لماذا لا يتميّز الرياضيون العرب في في الألعاب الأولمبية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/jeuxolympiques.jpg width=100 align=left border=0>


منجي المازني

أمام تميّز وهيمنة الدول الغربية على دورات الألعاب الأولمبية وضحالة مردود المشاركين من الدول العربية، بما يجعلهم يحصلون على الحد الأدنى من الميداليات، يتساءل البعض لماذا تفشل الدول العربية ودول العالم الثالث عموما في فرض تواجدهم بقوّة على السّاحة الأولمبية ؟ قد يكون الأمر مرتبطا ببعض التحضيرات والاستعدادات الفنّية والبدنية واللّوجستية. إلّا أنّ هذه التحضيرات المنقوصة ليست في الغالب عنوان الفشل الوحيد. وهنا لا بدّ من الإشارة والتأكيد بداية على أنّ كلّ الأنشطة الرياضية والعلمية والثقافية والأدبية هي في الحقيقة نتاج للتفاعل بين عناصر مختلفة ، بل وانعكاس لمدى التقدّم الحضاري بصفة عامّة. فإذا كانت الدول متخلّفة حضاريا فلا بدّ أن ينعكس ذلك على أغلب مناحي الحياة. فما السبب الرئيس في ذلك ؟ السبب في تقديري يرتبط بمسألتي الحريّة والهوية.

1) الحرية :



يقول العلاّمة عبد الرحمان بن خلدون "العدل أساس العمران". فالعدل هو أساس العمران والتطوّر والازدهار في كلّ المجالات. وبما أنّ العدل في حدّ ذاته هو رافد من روافد الحرّية. فإنّ الحرّية هذه تعدّ بمثابة المحرّك الأوّل لكلّ تطوّر ولكلّ عملية إبداعية. وهي أصل كلّ تقدّم وإبداع، وبدونها لا يمكن صنع تقدّم وازدهار حضاري. وكلّ إبداع كامن في أعماق كيان الإنسان لا يمكن أن يخرج ويبرز إلى النّاس إلاّ بمفعول الحرّيّة مفجّرة الطّاقات الإبداعية.ولنتذكر في هذا الصدد، أنّ نهضة أوروبّا التي دشّنتها الثورة العلمية (الثورة الكوبرنيكيّة) كان منطلقها الفعلى، إنّما هو منح الحرية الكاملة للجامعات لتقوم ببحوثها ودراساتها دون أي تضييق من السلطة( أنظر كتاب " فجر العلم الحديث ، الإسلام ـ الصين ـ الغرب "للباحث بقسم تاريخ العلم بجامعة هارفارد الدكتور. توبي هف). فالاستبداد والقهر لا يصنعان إبداعا. وبقدر ما يكون الشعب تحت طائلة الاستبداد والخوف والقهر، وبتعبير آخر بقدر الالتزام الشعبي بالتوصيات والتعليمات والأوامر الفوقية الاستبدادية التي لا تناقش بقدر ما يكون اللاّشعور الشعبي دون سقف الحرّية الضروري وعندئذ تقلّ أو تنخفض نسب الإبداع في كلّ المجالات.

