتيجيا مستقبليٌة ذات منفعة مشتركة تؤمن بالتعاون والتواصل مع الآخر.
البحث عن مستثمرين جدٌيين والتوفير لهم كل معطيات الاستثمار المؤمٌن والمريح من حيث تمكينهم لكل ما هو يسهل ويسيٌر مهمتهم في البلد هي من الوسائل التي تعجٌل في تصنيع البلد ومدٌه بصناعات حديثة ذات جدوى اقتصادية كبرى. غالبا ما نرى أن المستثمرين الفاعلين والمأثرين يبحثون عن مشاريع جدٌية ومهمة لها مردود تجاري آني ومربح ولها صبغة متجددة أي مشاريع مقبولة من طرف البنوك ذات قيمة مضافة عالية ومخاطر محدودة.
خلق صناعة مستقبلية قبل الآخرين وبالأحرى قبل المنافسين الآخرين يعطي للمشروع الجديد سبقا تنافسيا أكبر ولو لفترة ضيٌقة وذالك بتفرٌد وتخصٌص محدثا بذالك واقعا صناعيٌا جديدا .يجب أن نتذكر أن المؤسسات ذات النظرة المستقبليٌة القصيرة تكون عادة وغالبا معرضة للأخطار لأنها ليست لها روح المبادرة السريعة و ردٌ الفعل السريع وكذالك نقصان في التصور الإستراتيجي.
المستثمر أو بالأحرى قراره في الاستثمار في يمكن تعجيله و تأكيده إذا عرفنا كيف نؤثر عليه و كيف نقدم له المشروع . الطريقة التي نقدم بها هذا المشروع لها أهمية كبرى على ايجابية قرار هذا المستثمر وخاصة أن المستثمر الجديٌ ليس له وقت كثير و لا يريد أن يدخل في التفاصيل الجزئيٌة التي ليس لها تأثير على مرد ودية المشروع ومن هنا وجب الانتباه على كل من يريد التعامل مع المستثمرين الأجانب ذوي القدرات الهائلة لهذا الجانب الغير الجديٌ بل على العكس قد يخلق مشاكلا بغنى عنها لما لحاجة الأكيدة لاي بلد لجلب رؤوس الأموال المهمة . المهمٌ هو تقديم الجانب العمليٌ للمشروع مع تبيين أهمٌ عوامل المر دوديٌة الحقيقيٌة وليس تلك التي تكون على شكل افتراضات يصعب تبيين حقيقتها. الزمن هذا هو زمن الشفافيٌة و الذكاء لأن المعلومة يمكن التأكد منها في اللحظة نفسها وأنت جالس أمام المستثمر الذي نريد التعامل معه. أنهم أناس عمليٌون ويحبذون الأمور المضبوطة والدقيقة وينظرون للأمور بنظرة مختلفة ويحر صون على دقة المواعيد سواء كان منها المقابلات والاجتماعات وجدولة المشاريع وغيرها من النواحي التي تيٌسر إنجاز المشاريع المتفق عليها. علينا أن ننتبه جيٌدا أن هؤلاء الناس لهم عدة عوامل قياسية التي بواسطتها يقيٌمون جديٌة المشروع وذالك لما لهم من معطيات دقيقة قد تتبادر للبعض منا بدون اعتبار ومن هنا علينا نتأكد جيٌدا من أسلوب ذالك المستثمر في تقييم المشروع المراد إنجازه.
في الغالب صار المستثمر الوارد من البلدان الصناعية الكبرى ا أصعب بكثير مما كان عليه في الماضي ودالك نتيجة التنافس بين الدول على جلب الاستثمار لذا نرى الدول تفتح الأبواب على مرصعيها وتقدم الحوافز تلوى الأخرى وتسهٌل لهم الأمور وتوفر لهم كل المتطلبات حتى يرضوا أن يستثمروا في دالك البلد.
صار جلب الاستثمار من العمليٌات المهمٌة التي يجب الاعتناء بها بصورة جديٌة ومسترسلة وأن يعد لها ألف حساب. صار هذا الاتجاه جزءا مهما وثابتا من سياسة الخارجيٌة للدول التي يعد لها إستراتيجيا خاصة وميزانية معتبرة. ومن هنا وجب التفكير في التعبئة الحقيقية تجاهها و ذالك بمختلف الوسائل التوعيٌة والمؤثرة كالدعوات لزيارة البلد والدعايات على وسائل الإعلام والتظاهرات للنهوض بالاستثمار والاتصالات المباشرة التحسيسيٌة لجلب أكثر عددا من المستثمرين وغيرها من الوسائل الماديٌة و اللاماديٌة التي تسهل جلب رؤوس الأموال. ومن باب التذكير أن نفرق بين أصناف المستثمرين فمنهم من يهتم بالصناعات ذات القيمة المضافة المنخفضة مثل صناعة النسيج والأحذية والتركيب أي تجميع القطع وتركيبها والتي لا تحتاج إلى مهارات عالية ثم هناك من المستثمرين الذين يهتمون بالصناعات ذات القيمة المضافة العالية كالإلكترونيات والآلات الدقيقة التي تحتاج إلى يد عاملة ماهرة و كوادر أكفاء. هدا التباين ينبهنا بان المستثمرين ليس نوعا واحدا بل مختلفين ومن هنا وجب علينا التصرف معهم حسب نوعية المشروع لأن متطلبات كل نوع تختلف عن الآخر وهذا التمايز و الاختلاف يجبرنا أن نتعامل بصورة مختلفة لكل صنف لأن المتطلبات مختلفة وحتى عقلية الصناعية لكل واحد منهما مختلفة. كل واحد له مبتغياته وغاياته وأهدافه وكذالك له طريقته ووسائله التقييميٌة والتحليلية.
