تونس بين عبث الصبيان و أمل الأحرار

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
تعيش تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس مخاضا عسيرا و عراقيل عديدة بين من يسعى الى استكمال بناء المؤسسات الدستورية و بين جحافل الردة في الداخل و الخارج. هشاشة الوضع الاقتصادي و الحراك الاجتماعي المتواصل جعل البلاد تعيش هزات عنيفة و للاسف يوجد من يستثمر في الفوضى بسبب الافلاس السياسي و العجز عن تقديم بدائل واقعية لمعالجة المشاكل المتراكمة ، و ما الحملة الانتخابية المبكرة التي انطلقت و ما رافقها من حملات تشويه و اتهامات بين الفاعلين السياسيين الا دليل فقر في الافكار و التصورات لانقاذ البلاد خاصة مع قرب موعد الانتخابات البلدية . و لا شك ان تلك الحملات الشعواء لن تبني طرقات و لا جسورا و لن تجمع القمامة المتراكمة في بعض المدن و القرى ، هذه السلوكات البائسة جعلت الناس ينفرون من السياسة رغم حملات التوعية التي تقوم بها هيئة الانتخابات .
تعيش تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس مخاضا عسيرا و عراقيل عديدة بين من يسعى الى استكمال بناء المؤسسات الدستورية و بين جحافل الردة في الداخل و الخارج. هشاشة الوضع الاقتصادي و الحراك الاجتماعي المتواصل جعل البلاد تعيش هزات عنيفة و للاسف يوجد من يستثمر في الفوضى بسبب الافلاس السياسي و العجز عن تقديم بدائل واقعية لمعالجة المشاكل المتراكمة ، و ما الحملة الانتخابية المبكرة التي انطلقت و ما رافقها من حملات تشويه و اتهامات بين الفاعلين السياسيين الا دليل فقر في الافكار و التصورات لانقاذ البلاد خاصة مع قرب موعد الانتخابات البلدية . و لا شك ان تلك الحملات الشعواء لن تبني طرقات و لا جسورا و لن تجمع القمامة المتراكمة في بعض المدن و القرى ، هذه السلوكات البائسة جعلت الناس ينفرون من السياسة رغم حملات التوعية التي تقوم بها هيئة الانتخابات .
يبدو ان سبع سنوات بعد الثورة لم تكن كافية لوقف التهارج السياسي و العراك الايديولوجي و الحسابات الحزبية الضيقة، هذه البيئة المربكة تسلل اليها المال الخارجي و الاجندات المشبوهة لمزيد تعفين الوضع الداخلي حتى اصبحت بعض الاحزاب مكشوفة و معلومة الموالاة .
قبل ايام و خلال اجتماع رئيس الدولة بالاحزاب الموقعة على وثيقة قرطاج اثر الغليان الاجتماعي الذي رافق دخول قانون المالية حيز التنفيذ قال السيد الباجي قائد السبسي بديبلوماسية " ان هناك اطراف خارجية تحسدنا على نعمة الحريةو الديمقراطية"، مما يؤكد المكائد الاجنبية التي تريد وأد الحلم التونسي في النجاح و الانتقال الى عصر الحداثة السياسية . لقد اصبحت التجربة الديمقراطية التونسية مزعجة لبعض الرجعيات العربية لانهم يريدون تعميم الاستبداء و تابيد انظمة القهر و العسف حتى يتصرفوا في بلدانهم كمزارع خاصة .
لكن رغم ذلك مازالت التجربة التونسية صامدة بفعل عوامل عديدة منها عدم وجود دول جوار معادية للثورة التونسية ، فليبيا تعيش اوضاعا صعبة و الجزائر تحتفظ بعلاقات قوية مع القيادات السياسية التونسية الفاعلة و المؤثرة ، اضافة الى حياد المؤسسة العسكرية و بداية تشكل امن جمهوري حقيقي شعاره " الولاء للوطن و السيادة للشعب " .
من ناحية اخرى مازالت الحكومة التي تواجه تحديات اقتصادية كبرى مترددة في اتخاذ خطوات جريئة في مكافحة الفساد و استعادة الاموال المنهوبة و مراجعة بعض الاتفاقيات المجحفة في حق تونس كما ينتظر الناس تفعيل المشاريع التنموية التي اعلنت عنها في مؤتمر الاستثمار لسنة 2016 و مراجعة القوانين البيروقراطية التي تقف عقبة كاداء امام تنفيذها .
تونس ، هذا البلد الصغير في حجمه قادر ان يعطي الأمل في محيط عربي مظلم ، و ان يثبت للعالم ان العرب قادرون على الانخراط في العصر . نجاح تونس ممكن و الفرز متواصل و الغربال سيسقط الخونة و صبيان السياسة ، فهناك شرفاء في كل القطاعات و لن يسمحوا لعصابات السوء بالعبث و العربدة. نجاح تونس هو مهمتنا جميعا .
كاتب و محلل سياسي
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 154675