2) الهوية :
إذا كانت الحرّيّة هي مفجّرة الطّاقات الإبداعية فإنّ الهوية هي حاضنة هذه الطاقات الإبداعية. وهي بمثابة الأرض الخصبة أو الأرضية المناسبة أو الحضن الدافئ الذي يحتضن كلّ مراحل العمل الإبداعي. وبدون هذه الهوية يكون العمل الإبداعي منقوصا أو مشوّها أو بلا عنوان. وهو ما يدفع للقول بأنّ الإبداع يمثّل مظهرا من مظاهر الهويّة وناطقا رسميا باسمها. وعليه لا يمكن أن يبدع العرب في مجال العلوم وهم يدرسون ويدرّسون العلوم بلغة غيرهم. وهم يعلمون جيّدا أنّ اللغة هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وكيف يمكن أن يبدع الرياضيون العرب وهم يمارسون الرياضة بثقافة وبهويّة غيرهم. فلقد فرض علينا أن نمارس الرياضة وندخل مختلف المسابقات الرياضية، ومنها المسابقات الأولمبية، بتقاليد وسلوكيات وأخلاقيات لا تمتّ إلى هويتنا بصلة. وبالنتيجة فقد حكموا علينا بالفشل والفشل المسبّق. لأنّ الإبداع يرتبط ارتباطا وثيقا بالهويّة والمنظومة القيمية للمجتمع. ففتياتنا في مخزوننا الحضاري هنّ مثالا للعفّة والحشمة والوقار والحياء وكذلك للرقّة واللّطافة والنعومة. ولا شكّ أن كلّ واحدة من فتياتنا الرياضيات تنهل أكثر ما تنهل من معين ثقافتنا العربية الإسلامية المملوءة حياء ووقارا. لذلك كيف نستسيغ و نسمح بإخراج فتياتنا من دائرة هويّتهنّ ونلقي بهنّ في مضامير الركض السريع وملاعب التنس ومسابح السباحة وفق منظومة قيميّة مفلسة، ثمّ ننتظر منهنّ بعد ذلك نجاحا وتفوّقا وإبداعا ؟ ثمّ كيف نسمح لأنفسنا أن نفرض على فتياتنا أن يشاركن كاسيات عاريات في هذه المسابقات ؟ بل وكيف ندفع بهنّ للمشاركة في مسابقات لا تتماشى وطبيعتهنّ التي جبلن عليها كأن يشاركن في مسابقات رفع الأثقال ؟ فمثل فتياتنا في هذه الحالة كمثل سمكة أخرجت وانتزعت من مياه البحر الصافية التي نشأت فيها وألقي بها في نهر ملوّث. فمهما أوتيت هذه السمكة من قوّة وحركة وحيويّة ورشاقة فلن تستطيع أن تسبح كما لو كانت في بيئتها الأصلية التي ترعرعت فيها. بهكذا سلوك وبهكذا توجيه فإنّنا ندفع بأبنائنا، ذكورا وإناثا، باتجاه أن يكونوا منبتّين؛ لا يمثّلون بيئتهم ولا يعبّرون عن هويتهم وعن واقعهم. و"المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" كما جاء في الحديث الشريف. فالمسؤولية إذن هي بدرجة أولى مسؤولية النّخبة وبصفة أخص النخبة الحاكمة، فهي المطالبة قبل غيرها بإرجاع المياه إلى مجاريها. إذّ من المستحيل أن يستقيم الظّل والعود أعوج.



Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 129930

AGAINIOUS  (France)  |Mardi 30 Août 2016 à 16:54           
Tout simplement les jeunes sportifs arabe au lieu d'aller s'entrainer pour améliorer leurs performances ils vont à la mosquée pour prier le jeune arabe ne peut pas mettre un short parce que c'est haram la jeune arabe doit mettre un fichu sur la tête sinon c'est haram etc etc etc comment vous voulez qu'ils gagnent

AhmedPacha  ()  |Mercredi 24 Août 2016 à 10:49           
فكرة المقال طيبة ولكن الحجج هزيلة بلغة شبه خشبية

Nader Malaykos  (Netherlands)  |Mardi 23 Août 2016 à 16:27           
العقل السليم في الجسم السليم ..
بالروح بالدم .. نفديك ( يا ...)
99%
الزعيم الخالد باني تونس الحديثة
المجاهد الأكبر!
أمير المومنين ..
التحول المبارك!
مبعوث العناية الإلاهية.
قايد الثورة..
أذن سيادته..
مدى الحياة..

وهلمجرا.......

من أنتجه معمل الغش لا يكون ذا جودة تنفع المجتمع..
لا تطلب العسل في عش الدبابير!


Libre  (France)  |Mardi 23 Août 2016 à 12:48           
Parce que la plupart ne meritent pas leur selection et sont aussi nuls que les politiciens

Mandhouj  (France)  |Mardi 23 Août 2016 à 12:25           
لماذا؟ لأنه ليس هناك إيمان سياسي بالالعاب الأولمبية .. ثم الدكتاتور العربي بطبعه عميل و يخاف من النجاح الفردي و الجماعي أيضا في الرياضات الجماعية . المجتمع الذي يصنع الأبطال يرهب و يهدد الديكتاتور و العائلات المالكة و المتملكة . هذا هو الجواب . ثم لا تزال للكثير من السياسيين و من الشعوب رواسب خاطئة خاصة فيما يخص مشاركة العنصر النسائي ...
كيف الخروج من هذا المستنقع ؟ ثورة وعي ، ديمقراطية ، ثورة شفافية ، ثورة رياضية ؟ يعني الخدمة و الاجتهاد من أجل الشعب ، من أجل العلم . في تونس هو الأحمر و الأبيض ، الهلال و النجمة .. حماة الحمى ................................................................. و لا عاش في تونس من خانها ........ من ليس من جندها .


babnet
*.*.*
All Radio in One