من أهم العوامل هو حسن التمييز بين متطلبات المستثمرين فالمستثمر الألماني له متطلبات تختلف كليا أو جزئيا عن متطلبات الفرنسي. الانتباه لهذه النقطة من أهم الوسائل التي يمكن بها تقريب وجلب المستثمر. كل له طريقته في تحليل وتقييم المشاريع ولكن الشيء الثابت والمؤكد أنهم لا يستثمرون إذا كانوا غير متأكدين مائة بالمائة وكذالك ليس لديهم حسابات غالطه كل خطوة تحسب بجدية ودقة مهما كانت أهميتها ليس هناك مجالا للمجملات أو التقييم السطحي أو الناقص.
نوع المشروع الصناعي سواء أكان مواد استهلاكية أو مواد رفيعة أو مواد ذات قيمة عالية وغيرها هو مرتبطة بالدرجة الأولى بقيمته التسويقيٌة في بلد صاحب ذالك المشروع الذي يهتم جيدا بقيمة تلك المواد التسويقيٌة في تلك البلدان. الألماني بميل أكثر للاستثمار في الصناعة ذات القيمة المضافة العليا مثل الميكانيكا والسيارات وغيرها من الأشياء الدقيقة أما الإيطالي فيهتم بالصناعة ذات القيمة المضافة المنخفضة كالأحذية والنسيج والملابس ولكن يهتم كذالك بالصناعات الأخرى ولكن بأقل درجة من الألماني.. هذا التباين الذي هو قاعدة ثابتة يمكن العمل به بطريقة عامة ولكنها مناسبة مهمة لتوضٌح لنا ولو بإيجاز أهميٌة العقليٌة في اختيار المشاريع.
مهما كانت الوسيلة التي سنستعملها أو الطريقة التي سنتوخاها سواء كان ذالك على شكل سياسة استثمارية عامة أو على مشاريع منفردة يجب وضع برنامج تحسيسي و وإشهاري مضبوط له مراحل معينة و في الزمن على مختلف مداه أي القصير والمتوسط والطويل مع أخد بعين الاعتبار خصائص كل بلد على حدة ودالك حتى يسهل أكثر في جلب المستثمر مهما كانت قيمته المالية.
زيادة عدد الممثلين للمؤسسات المهتمٌة بتطوير والنهوض بالصناعة في الخارج وتنويع وجودهم في عدة بلدان هو كذالك من أهم وسائل جلب الاستثمار. يجب الاعتناء بجدية بهؤلاء المختصٌين وإعطاءهم الإمكانيات في التكون وأن يكون ذالك سنويٌا وفق برامج رسكلة دقيقة آخذين بعين الاعتبار حقائق السوق المالية والاستثماريٌة المهيمنة على السوق العالمية. الاتصال المباشر مع هؤلاء الممثلين الصناعيين يجب أن يكون أسبوعيا وذالك بواسطة التقارير والتقييمات على مستجدات السوق وحثهم على العمل بمهنيٌة وإنظباط. التحكٌم في اللغات الأجنبية هي من أهم الوسائل لجلب الاستثمار لذا وجب على هؤلاء السفراء الصناعيين أن يحذقوا على الاقل لغتين أولا لغة البلد أين هو موجود والإنجليزية. مثلا إدا كان في فرنسا يجب أن يتكلم الفرنسية أساسا زيادة عن الإنجليزية التي تسهل التخاطب مع غير الفرنسيين. اللغة هي الوسيلة المباشرة في تقريب الناس وخلق فيهم روح الاطمئنان. الخوف من المجهول هو عادة ما يأتي في خاطر وبال المستثمر. فمدٌه بالمعلومة الصحيحة والمقنعة هو ما يريده هدا المستثمر بالدرجة الأولى. قدَموا للمستثمر أكثر عددا من المعلومات الدقيقة بدون تأخير أو تسويف يقرَبه أكثر. علينا تجنب المعلومات القديمة التي ليست لها أي فائدة أو تأثير مثل العنوانين وأرقام الهواتف التي لم تعد صالحة أو مواقع إلكترونية لم تسجل بعد وغيرها من النواحي التي ليست لها قيمة عندنا ولكنها لدى هؤلاء رجال الأعمال لها أكثر من دلالة على جدية المشروع. ومن هنا وجب مراجعة دورية للمعلومات الخاصة بالاستثمار لما لها من تأثير في جلب المستثمر. في كثير من الأحيان تكون زيارة هدا الأخير للبلد وجيزة جدٌَا ولا يستطيع مقابلة المسؤول المعني بالأمر أو لم يستطع أن يشرح له بصفة مقنعة و ذالك لسبب ما. هذا التصرف ناتج عادة إما عن جهل بقيمة هذا المستثمر أو عن عدم وعي بأهمية العملية الصناعية ككل للبلد والذي ينتج عنه عزوف هدا المستثمر بل قد يكون واسطة دعاية عكسية. لذا استوجب التنبه لهذه النقطة البسيطة ولكنها كبيرة في التأثير على قرار هذا المستثمر.
