---

---

ومكنت التظاهرة من زيارة الحديقة الوطنية "واد الزان" التي تأسست سنة 2010، والتّي تقع بغابات خمير بشمال تونس. وتتميز الحديقة بوجود أشجار الفلين والبلوط بالإضافة إلى أنواع نباتية نادرة ومستوطنة مثل الغار والزيتون البري.

وتعد حديقة واد الزان موطنا لمجموعة متنوّعة من الحيوانات، بما في ذلك غزال الأطلس، والضبع، والثعلب، وذئب شمال إفريقيا الذهبي، بالإضافة إلى العديد من الطيور الجارحة على غرار العقاب والحوام والنسر.

وزار الطلبة خلال اليوم الثاني من أسبوع النباتات منطقة الزوارع، التي تتميز بتضاريسها المتنوعة، وتراث نباتي فريد من نوعه، يعكس التنوع البيولوجي الغني للمنطقة.

كما اكتشف الطلبة المتحف الوطني للفلين في طبرقة، الذّي تمّ افتتاحه منذ 17 نوفمبر 2022، في إطار شراكة بين معهد الغابات و المراعي بطبرقة، والمعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات، والصندوق العالمي للطبيعة في شمال إفريقيا.

ويهدف المتحف إلى تسليط الضوء على أهميّة منتجات شجرة الفلين في منطقة خمير و مقعد، بالإضافة إلى الترويج للممارسات الثقافية والتقليدية المرتبطة بهذه الأشجار ودورها في الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي. كما يوفر أيضًا برامج تدريبية وتوعوية حول الإدارة المستدامة لغابات الفلين.

في اليوم الثالث من فعاليات أسبوع النباتات تمّ التعرّف على المحمية الطبيعة "ماجن الشيطان"، وهي منطقة رطبة مدرجة بقائمة رامسار، والمعروفة ببحيرة النيلوفر (النيلوفر الأبيض) و المخثات الفريدة من نوعها في شمال إفريقيا. ويشتمل الموقع، الذي يمتد على 7 هكتارات في ولاية بنزرت (ساحل معتمدية سجنان) على تنوع نباتي وحيواني استثنائي، ويعد ملاذا للعديد من الأنواع النادرة والمهددة.

تحتضن محمية ماجن الشيطان مجموعة متنوعة من النباتات النادرة، منها النيلوفر الأبيض والحوذان المائي، وهو نبات مائي، بالإضافة إلى Isoetes histrix، الذي يعد مهددا في العديد من المناطق المتوسطية. كما يوجد بالمنطقة ذاتها السراخس الملكية، وهي نوع من السراخس التي تنتشر عالميا ولكنها غالبا ما تكون مهددة.

وتواصلت فعليات الورشات العلمية والمؤتمرات، بعد الزيارات الميدانية، تعزيزا لوعي الطلبة بأهمية المحافظة على هذه البيئات الطبيعية الثمينة.

في اليوم الرابع من التظاهرة زار المشاركون موقع قرعة سجنان، الذي أدرج منذ فيفري 2021 ضمن قائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية. وتعتبر قرعة سجنان من أكبر الأراضي الرطبة الطبيعية للمياه العذبة في تونس بمساحة تصل إلى 1200 هكتار.

و يُعد الموقع ذي أولوية للحفاظ على الطبيعة، وقد تم الاعتراف به من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة كمنطقة نباتية مهمة ومنطقة رئيسية للتنوّع البيولوجي.

بحيرة سجنان هي بحيرة قديمة تم تجفيفها في الستينيات. وأظهرت دراسة حبوب اللقاح الأحفورية أنها كانت موجودة منذ نهاية العصر الجليدي الأخير، قبل حوالي 20 ألف سنة. ورغم الجفاف الذي أدى إلى اندثار محلي لعشرات الأنواع من النباتات، إلا أن الموقع لا يزال يشهد على تنوع بيولوجي هام، بما في ذلك أكثر من 200 نوع من النباتات الرطبة.

توجد في الموقع العديد من النباتات المهددة على المستويين العالمي والإقليمي، منها المجموعة الوحيدة في العالم من نبات الحُمَّاض التونسي، والمجموعة التونسية الوحيدة من Persicaria amphibia، وأكبر مجموعة عالمية من السرخس المائي القزم، وأكبر تجمع في شمال أفريقيا من Elatine campylosperma.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد الموقع موطنًا لـ Pleurodeles nebulosus، وهو حيوان برمائي مستوطن في الجزائر وتونس ومصنف على أنه مهدد.