إعلامنا ما بعد الثورة

لا يمكن في ظل مانعيشه اليوم من كرامة وحرية عظيمة بفعل ثورة الشباب المباركة أن نتجاهل أحد أهم الوسائل التي ساهمت في إنجاح الثورة وإيصال كلمة الثوار داخليا وخارجيا
نعم إنه الإعلام الذي كان زمن النظام السابق مجرد بوق دعاية رخيصة للرئيس وحاشيته وتسويق إنجازات وهمية لا تغني ولا تسمن من جوع ورغم تنوع المشهد آنذاك إلا أن في مجمله كان يصب في مصلحة النظام وحسبنا وقتها وكنا مخطئين كإعلاميين أن وجود بعض البرامج الهادفة هي بداية لتحرير السلطة الرابعة من القيود إلا أننا تقينا بعد انهيار حكم بن علي أن كل تلك البرامج كانت تغطية للجرائم الكبرى في حق الشعب التونسي الذي كان أكثر وعيا بهذه الحقيقة منا كإعلاميين
وحتى تلك الشخصيات التي سوقت للنظام تلاشت بعد نجاح الثورة رغم أن بعضها تمادى في محاولات تضليل الشعب ودعم رأس النظام والتهليل له حتى قبل يوم من سقوطه ليتم كشف اللعبة بعدها وتختفي تلك الوجوه عن الساحة الإعلامية إلى الأبد
نعم إنه الإعلام الذي كان زمن النظام السابق مجرد بوق دعاية رخيصة للرئيس وحاشيته وتسويق إنجازات وهمية لا تغني ولا تسمن من جوع ورغم تنوع المشهد آنذاك إلا أن في مجمله كان يصب في مصلحة النظام وحسبنا وقتها وكنا مخطئين كإعلاميين أن وجود بعض البرامج الهادفة هي بداية لتحرير السلطة الرابعة من القيود إلا أننا تقينا بعد انهيار حكم بن علي أن كل تلك البرامج كانت تغطية للجرائم الكبرى في حق الشعب التونسي الذي كان أكثر وعيا بهذه الحقيقة منا كإعلاميين
وحتى تلك الشخصيات التي سوقت للنظام تلاشت بعد نجاح الثورة رغم أن بعضها تمادى في محاولات تضليل الشعب ودعم رأس النظام والتهليل له حتى قبل يوم من سقوطه ليتم كشف اللعبة بعدها وتختفي تلك الوجوه عن الساحة الإعلامية إلى الأبد
هذه التجربة الذي عاشها الإعلام التونسي في مرحلة الثورة انعكست إيجابيا عليه بعد سقوط حكم بن علي فحاول تفادي غضب الناس من خلال تقديم اعتذار رسمي للشعب التونسي وتحميل التعتيم الإعلامي الذي حصل للنظام وبعض الشخصيات المرتبطة به ليتغير بعد ذلك الخطاب الإعلامي بصفة كلية وغير متوقعة أذهلت حتى تلك القنوات العربية والأجنبية التي طالما هوجمت من بعض قنواتنا الخاصة والحكومية نتيجة تغطيتها المنحازة في بداية الثورة حسب اعتقادهم أو حسب ما يمليه النظام عليهم

والآن بدأنا نشاهد حرية إعلامية ملحوظة رغم الفروقات بين القنوات والإذاعات والصحف الخاصة والحكومية وهو أمر طبيعي وموجود حتى في أكبر الديمقراطيات في العالم
فمن الطبيعي أن تكون هنالك بعض التجاوزات غير المقبولة في الخطاب الإعلامي من قبيل تصفية الحسابات أو تجاهل بعض الأحداث كالتعتيم على مسيرات القصبة وتبني الموقف الكامل للحكومة إضافة إلى رفض التلفزة الوطنية استقبال بعض الوجوه التي كانت توصف بأنها متشددة سواء في التيار الإسلامي أو الشيوعي باعتبار أن الحرية الإعلامية جديدة وغير مألوفة
و رغم ذلك فإن بعض هذه الخطوط الحمراء تم تجاوزها في وسائل الإعلام الخاصة حيث استدعت قناة حنبعل حما الهمامي زعيم الحزب الشيوعي واستقبلت بعض الإذاعات الجهوية شبه الحكومية كإذاعة صفاقس والمنستير بعض قيادات حركة النهضة الإسلامية
وعلى كل حال ورغم الاتهامات المبالغ فيها لبعض السياسيين للإعلام الوطني بأنه قد تراجع عن وعوده الذي قطعها للشعب بعد انتصار الثورة وأصبح منبرا لخطاب الحكومة والاتهامات المتبادلة من الإعلام لبعض تلك الأطياف السياسية بأنها تستغل منبرها الإعلامي الحر لتصفية الحسابات القديمة وتجاوز القانون بالتهجم على من يخالفونهم الرأي فإن هذا لا يمنع حسب كثير من المحللين والمتابعين داخل البلاد وخارجها بأن السلطة الرابعة في تونس عادت لتمارس صلاحيتها دون ضغط أو خوف تحت شعار لا ديمقراطية من دون إعلام حر
كريـــــــــــــــم
Comments
32 de 32 commentaires pour l'article 32459