التركيز الجديٌ على بعث الصناعة وفق برامج حديثة ومستحدثة يعتبر من أهمٌ الوسائل التي بواسطتها يمكن إنقاذ المؤسسٌات التي هي في حالة ركود أو انهيار وينتج غالبا من حسن اختيار البدائل التكنولوجية ومنه المواد التي يجب خلقها بحيث تكون عصريٌة وتلبي رغبات المستهلكين من ناحية وأن تكون ذات قدرة تنافسيٌة حتى تتمكن من مزاحمة المنافسين بيسر لمدة طويلة. هذا يجرنا إلى الحديث عن جعل عمليٌة التصنيع ذات أبعاد مختلفة أي يجب أن لا تقتصر على بعث المؤسسات الجديدة التي تبعث لأول مرة بل يجب أن تضم كذالك المؤسسات التي هي في حاجة لتجديد نفسها وخاصة منها التي مازال لها بعض الإمكانيات التي تخولها من النهوض من جديد بل إن هدا النوع من المؤسسات إذا كان لديها أناس أكفاء قد تكون في المستقبل من المؤسسات الناجحة إذا عرفنا كيف ندعمها.
على كل واحد حريص على مستقبل البلد الصناعي أن يعي أن مساهمة المستثمرين الأجانب هي من أهم الطرق لتحديث النسيج الصناعي من جهة وخلق مواطن الشغل من جهة أخرى. المهٌم أن نعرف كيف نستفيد منهم مثل استفادوا منا في الماضي. كيف نحاكيهم وكيف نفتك منهم بطريقة ذكية نواصي المعرفة هو من أيسر السبل لتصنيع البلاد لأنه عادة تكون التكلفة أقل وخاصة إذا سهمنا في مشاريعهم المستقبلية المهمة. فلننظر إلى كوريا الجنوبية كان مستواها الصناعي والمعيشي في الستينيات أقل بكثير من سوريا والأردن وتونس. هذا البلد ميزته الأساسية أنه نظر إلى الواقع الصناعي بنظرة جديدة مخالفة تماما على ما كانت في الماضي الذي كانت تعيش فيه ومن أسباب نجاحها التكيٌف مع الحداثة والحرص على العمل الدءوب بدون توقف أو كلل وكذالك امتاز صانعوا القرار بالجديٌة وسرعة الرد والملائمة مع كل ما هو جديد أي أنَ هذا البلد تكوٌن فيه روح المبادرة والتحدٌي ومحاكاة الدول الصناعية الكبرى وهدا ما جعل صناعتها تتخطى حدودها وتكتسب صبغة العالميٌة وصارت صناعتها تنتج مواد يحسب لها ألف حساب في السوق العالمية.
لذا وجب علينا أن ندرك أن عملية تصنيع البلد الحقيقيٌة تبدأ قبل كل شيء بحسن الاستعداد من مختلف الجهات الرسميٌة وما وراؤها من مؤسسات عموميٌة مختصة و دعمها بمؤسسات أخرى حتى تسهل الأمور وكذالك يجب على أصاحب المؤسسات الصناعية الخاصة وأصحاب رؤوس الأموال أن لا يكونوا أنانيٌين وأن يفهموا بشدة أن مستقبلهم مرهون على مقدار مشاركتهم في تصنيع البلد. الزمن الحالي صار سهلا وصعبا. المسألة بالدرجة الأولى مرتبط بنا أي علينا أن نكون متضامنين مع بعضنا البعض حتى نسهَل الأمور ونقرب المسافات.من هنا تأتي فكرة التعاون الصناعي بين الدول العربية مثلا هناك إمكانيات كثثرة في التعاون الصناعي بين تونس و والدول العربية و الافرقية وخاصة في ميدان تحديث الصناعة وتاهيلها لان تونس دخلت هذه التجربة منذ مدة وصارت لها خبرة لا باس بها في هذا الميدان. نتائج التجربة التونسية كانت مشجعة و معترف بها من طرف الهيئة الأوروبية الشريكة في هذا البرنامج و لقد تكون نتيجة ذالك عدة خبراء في تأهيل الصناعة والجودة و البيئة و غيرها من متطلبات الصناعة الحديثة منتشرين في بعض الدول الصديقة والشقيقة يمدونهم بخبراتهم. خلق شراكة في تأهيل الصناعة سيجسم انجازا مستقبليا يستفيد منه البلدان. التجربة التونسية في تحديث الصناعة لها عدة جوانب قد تفيد بها الصناعة العرية والافرقية ومن أهمها أنها تجربة حديثة قام بها بلد له تقريبا نفس الاهتمامات ثم زد على ذالك مما يوجد من روابط عريقة واحترام متبادل أي أن التعامل يكون على نفس المستوى متأتيٌا من دولة شقيقة.
