المنصف المرزوقي... قصة نضال

المنصف المرزوقي اكاديمي وجامعي تونسي زاول تعليمه العالي بفرنسا وتحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة باريس ليعود بعد ذلك الى تونس ليزاول مهنة التدريس كاستاذ محاضر في كلية الطب بسوسة فرغم حبه الكبير لهذه المهنة الإنسانية الجليلة كان المرزوقي شديد الشغف بالسياسة وعالمها ومتطلباتها اعتنق المبادئ القومية وايديولوجياتها الطموحة الى تحسين الاوضاع العربية المتردية ان ذاك فكان قوميا يؤمن بوحدة الهدف العربي ومصيره ...
التحق المنصف بالعمل الحقوقي وانخرط في الرابطة التونسية الدفاع عن حقوق الانسان كعضو فيها استجابة لميولاتها السياسية وايمانا منه بان العمل الحقوقي والنقابي يمثل قاعدة التغيير والاصلاح الديمقراطي المنشود في الدول العربية.
التحق المنصف بالعمل الحقوقي وانخرط في الرابطة التونسية الدفاع عن حقوق الانسان كعضو فيها استجابة لميولاتها السياسية وايمانا منه بان العمل الحقوقي والنقابي يمثل قاعدة التغيير والاصلاح الديمقراطي المنشود في الدول العربية.
سطع نجمه سريعا على الساحة السياسية التونسية التي تعج ان ذاك بالكوادر التونسية الحقوقية ليتولى رئاسة الرابطة التونسية لحقوق الانسان خلال وقت وجيز يمهد لمشوار سياسي لحقوق الانسان خلال وقت وجيز مما يمهد لمشوار سياسي حافل بالانجازات خال المرزوقي انه بداية طريق لبزوغ نجمه السياسي وتحقيق احلامه وتصوراته بمجتمع ديمقراطي يكون العدل اساسه والمساواة قاعدته.
بدا صراع المنصف مع النظام البائد حول المشهد الحقوقي التونسي يزداد تازما على خلفية مماطلة الدكتاتور وعدم استجابته لضرورات مطلبية وانسانية كان يراها المرزوقي ضرورة وطنية ملحة مماجعل النظام يرى فيه خطرا يهدد اركان تماسكه وجبروته فبدا يستعمل معه سياسة الترهيب والترغيب التي خلصت الى مهاجرة المنصف قسرا الى فرنسا.
هاجر المنصف الى منفاه ولم يثنيه هذا الاخير عن مواصلة النضال والكفاح ضد الطغاة حتى من خارج الاسوار فكان من ابرز اوجه المعارضة التونسية الجدية في المهجر متحمسا مؤمنا بنضج الشعوب العربية مثنيا على التونسيين شبابا وشيبا هي كلمات المرزوقي

قراءته الجيدة للنسيج الاجتماعي والثقافي التونسي جعلته من القلة المعارضته التي امنت بقدرته الشعب التونسي على كسر الصمت واغلاله الرهيبة فتراه يصف شعبه هنا وهناك بالبركان الخامد الذي اذا ما ثار سيقلب منظومة الحريات راسا على عقب.
الثورة قدر الشعوب الحية هي الكلمات التي اثني بها المنصف على الثورة التونسية المباركة حتى قرت عينه دمعا وهو يلمس تراب تونس المحرر انها لحظة النصر التي لا يعرف قيمتها سوى من دفع بالغالي والنفيس من اجل بلوغ مرحلة وهب لها المرزوقي اكثر من عمر.
فمن شب على شيئ شاب عليه حماسة ونضال وتشبث بالاصلاح الديمقراطي ومصلحة البلاد العليا هي مرتكزات واهداف حركة المؤتمر من اجل الجمهورية وامينها العام التي تعتنق بعض الاحزاب حتى التاريخية منها.
فبعيدا عن مهاجمة شركاء العملية السياسية والدخول في منطق الترهيب والترغيب السياسي يكمل المرزوقي مسيرته النضالية متشبثا بأفكاره الإصلاحية متبنيا خطاب سياسي اصلاحي متطور يضع مصلحة البلاد العليا فوق كل اعتبار فتراه يدعو جميع الفرقاء السياسيين الى توحيد الجهود والتكاتف بعيدا عن منطق الربح والخسارة المستفحل داخل الاوساط السياسية التونسية من اجل انجاح مرحلة انتقالية لن يهبها لنا التاريخ مجددا ان فشلنا في بلورة متطلباتها.
حلمي الهمــــامي
Comments
33 de 33 commentaires pour l'article 35816