لماذا عجزت المعارضة عن حشد الشارع ضد قانون المصالحة ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/manichmsamehle29x1.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

فشلت المعارضة البرلمانية في اسقاط قانون المصالحة الادارية الذي تمت المصادقة عليه ب117 صوتا ، صخب كبير رافق المصادقة في قبة البرلمان ، صراخ و عراك و ترديد للنشيد الوطني و تشويش على تدخلات نواب النهضة و النداء من طرف نواب الجبهة الشعبية و التيار الديمقراطي و حراك توتس الارادة . لماذا فرضت الاغلبية رايها على الاقلية و انتصرت المغالبة على التوافق ؟ اين التفاهمات و التوافقات كما حصل في الدستور و قضايا اخرى عديدة ؟





لقد ولى الزمن الذي يتقاطر عليه المئات و الالاف لمحاصرة البرلمان في باردو و تجيش الآلة الاعلامية على مدار الساعة ، فاصحاب تلك الماكينة هم اليوم في السلطة و استغلوا ذلك الزخم و العداء الايديولوجي للترويكا لهرسلتها و اقصائها من السلطة . طبعا ، الترويكا و عمودها الفقري حركة النهضة قامت باخطاء كارثية و سوء تقدير للكثير من الامور كما حاولت عقد صفقات مع رموز النظام القديم في الخفاء رغم الخطاب العدائي لانصارهم في القضاء الافتراضي .

لقد تلاعب النداء و رئيسه وقتها الباجي قايد السبسي بالجميع ووظفهم للوصول الى السلطة ثم رمى بهم بعد لقاء الشيخين الشهير في البريستول بباريس الذي قال عنه حمه الهمامي وقتها "سي الباجي ماهوش يرضع في صبعو".

الاكيد ان رئيس الدولة يعرف الجمبع و يعلم حدود ازعاجهم و من كثر صياحه وزره او تجاهله او حذره لانه يملك ملفاتهم . طبعا توجد قوى شبابية و اجتماعية رافضة للمشروع وهي صادقة في مواقفها لكن عليها ان تقطع مع قيادات الاحزاب المكبلة باتفاقيات تحت الطاولة ، وهي قادرة على الازعاج و التغيير بفضل نقائها الثوري.

الغضب الشعبي مؤثر لكن احزاب المعارضة لا تملك العمق الشعبي و بقي الامر عند بعض الشباب المتحمس خارج المجلس . لماذا لا تلجأ الجبهة و بقية القوى الى الاعتصام لاسقاط القانون ؟ لكن من سيموّل الاعتصام(حتى بدون روز بالفاكية ) ؟ و اين الاعلام الذي سيواكبه ؟ لقد تغير الوضع فالماكينة مع المصالحة . قبل سنة تحدثت لينا بن مهني عن حيوية الشارع زمن الترويكا في كل المناسبات لان الكل كان يدفع للتظاهر ليس من اجل المبادئ و لكن من اجل ازعاج و اسقاط النهضة و المرزوقي ، اما اليوم فقد انتهى ذلك الصخب الثوري بعد 2014 . الكل و بدون استثناء ساهم في عودة الماكينة ، و الجميع يتهرب من النقد الذاتي .

بعد المصالحة ، يطرحون تغيير النظام السياسي بدل الاسراع في انجاز الانتخابات البلدية التي تهم مشاغل المواطنين .. في الدستور الحالي اضافوا للرئيس صلاحيات واسعة و كان كل نواب المعارضة وقتها راضون به . الان يريد الرئيس الباجي قايد السبسي صلاحيات فرعونية وسط تطبيل ضاربي البندير المعروفين من سياسيين و اساتذة قانون يمعنون في تبخيس انفسهم طمعا في منصب او ترقية . يريد الباجي ان يكون مثل بورقيبة و لكن الزمان غير الزمان و السياق التاريخي مختلف .

المشكل ليس في النظام السياسي لان جميع السلطات بيد الحزب الفائز ، المشكل هو في تناقض من كانوا يعتبرون دستورنا الافضل في العالم و اليوم يريدون الانقلاب عليه .قال برهان بسيس انهم مستعدون لاستفتاء شعبي لاجل ذلك ، اما الانتخابات البلدية فهم غير مستعدين لها .
قال المفكر المغربي محمد عابد الجابري : في الثمانينات ، كانت الجزائر اشتراكية و المغرب راسمالية ، لكن الغريب ان لهما نفس المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية لان الخلل ليس في طبيعة النظام بل في العقلية التي تسيّر النظام " .
سؤال اخير : من يهاجم قانون المصالحة لا ينسق مع عرّابيه تحت الطاولة لتغيير الدستور و تاجيل الانتخابات ، اليس كذلك ؟؟

كاتب و محلل سياسي


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 147709

Mandhouj  (France)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 06:40           
المعارضة لم تنجح لأن الكثير من مكوناتها في نفس هذا المشوار البرلماني تتآمر مع مكينة قصر قرطاج في عمليات انقلابية أخرى .. ثم لأن الشق المدافع عن هموم الشعب و عن مستحقات الثورة لم يعرف كيف يبني مع غيره .. و لم يتمكن من كسب المعركة الاعلامية ، رغم الثقافة الرقمية المتاحة ... لكنها يمكن أن تتجه لطريق النجاح إذا أرادت ، وهي تعلم أين هو فضاء المعركة و طريق الإنتصار على إرادة الردة التي يقودها مجموعة مافيا قرطاج المدعمة بأموال الامارات .