بعث المشاريع ومنه خلق مواطن الشغل لم يعد مقتصرا كما كان عليه في الماضي على الدولة بل على العكس من ذالك صارت المسؤولية تهم المؤسسات بالدرجة الأولى أكانت صناعية أو تجارية وكذالك على نفس الدرجة البنوك فكلاهما معنيين بخلق الثروة ولم يعد مسموحا لهم صفة المستهلك. الوقت قد ولَىٌ والوضع الصناعي لم يعد يسمح بالتباطؤ وعدم الاكتراث بتصنيع البلد وتطويره فالمصنٌع الأجنبي بالمرصاد لتلبية نداء التصنيع لأنه متيقن أن هذا الاتجاه في تطوٌر وتغيير مستمر أي أن جلب الصناعة ستصير بعد مدٌة وجيزة عادية لذا يقول في نفسه الفرصة مواتية والاستفادة ممكنة خاصة أن الابتكار والخلق يدفع بعضه البعض. البنوك وأصحاب الأموال والمؤسسات هم الذين لهم الإمكانيات الضرورية للتصنيع التي بواسطتها نجعل البلد أكثر أمانا اجتماعي.
عمليٌة الإشهار بمختلف أنواعها سواء أكانت مرئيٌة أو مسموعة أو مكتوبة مفيدة جدَا لجلب المستثمرين. لذا وجب أن يكون ذالك حسب برنامج مدروسة متجدد تقريبا سنويا وأن نبيٌن فيها المحاسن والحوافز ثم أن يكون هذا البرنامج انتقائي أي أنه ملائم لكل بلد أجنبي على حدة لأن كل بلد له متطلباته وخصائصه وعقليته.
غالبا المستثمر الأجنبي ليس له دراية ومعرفة بالبلد الذي سيستثمر فيه لذا وجب علينا أن ننتبه لهذه النقطة الحسٌاسة وأن لا نتغافل عنها ومنه وجب علينا كذالك خلق الظروف الملائمة التي تيٌسر الأمور وتخلق لدى المستثمر نوعا من الثقة الفاعلة المبنية على القناعة وارتياح البال. فكسب هذه الجولة الأولى هي مفتاح الجولات القادمة.
نشر هذا المقال في - First published on: 12 December, 2017
م.د. نورالدين بن منصور
انه لمن الواجب الوطني ان نفكر دائما ان ان الاستتثمار هو الوسيلة الوحية لخلق النمو والازدهار. المويل الجاد ا يمكن استقطابه الا اذا كان هناك استقار سياسي و مناخ اقتصاي مضمون ومواتي.
النهوض بالاستثمار يحتاج إلى رسكلة المسؤولين عن هدا القطاع بصفة مستمرة و إعطائهم الفرصة للانخراط في عملية التدرٌب المباشر وذالك لتقوية روح المبادرة واكتساب القدرة على فهم المستجدات الحالية والمستقبليٌة التي تظهر في ميدان الصناعة و كذالك ينمي فيهم قوة التأثير النفسي التي بواسطته يمكن فهم الأناس الآخرين وخاصة الأجانب وحفزهم أكثر للاستثمار في البلد. كيف نقدم الإمكانيات والفرص الاستثمار وكيف نبلور ذالك بطريقة سلسة وجذاَبة تجعل كل مستثمر في حالة ارتياح بواسطتها يندفع ذالك المستثمر إلى المبادرة الأولية التي هي أساس خلق جو من الثقة والارتياح لديه. التكوين النفسي والسلوكي يجب أن يجعل من هؤلاء المسئولين حلقة وصل بينهم وبين المستثمرين الدين يريدون الاستثمار. الاتصال المباشر والتأثير المباشر هما أنجعا بكثير من الوثائق الاشهارية والمراسلات. الإكثار من الإتصلات المباشر ة والتقليل من أساليب الأوراق الإدارية هي من أهم الوساائل الحديثة لجلب الاستثمار. تتمثل المشكلة قبل كل شيء في استحداث الرابطة والعلاقة اللتان تربطان فرص الاستثمار المتاحة في البلد للمستثمر سواء كان من أهل البلد أو أجنبيا. كل هدا يجرنا إلى التفكير في تطوير الطريقة التي يقع بها جلب المستثمر. السر ينطوي كله هنا أي إحداث وتبني استراتجيا متجددة هي من أهم أسس تطوير الصناعة وجلب المستثمرين.
و حتى نكون على بينة أكثر من حقيقة الاستثمار خاصة التي تأتي من الخارج وجب تبيين هدا الواقع بدراسة مستفيضة و دقيقة التي بواسطتها تنكشف السلبيات والإيجابيات و منه مادا يجب فعله لتحسين الوضع إن لزم الأمر. الانتباه والاستماع لكل ما يقوله ويقدمه المستثمر المستقبلي و ما هي همومه وحاجياته هي من أهم الوسائل الاستشرافية لتطوير الصناعة المستقبلية وخاصة منها التي لها مرد ودية وقيمة مضافة عالية.
الاستثمار ليست فقط قضية مؤسسات ومسؤولين و موارد بشريَة ومالية بل كذالك هي مسألة التغير المستمر الذي يجب أن يكون موازيا للمعطيات الجديدة والمتجددة للمناخ الاقتصادي ككل والنمو الصناعي حصرا.السياسة العامة هي الظاهرة العامة للنهوض بالاستثمارات هي بعبارة أخرى الوسائل والطرق والإستراتيجيا و التكتيك التي تهتم بالدعم الاقتصادي.لذا كان من الواجب التكيٌف مع الظروف الظاهرة والخافية مع الاعتماد على سياسة الاستشراف. يجب البحث عن رؤوس الأموال وخاصة منها الأجنبيٌة التي تتماشى مع معطيات البلد وليس انتظارها حتى تدق على الباب.
