ظاهرة "سحابة الفطر" في سماء تونس: مشهد مبهر... بلا خطر

شهدت ولاية نابل يوم السبت 5 جويلية 2025 ظاهرة جوية غير مألوفة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد الإنترنت صوراً لسحابة ضخمة ظهرت في السماء على شكل "فطر عملاق"، شبّهها البعض بانفجار نووي بسبب شكلها العامودي قبل أن تتحول إلى غطاء أفقي كثيف.
الجدل الذي أثارته هذه السحابة دفع بإذاعة الديوان أف أم إلى استضافة الخبير في الشأن المناخي والبيئي حمدي حشاد ضمن برنامج "ويكند على الكيف"، من أجل توضيح طبيعة الظاهرة وحقيقتها العلمية.
الجدل الذي أثارته هذه السحابة دفع بإذاعة الديوان أف أم إلى استضافة الخبير في الشأن المناخي والبيئي حمدي حشاد ضمن برنامج "ويكند على الكيف"، من أجل توضيح طبيعة الظاهرة وحقيقتها العلمية.
"ما ثماش لا نووي لا كارثة"... السحابة طبيعية ومألوفة
طمأن حشاد المواطنين مؤكداً أن هذه الظاهرة الجوية ليست غريبة من الناحية العلمية، بل تُعرف باسم "سحب الركام المزني (Cumulonimbus)"، وهي سحب تتشكّل عند توفر عناصر جوية معينة، أبرزها:* رطوبة مرتفعة
* هواء ساخن يصعد بسرعة نحو الأعلى
* تبريد مفاجئ في الطبقات العليا
وأضاف أن الشكل "الفطري" أو "النووي" ينتج ببساطة عن وصول السحب إلى طبقات الجو العليا حيث تتوقف عن الصعود وتبدأ بالتمدد أفقيًا، ما يمنحها هذا المظهر الضخم والمخيف للوهلة الأولى.
"ما شفناش حاجة جديدة، لكن الناس ما تعودتش على رؤية سحب بهذا الحجم وبذلك الوضوح"، يقول حشاد.
لا تهويل… ولا علاقة مباشرة بتغير المناخ
وعن إمكانية ربط هذه الظاهرة بالتغيرات المناخية، أقرّ حشاد بوجود عوامل مساعدة غير اعتيادية هذه الفترة، مثل:* ارتفاع حرارة مياه البحر
* تسارع وتيرة تشكل الظواهر الجوية المركبة
* تزامن أنواع مختلفة من السحب في وقت وجيز
لكنّه شدد على أن الظاهرة نفسها ليست جديدة، وقد تم رصدها في تونس منذ الستينات، إلا أن توثيقها اليوم صار أكثر سهولة وانتشاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
"نعم هناك تغيّر في الوتيرة، لكننا لم نبلغ بعد درجة الخطر أو الكارثة"، حسب تعبيره.
تأثير محدود على الفلاحة والملاحة الجوية
وأشار الخبير إلى أن مثل هذه السحب يمكن أن يكون لها بعض التأثيرات المحددة، لا سيما في:* الأنشطة الجوية: حيث يتعين على الطيارين تجنب التحليق في محيط هذه السحب بسبب التيارات الهوائية القوية.
* القطاع الفلاحي: بسبب إمكانية ترافقها أحياناً بأمطار غزيرة ورياح شديدة، ما يستدعي الحذر خاصة في المناطق الزراعية المكشوفة.
شحنة طاقية هائلة… لكنها لا تمثل خطراً مباشراً
في شرح علمي مبسط، أوضح حشاد أن هذه السحب تحمل طاقة هائلة قد تعادل استهلاك طاقي لمدينة صغيرة على مدى يوم كامل، وتصل سرعة الرياح داخلها إلى مئات الكيلومترات في الساعة.لكنّه عاد ليؤكد أن هذه الطاقة محصورة في طبقات الجو العليا ولا تهدد سلامة المواطنين مباشرة.
"عوموا عادي واطمئنوا"... لا داعي للهستيريا
في ردّه على حالة الهلع التي سادت في بعض الشواطئ بعد انتشار صور السحابة، قال حشاد:"الحديث عن منع السباحة أو تجنب الخروج لا أساس له من الصحة... لا توجد أي جهة رسمية أصدرت تحذيرات من هذا النوع".
وأوضح أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإصدار تحذيرات تتعلّق بالسلامة أو منع السباحة هي:
* المعهد الوطني للرصد الجوي
* وزارة الداخلية
* البلديات المعنية
* وزارة الصحة
وبالتالي، دعا إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات أو التأويلات العشوائية التي تروج على شبكات التواصل.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 311264