Abstract1  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 02:44 | Par           
أولا باش نكونوا واضحين، المقال هذا مكتوب على إيقاعات البندير. المشكل أنو توة ماعادش فاهمين الضرب على البندير منين جاي. قبل كيف واحد تجمعي يضرب عالبندير باش يلحّس لبن علي، نعرفو بكل وضوح الضرب عالبندير منين جاي و فين ماشي. توة اختلطت الأمور. فبحيث تنجم تسمع ضربة جديدة متع بندير ، بنغمة ركيكة و مرتعشة، يمشي فيبالك صاحبنا التجمعي متع هاكا العام و تقول بالكشي يديه كساحت شوية خاطر قعد مدة ما ضربش البندير هذاكا علاش النغمة مشي هي. لكن تتفاجأ إلي قدامك واحد عامل لحية خفيفة و إلا شلغومة ( وحدة منهم، المفيد شوية شعر في بلاصة مالبلايص) ولابس حوايج النهضة و يعزف في عزف منفرد على آلة البندير. يقول القايل لشكون يضرب في البندير هالسيد ال"محسوب على الحركة" ؟ البندير للنهضة و للقيادات متاعها زعمة ؟ ماو هذا المنطق آش يقول! قالك لا ، جماعة النهضة ما يستعملوهش بين بعضهم ، تنجم تقول موش في سبرهم ، و بيناتنا يتشائمو منو البندير، خاطر يفكرهم بحقبة مشومة، هذاكا علاش قياداتهم ما يقبلوش أنو تضربلهم البندير. أما هذا ما يمنعش أنو بعض المنتمين للنهضة عندهم موهبة في ضرب البندير. باهي لشكون يبندر هالنهضاوي الهُمام. بعد بحث طويل قامت بيه لجنة من الخبراء في العلوم السياسية و في علم الصوتيات و الإيقاعات البنديرية ، تبين إلي النهضاوي هذا ، و بصفة مفاجأة لكل التوقعات، قاعد يبندر لنداء تونس !!! الحكاية و ما فيها أنو النهضاوي تفكر اليوم بركة إلي هو عدو للجبهة الشعبية، و زادا إلي سامية عبو خايبة و ما تفهمش في السياسة و يلزم جماعة النهضة لكل يسبّوها. استنا لحظة .. ياخي موش النهضة تدعو لتوافق واسع مع كل الأحزاب وإلي الأحزاب لكل باهين و حلوين و مفماش كلمة أعوذ بالله بيناتهم، كيفاش النهضة تهاجم في الجبهة و في عبو ؟ موش يتناقض هذا مع التوافق ؟ صحيح يتناقض، أما اليوم بالذات يلزم نسبو الجبهة و نسبو سامية عبو ، على خاطر ... تي على خاطر ما قالوش كلمة باهية في قانون السبسي .. تي نقصد قانون المصالحة الإدارية، يعني يلزم نمرڨو فيهم (في المعارضين للقانون) باش البندير يمشي صحيح. باهي النهضة عندها مصلحة مالقانون هذا ؟ امممم .. الحقيقة النهضة ما عندها حتى مصلحة ، بالعكس القانون هذا ينجم يكون ضد مصلحة النهضة، فضلا على أنو ضد مصلحة البلاد. القانون هذا ما يستفيد منو كان التجمعيين و السراق. بالنسبة للموظفين، عمركشي سمعت واحد نهضاوي يخدم في إدارة اتهموه بالفساد المالي أو الإختلاس ؟ الحقيقة بعد الثورة الله أعلم أما الأكيد قبل الثورة كل النهضويين كانو يؤاخذون فقط بسبب الإنتماء، ولم أسمع بحالة واحدة يتهم فيها نهضاوي بفساد مالي أو إداري، هذا بالطبع إن تم قبوله في الإدارة أصلا و لم يطرد بسبب انتماءه. يعني هذا القانون لا ينفع النهضة بأي الأحوال ، بل بالعكس سيعيد أزلام التجمع إلى مراكز القوة كي يقمعوا النهضويين من جديد. يعني النهضة تجند أبناءها و تزج بهم لخوض حرب هي في الأصل ليست حربهم، بل حرب التجمع للإفلات من العقاب. يعني يخوضون حرب غيرهم بالوكالة، فيتجندون بالعشرات للتصويت كالقطيع على قانون لا ناقة لهم فيه ولا جمل. ثم يعلنون حربا إعلامية بنديرية، ضد كل من عارض هذا القانون بحجة أنهم جاهلون بالسياسة و أنهم لم يقرؤوا نص القانون. بل قطعان النهضة هم الجاهلون و الخائنون. حتى من قرأ نص القانون يعلم أنهم مدخل لإفلات السراق من العقاب و التشريع لقانون الغاب فلا يعود هناك حسيب و لا رقيب. هذه لعمري آخر صيحات البندير في بلادنا : نهضاويون يبندرون للندائيين. فلم تبندرون و علام أنتم فرحون و تهللون و تستبشرون، أ بنكبتكم تحتفلون ؟

Laabed  (Tunisia)  |Jeudi 14 Septembre 2017 à 22:51           
المعارضة في تونس رغم حجمها الصغير فهي كعش الدبابير مزعجة

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 14 Septembre 2017 à 19:57           
سؤال اخير : من يهاجم قانون المصالحة لا ينسق مع عرّابيه تحت الطاولة لتغيير الدستور و تاجيل الانتخابات ، اليس كذلك ؟ طبعا فالجبهة تنطبق عليها -وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ
مُسْتَهْزِئُونَ (14) .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female