تعريف المستثمرين بالشروط الميسٌرة والفرص المهمٌة للاستثمار وكذالك الحوافز الضريبيٌة و التكوين الجيَد لدى المهندسين وغيرهم من أصحاب الشهادات والعمال المهرة والشروط الجيَدة و ا لإمكانيات المتاحة في المناطق الصناعية وجودة المواصلات ووسائل النقل وغيرها من المستلزمات الجيٌدة للبنية التحتيَة. في الحقيقة هذا كله لم يعد حافزا لجلب الاستثمار بل المهم وقبل كل شيء هو التركيز على الإمكانيٌات المثاليٌة لخلق المؤسسة لذا وجب على كل مسؤول مهتمٌ بتصنيع البلد أن يقوم بمجهود إضافي لتوضيح أهميَة الاستثمار لدى المستثمر المستقبلي مرتكزا على نتائج الشراكة على المدى البعيد وأهميتها في خلق مناخ جديد يعود أساسا و بالتأكيد بالنفع المباشر. من هنا وجب التركيز المستمر على تكوين المهتمين بتطوير الصناعة من الناحية الفنيَة والاقتصادية لكي تكون القرارات المستقبلية التي تهتم بالتصنيع متأتيٌة من أناس أصحاب خبرة. تعلٌمَ المناقشة والحوار و كيفية التأثير على الآخرين لجلبهم للاستثمار هي من أهمٌ العمليٌات التي يجب أخذها بعين الاعتبار ,إعطائها المساحة اللازمة لها لدى كل من يهمَه الأمر يظهر سهلا ولا يحتاج لأي جهد ولكن الحقيقة هي العكس لذا يجب التحليَ بعدة صفات حتى يكون الإنسان ناجعا في استقطاب الاستثمار من بينها أن تكون لديه فهم الآخر بسرعة وفطنة بدون إحراجه حتى لا يكون ذالك سببا في عزوفه عن الاستثمار و يجب فهم عقليٌته حتى نتجنب عواقب الترجمة السيئة للشيء المراد قصده.
الحوافز والتشجيعات التي تقدمها الدولة يجب ان تكون كثيرة ومتنوعة مستلهمة كذالك من تجارب و نجاحات الدول الاخرى . هناك جوانب أخرى يجب تدعيمها باستمرار ودالك بتحسين الوضعية بصفة مستمرة وخاصة فيما يخص جلب المستثمرين المعتبرين الذين لهم إمكانيات تصنيعيٌة معتبرة وحديثة والتي تعود مباشرة بالنفع على النسيج الصناعي. المهم أن تنبين الأمر في طمأنتهم وخلق لديهم روح الوفاء والشراكة الحقيقية المتبادل النفع.
من أهم الطرق التي تجلب المستثمر الخارجي أو الأجنبي كما يحلو تسميته عند بعض الآخرين هو تقديم مشاريع معيٌنة ومدروسة بامتياز ولها كل مواصفات المشاريع الناجحة والمستقبلية. هي مشاريع محددَة ومختارة والتي في انتظار مستثمرين جديين ومستعدين بكل وعي للاستثمار لأنهم يعرفون من أين تأكل الكتف ولأنهم لهم نظرة مستقبليٌة ثاقبة ويعترفون كيف يربطون مصالحهم بمصالح الآخرين أي يتصرفون وفق إستراتيجيا مستقبليٌة ذات منفعة مشتركة تؤمن بالتعاون والتواصل مع الآخر.
البحث عن مستثمرين جدٌيين والتوفير لهم كل معطيات الاستثمار المؤمٌن والمريح من حيث تمكينهم لكل ما هو يسهل ويسيٌر مهمتهم في البلد هي من الوسائل التي تعجٌل في تصنيع البلد ومدٌه بصناعات حديثة ذات جدوى اقتصادية كبرى. غالبا ما نرى أن المستثمرين الفاعلين والمأثرين يبحثون عن مشاريع جدٌية ومهمة لها مردود تجاري آني ومربح ولها صبغة متجددة أي مشاريع مقبولة من طرف البنوك ذات قيمة مضافة عالية ومخاطر محدودة.
خلق صناعة مستقبلية قبل الآخرين وبالأحرى قبل المنافسين الآخرين يعطي للمشروع الجديد سبقا تنافسيا أكبر ولو لفترة ضيٌقة وذالك بتفرٌد وتخصٌص محدثا بذالك واقعا صناعيٌا جديدا .يجب أن نتذكر أن المؤسسات ذات النظرة المستقبليٌة القصيرة تكون عادة وغالبا معرضة للأخطار لأنها ليست لها روح المبادرة السريعة و ردٌ الفعل السريع وكذالك نقصان في التصور الإستراتيجي.
