ثقافة الخاء تغزو المسلسلات الرمضانية

أبو مـــــازن
يأتي رمضان بأنواره و طهره و صفاء انواره و ليلة نصفه و ليلة قدره و عشره الأواخر ليعلن الخضوع لله في السر والعلن لا سيّما وأن عبادة الصيام اختارها المولى عز و جل لنفسه كما بيّن ذلك الحديث النبوي المروي عن البخاري ومسلم عن أبي هريْرة رضي اللَّهُ عنهم قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ). و تأتي المسلسلات التونسية بكل تفثها و ريبتها لتفسد ما أصلح الصوم و تحبس العامة عن التراويح و تعوّض تلك الشياطين المصفّدة بأمر الله فتبلي بلاء عظيما و تنشر ثقافة الخاء، دون الخير، اذ ترتكز أحداثها على الخيانة والخديعة و الخطيئة واتيان الخبائث من مخدرات وخمور وخلاعة مبالغ فيها ولا نراهم يحدثونها في غيرها من الأشهر. بل تكاد تكسد تجارة المجون و ثقافة الخيانة و الخمر والخناء في سائر السنة فقنوات العالم المروجة لذلك عديدة و بضاعتها أجود مما يعرض أبناء الوطن من المنتجين السينمائيين والمخرجين والممثلين.
يأتي رمضان بأنواره و طهره و صفاء انواره و ليلة نصفه و ليلة قدره و عشره الأواخر ليعلن الخضوع لله في السر والعلن لا سيّما وأن عبادة الصيام اختارها المولى عز و جل لنفسه كما بيّن ذلك الحديث النبوي المروي عن البخاري ومسلم عن أبي هريْرة رضي اللَّهُ عنهم قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ). و تأتي المسلسلات التونسية بكل تفثها و ريبتها لتفسد ما أصلح الصوم و تحبس العامة عن التراويح و تعوّض تلك الشياطين المصفّدة بأمر الله فتبلي بلاء عظيما و تنشر ثقافة الخاء، دون الخير، اذ ترتكز أحداثها على الخيانة والخديعة و الخطيئة واتيان الخبائث من مخدرات وخمور وخلاعة مبالغ فيها ولا نراهم يحدثونها في غيرها من الأشهر. بل تكاد تكسد تجارة المجون و ثقافة الخيانة و الخمر والخناء في سائر السنة فقنوات العالم المروجة لذلك عديدة و بضاعتها أجود مما يعرض أبناء الوطن من المنتجين السينمائيين والمخرجين والممثلين.

ماذا يلحظ الشاب أو الشابة أو الفتى أو الفتاة فرادى كانوا او في حضرة العائلة غير الدعوة الى الخشونة والعنف و تبادل اطلاق النار و السب والشتم والكلام الذي يطرق آذاننا في الشوارع ونجده اليوم بين جدران البيت. ماذا تدغدغ مثل هذه المسلسلات التي يستهلك فيها أنواع الخمور و يركن فيها الشباب الى الاختباء ليستهلك مخدرا وهو في حال هستيرية. ما هو الأثر الطيب الذي تقدمه مثل هذه الأعمال التي قيل لنا عديد المرات أنها تنقل الواقع ولست أدري أي واقع هذا وأي جهة ان كان المقصود الاحياء الفخمة في المدن او أحياء الصفيح أو قرى الداخل او واحات الصحراء؟ لعل الاموال التي صرفت على انتاج مثل هذه الأعمال كافية لتغيير حقيقي لو صرفت على الواقع في مدنه و قراه و في بنيتها التحتية اذ يعزّ المليم في جيب الدولة في مثل هذه الحالات فلا يغادره الا بعد احتجاج أو اعتصام أو حدوث كارثة بيئية او تفشي مرض في بعض مدارسها.
لم ير المواطن الذي لا تدركه الاستطلاعات و لا الاحصائيات ويغيّب صوته ورأيه فلا تلاقيه الكاميرا و الميكروفون، أي فائدة من المسلسلات التي يمتد الاعداد لها أشهرا طويلة ثم تستهلك كالفاست فود بغية انتزاع الاضحاك عنوة أو التدجين بما يعنيه لخسارة للمخزون الثقافي التونسي العربي و الاسلامي و نشر الخسّة الاخلاقية و الكلامية اذ تنتج مثل هذه المسلسلات مرادفات غريبة عن لغتنا ولهجتنا حين تمزج حروفنا ونطقنا لها بلغات أخرى و تقليعات مشبوهة يروج لها الكائدون للعرب ولحضارتهم. لم ير المواطن في مواطن عديدة من هاته المسلسلات غير الخاصرتان التي تمعن بعض بنات حواء في استمالتها و ربوخ لم يقدم الواقع بل غيّره الى أمر مبتذل فأفقده الرونق الذي كان عليه. حتى الحضرة لم تعد حضرة ولا خرجات الزوايا أضحت خرجات لمّا تعامل معها اهل الانتاج التلفزي والسينمائي.
مسلسلات ما بعد الثورة أمعنت في تقديم البذخ واهله، وان كان واقعا قائما لبعض الناس، فصيّرته واقعا لعموم التونسيين ونشرت عبره التفسخ و الخيانة الزوجية و روّجت للخمور فلم تحترم حرمة الشهر ولم تحترم غالبية التونسيين الذين يحرصون على صيامهم وقيامهم ولكنهم يرغبون في بعض الترويح عن النفس على احدى الوطنيتين أو القنوات الخاصة فلا يجدونه غير ممزوج بالوسخ الأخلاقي و الرداءة الخلقية. جاء في الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ). لكنّ شياطين الانس ككل عصر ودهر مطلوقة الهوى، تغوي الناس فيتبعهم من يتبعهم بالاشتغال على تكنولوجيا الاعلام الحديثة فمتى يسعى أهل الخير والصلاح نحو خلق البديل الثقافي الذي يراعي هويتنا وأصالتنا وعاداتنا و تقاليدنا فنعتزّ بمنتوج تونسي صرف نباهي به أمام باقي المسلسلات المصرية و التركية والهندية والايرانية والغربية وغيرها من المنتجات التلفزية الرائجة عبر الأقمار الصناعية.
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 143505