المستثمر أو بالأحرى قراره في الاستثمار في يمكن تعجيله و تأكيده إذا عرفنا كيف نؤثر عليه و كيف نقدم له المشروع . الطريقة التي نقدم بها هذا المشروع لها أهمية كبرى على ايجابية قرار هذا المستثمر وخاصة أن المستثمر الجديٌ ليس له وقت كثير و لا يريد أن يدخل في التفاصيل الجزئيٌة التي ليس لها تأثير على مرد ودية المشروع ومن هنا وجب الانتباه على كل من يريد التعامل مع المستثمرين الأجانب ذوي القدرات الهائلة لهذا الجانب الغير الجديٌ بل على العكس قد يخلق مشاكلا بغنى عنها لما لحاجة الأكيدة لاي بلد لجلب رؤوس الأموال المهمة . المهمٌ هو تقديم الجانب العمليٌ للمشروع مع تبيين أهمٌ عوامل المر دوديٌة الحقيقيٌة وليس تلك التي تكون على شكل افتراضات يصعب تبيين حقيقتها. الزمن هذا هو زمن الشفافيٌة و الذكاء لأن المعلومة يمكن التأكد منها في اللحظة نفسها وأنت جالس أمام المستثمر الذي نريد التعامل معه. أنهم أناس عمليٌون ويحبذون الأمور المضبوطة والدقيقة وينظرون للأمور بنظرة مختلفة ويحر صون على دقة المواعيد سواء كان منها المقابلات والاجتماعات وجدولة المشاريع وغيرها من النواحي التي تيٌسر إنجاز المشاريع المتفق عليها. علينا أن ننتبه جيٌدا أن هؤلاء الناس لهم عدة عوامل قياسية التي بواسطتها يقيٌمون جديٌة المشروع وذالك لما لهم من معطيات دقيقة قد تتبادر للبعض منا بدون اعتبار ومن هنا علينا نتأكد جيٌدا من أسلوب ذالك المستثمر في تقييم المشروع المراد إنجازه.
في الغالب صار المستثمر الوارد من البلدان الصناعية الكبرى ا أصعب بكثير مما كان عليه في الماضي ودالك نتيجة التنافس بين الدول على جلب الاستثمار لذا نرى الدول تفتح الأبواب على مرصعيها وتقدم الحوافز تلوى الأخرى وتسهٌل لهم الأمور وتوفر لهم كل المتطلبات حتى يرضوا أن يستثمروا في دالك البلد.
صار جلب الاستثمار من العمليٌات المهمٌة التي يجب الاعتناء بها بصورة جديٌة ومسترسلة وأن يعد لها ألف حساب. صار هذا الاتجاه جزءا مهما وثابتا من سياسة الخارجيٌة للدول التي يعد لها إستراتيجيا خاصة وميزانية معتبرة. ومن هنا وجب التفكير في التعبئة الحقيقية تجاهها و ذالك بمختلف الوسائل التوعيٌة والمؤثرة كالدعوات لزيارة البلد والدعايات على وسائل الإعلام والتظاهرات للنهوض بالاستثمار والاتصالات المباشرة التحسيسيٌة لجلب أكثر عددا من المستثمرين وغيرها من الوسائل الماديٌة و اللاماديٌة التي تسهل جلب رؤوس الأموال. ومن باب التذكير أن نفرق بين أصناف المستثمرين فمنهم من يهتم بالصناعات ذات القيمة المضافة المنخفضة مثل صناعة النسيج والأحذية والتركيب أي تجميع القطع وتركيبها والتي لا تحتاج إلى مهارات عالية ثم هناك من المستثمرين الذين يهتمون بالصناعات ذات القيمة المضافة العالية كالإلكترونيات والآلات الدقيقة التي تحتاج إلى يد عاملة ماهرة و كوادر أكفاء. هدا التباين ينبهنا بان المستثمرين ليس نوعا واحدا بل مختلفين ومن هنا وجب علينا التصرف معهم حسب نوعية المشروع لأن متطلبات كل نوع تختلف عن الآخر وهذا التمايز و الاختلاف يجبرنا أن نتعامل بصورة مختلفة لكل صنف لأن المتطلبات مختلفة وحتى عقلية الصناعية لكل واحد منهما مختلفة. كل واحد له مبتغياته وغاياته وأهدافه وكذالك له طريقته ووسائله التقييميٌة والتحليلية.
من أهم العوامل هو حسن التمييز بين متطلبات المستثمرين فالمستثمر الألماني له متطلبات تختلف كليا أو جزئيا عن متطلبات الفرنسي. الانتباه لهذه النقطة من أهم الوسائل التي يمكن بها تقريب وجلب المستثمر. كل له طريقته في تحليل وتقييم المشاريع ولكن الشيء الثابت والمؤكد أنهم لا يستثمرون إذا كانوا غير متأكدين مائة بالمائة وكذالك ليس لديهم حسابات غالطه كل خطوة تحسب بجدية ودقة مهما كانت أهميتها ليس هناك مجالا للمجملات أو التقييم السطحي أو الناقص.
نوع المشروع الصناعي سواء أكان مواد استهلاكية أو مواد رفيعة أو مواد ذات قيمة عالية وغيرها هو مرتبطة بالدرجة الأولى بقيمته التسويقيٌة في بلد صاحب ذالك المشروع الذي يهتم جيدا بقيمة تلك المواد التسويقيٌة في تلك البلدان. الألماني بميل أكثر للاستثمار في الصناعة ذات القيمة المضافة العليا مثل الميكانيكا والسيارات وغيرها من الأشياء الدقيقة أما الإيطالي فيهتم بالصناعة ذات القيمة المضافة المنخفضة كالأحذية والنسيج والملابس ولكن يهتم كذالك بالصناعات الأخرى ولكن بأقل درجة من الألماني.. هذا التباين الذي هو قاعدة ثابتة يمكن العمل به بطريقة عامة ولكنها مناسبة مهمة لتوضٌح لنا ولو بإيجاز أهميٌة العقليٌة في اختيار المشاريع.
مهما كانت الوسيلة التي سنستعملها أو الطريقة التي سنتوخاها سواء كان ذالك على شكل سياسة استثمارية عامة أو على مشاريع منفردة يجب وضع برنامج تحسيسي و وإشهاري مضبوط له مراحل معينة و في الزمن على مختلف مداه أي القصير والمتوسط والطويل مع أخد بعين الاعتبار خصائص كل بلد على حدة ودالك حتى يسهل أكثر في جلب المستثمر مهما كانت قيمته المالية.
زيادة عدد الممثلين للمؤسسات المهتمٌة بتطوير والنهوض بالصناعة في الخارج وتنويع وجودهم في عدة بلدان هو كذالك من أهم وسائل جلب الاستثمار. يجب الاعتناء بجدية بهؤلاء المختصٌين وإعطاءهم الإمكانيات في التكون وأن يكون ذالك سنويٌا وفق برامج رسكلة دقيقة آخذين بعين الاعتبار حقائق السوق المالية والاستثماريٌة المهيمنة على السوق العالمية. الاتصال المباشر مع هؤلاء الممثلين الصناعيين يجب أن يكون أسبوعيا وذالك بواسطة التقارير والتقييمات على مستجدات السوق وحثهم على العمل بمهنيٌة وإنظباط. التحكٌم في اللغات الأجنبية هي من أهم الوسائل لجلب الاستثمار لذا وجب على هؤلاء السفراء الصناعيين أن يحذقوا على الاقل لغتين أولا لغة البلد أين هو موجود والإنجليزية. مثلا إدا كان في فرنسا يجب أن يتكلم الفرنسية أساسا زيادة عن الإنجليزية التي تسهل التخاطب مع غير الفرنسيين. اللغة هي الوسيلة المباشرة في تقريب الناس وخلق فيهم روح الاطمئنان. الخوف من المجهول هو عادة ما يأتي في خاطر وبال المستثمر. فمدٌه بالمعلومة الصحيحة والمقنعة هو ما يريده هدا المستثمر بالدرجة الأولى. قدَموا للمستثمر أكثر عددا من المعلومات الدقيقة بدون تأخير أو تسويف يقرَبه أكثر. علينا تجنب المعلومات القديمة التي ليست لها أي فائدة أو تأثير مثل العنوانين وأرقام الهواتف التي لم تعد صالحة أو مواقع إلكترونية لم تسجل بعد وغيرها من النواحي التي ليست لها قيمة عندنا ولكنها لدى هؤلاء رجال الأعمال لها أكثر من دلالة على جدية المشروع. ومن هنا وجب مراجعة دورية للمعلومات الخاصة بالاستثمار لما لها من تأثير في جلب المستثمر. في كثير من الأحيان تكون زيارة هدا الأخير للبلد وجيزة جدٌَا ولا يستطيع مقابلة المسؤول المعني بالأمر أو لم يستطع أن يشرح له بصفة مقنعة و ذالك لسبب ما. هذا التصرف ناتج عادة إما عن جهل بقيمة هذا المستثمر أو عن عدم وعي بأهمية العملية الصناعية ككل للبلد والذي ينتج عنه عزوف هدا المستثمر بل قد يكون واسطة دعاية عكسية. لذا استوجب التنبه لهذه النقطة البسيطة ولكنها كبيرة في التأثير على قرار هذا المستثمر.
التركيز الجديٌ على بعث الصناعة وفق برامج حديثة ومستحدثة يعتبر من أهمٌ الوسائل التي بواسطتها يمكن إنقاذ المؤسسٌات التي هي في حالة ركود أو انهيار وينتج غالبا من حسن اختيار البدائل التكنولوجية ومنه المواد التي يجب خلقها بحيث تكون عصريٌة وتلبي رغبات المستهلكين من ناحية وأن تكون ذات قدرة تنافسيٌة حتى تتمكن من مزاحمة المنافسين بيسر لمدة طويلة. هذا يجرنا إلى الحديث عن جعل عمليٌة التصنيع ذات أبعاد مختلفة أي يجب أن لا تقتصر على بعث المؤسسات الجديدة التي تبعث لأول مرة بل يجب أن تضم كذالك المؤسسات التي هي في حاجة لتجديد نفسها وخاصة منها التي مازال لها بعض الإمكانيات التي تخولها من النهوض من جديد بل إن هدا النوع من المؤسسات إذا كان لديها أناس أكفاء قد تكون في المستقبل من المؤسسات الناجحة إذا عرفنا كيف ندعمها.
على كل واحد حريص على مستقبل البلد الصناعي أن يعي أن مساهمة المستثمرين الأجانب هي من أهم الطرق لتحديث النسيج الصناعي من جهة وخلق مواطن الشغل من جهة أخرى. المهٌم أن نعرف كيف نستفيد منهم مثل استفادوا منا في الماضي. كيف نحاكيهم وكيف نفتك منهم بطريقة ذكية نواصي المعرفة هو من أيسر السبل لتصنيع البلاد لأنه عادة تكون التكلفة أقل وخاصة إذا سهمنا في مشاريعهم المستقبلية المهمة. فلننظر إلى كوريا الجنوبية كان مستواها الصناعي والمعيشي في الستينيات أقل بكثير من سوريا والأردن وتونس. هذا البلد ميزته الأساسية أنه نظر إلى الواقع الصناعي بنظرة جديدة مخالفة تماما على ما كانت في الماضي الذي كانت تعيش فيه ومن أسباب نجاحها التكيٌف مع الحداثة والحرص على العمل الدءوب بدون توقف أو كلل وكذالك امتاز صانعوا القرار بالجديٌة وسرعة الرد والملائمة مع كل ما هو جديد أي أنَ هذا البلد تكوٌن فيه روح المبادرة والتحدٌي ومحاكاة الدول الصناعية الكبرى وهدا ما جعل صناعتها تتخطى حدودها وتكتسب صبغة العالميٌة وصارت صناعتها تنتج مواد يحسب لها ألف حساب في السوق العالمية.
لذا وجب علينا أن ندرك أن عملية تصنيع البلد الحقيقيٌة تبدأ قبل كل شيء بحسن الاستعداد من مختلف الجهات الرسميٌة وما وراؤها من مؤسسات عموميٌة مختصة و دعمها بمؤسسات أخرى حتى تسهل الأمور وكذالك يجب على أصاحب المؤسسات الصناعية الخاصة وأصحاب رؤوس الأموال أن لا يكونوا أنانيٌين وأن يفهموا بشدة أن مستقبلهم مرهون على مقدار مشاركتهم في تصنيع البلد. الزمن الحالي صار سهلا وصعبا. المسألة بالدرجة الأولى مرتبط بنا أي علينا أن نكون متضامنين مع بعضنا البعض حتى نسهَل الأمور ونقرب المسافات.من هنا تأتي فكرة التعاون الصناعي بين الدول العربية مثلا هناك إمكانيات كثثرة في التعاون الصناعي بين تونس و والدول العربية و الافرقية وخاصة في ميدان تحديث الصناعة وتاهيلها لان تونس دخلت هذه التجربة منذ مدة وصارت لها خبرة لا باس بها في هذا الميدان. نتائج التجربة التونسية كانت مشجعة و معترف بها من طرف الهيئة الأوروبية الشريكة في هذا البرنامج و لقد تكون نتيجة ذالك عدة خبراء في تأهيل الصناعة والجودة و البيئة و غيرها من متطلبات الصناعة الحديثة منتشرين في بعض الدول الصديقة والشقيقة يمدونهم بخبراتهم. خلق شراكة في تأهيل الصناعة سيجسم انجازا مستقبليا يستفيد منه البلدان. التجربة التونسية في تحديث الصناعة لها عدة جوانب قد تفيد بها الصناعة العرية والافرقية ومن أهمها أنها تجربة حديثة قام بها بلد له تقريبا نفس الاهتمامات ثم زد على ذالك مما يوجد من روابط عريقة واحترام متبادل أي أن التعامل يكون على نفس المستوى متأتيٌا من دولة شقيقة.
بعث المشاريع ومنه خلق مواطن الشغل لم يعد مقتصرا كما كان عليه في الماضي على الدولة بل على العكس من ذالك صارت المسؤولية تهم المؤسسات بالدرجة الأولى أكانت صناعية أو تجارية وكذالك على نفس الدرجة البنوك فكلاهما معنيين بخلق الثروة ولم يعد مسموحا لهم صفة المستهلك. الوقت قد ولَىٌ والوضع الصناعي لم يعد يسمح بالتباطؤ وعدم الاكتراث بتصنيع البلد وتطويره فالمصنٌع الأجنبي بالمرصاد لتلبية نداء التصنيع لأنه متيقن أن هذا الاتجاه في تطوٌر وتغيير مستمر أي أن جلب الصناعة ستصير بعد مدٌة وجيزة عادية لذا يقول في نفسه الفرصة مواتية والاستفادة ممكنة خاصة أن الابتكار والخلق يدفع بعضه البعض. البنوك وأصحاب الأموال والمؤسسات هم الذين لهم الإمكانيات الضرورية للتصنيع التي بواسطتها نجعل البلد أكثر أمانا اجتماعي.
عمليٌة الإشهار بمختلف أنواعها سواء أكانت مرئيٌة أو مسموعة أو مكتوبة مفيدة جدَا لجلب المستثمرين. لذا وجب أن يكون ذالك حسب برنامج مدروسة متجدد تقريبا سنويا وأن نبيٌن فيها المحاسن والحوافز ثم أن يكون هذا البرنامج انتقائي أي أنه ملائم لكل بلد أجنبي على حدة لأن كل بلد له متطلباته وخصائصه وعقليته.
غالبا المستثمر الأجنبي ليس له دراية ومعرفة بالبلد الذي سيستثمر فيه لذا وجب علينا أن ننتبه لهذه النقطة الحسٌاسة وأن لا نتغافل عنها ومنه وجب علينا كذالك خلق الظروف الملائمة التي تيٌسر الأمور وتخلق لدى المستثمر نوعا من الثقة الفاعلة المبنية على القناعة وارتياح البال. فكسب هذه الجولة الأولى هي مفتاح الجولات القادمة.
| Par: balkees (United Arab Emirates) |14-12-2017 05:34| |
مقال طويل جداّ ومملّ ... خلاصة القول المستثمرون كالطّيور المهاجرة يبحثون عن مصالحهم .. والبيئة الجيّدة النّضيفة تجلبهم بدون دعايات و لا نداءات !!!! |
Most Read (In last 24 hrs)


All News...
Hier 21:55 |
كاس العرب 2025- فوز الاردن على الامارات 2-1
Hier 18:08 |

فيروز - يا رئيس البلدية