تقارب بنسق جنوني بين تركيا وبلد المليون شهيد.. بربروس في الجزائر !

نصرالدّين السويلمي
أكّدت سفيرة تركيا بالجزائر ماهينور أوزدمير غوكتاش أنّ الجزائر ستحتضن جانبا من تصوير المسلسل التاريخي العملاق بربروس، وقالت في برنامج على قناة الشروق "نعمل حاليا على أن تكون الجزائر ضمن السيناريو، وأن تُصوّر أحداث منه في الجزائر، لكي تكون جزءا من هذا العمل التاريخي الكبير"، كما تحدّثت عن اللقاء المرتقب للجنة التركيّة الجزائريّة الذي من المتوقّع أن يشهد توقيع اتفاقيّات تاريخيّة بين البلدية تقفز بالعلاقة وتفتح صفحة جديدة من التعاون المكثّف في المجال الاقتصادي والثقافي وخاصّة الأمني والعسكري، أين قدّمت تركيا عروضا مغرية للجانب الجزائري الذي يخصّص سنويا أكثر من 10 مليار لشؤونه العسكريّة.
أكّدت سفيرة تركيا بالجزائر ماهينور أوزدمير غوكتاش أنّ الجزائر ستحتضن جانبا من تصوير المسلسل التاريخي العملاق بربروس، وقالت في برنامج على قناة الشروق "نعمل حاليا على أن تكون الجزائر ضمن السيناريو، وأن تُصوّر أحداث منه في الجزائر، لكي تكون جزءا من هذا العمل التاريخي الكبير"، كما تحدّثت عن اللقاء المرتقب للجنة التركيّة الجزائريّة الذي من المتوقّع أن يشهد توقيع اتفاقيّات تاريخيّة بين البلدية تقفز بالعلاقة وتفتح صفحة جديدة من التعاون المكثّف في المجال الاقتصادي والثقافي وخاصّة الأمني والعسكري، أين قدّمت تركيا عروضا مغرية للجانب الجزائري الذي يخصّص سنويا أكثر من 10 مليار لشؤونه العسكريّة.
وفي سياق ترسيخ العلاقات التاريخيّة الثقافيّة، استقبل حفيد قائد الأسطول البحري العثماني خير الدّين بربروس باشا، محمّد جلادت نازم بربروس أوغلو، السفير الجزائري لدى أنقرة مراد عجابي في بيته بإسطنبول، نشرت ذلك الصفحة الرسميّة لسفارة الجزائر بأنقرة. ولعلّ لذلك علاقة بالعمل الفنّي الضخم بربروس الذي رشّح لأداء دور البطولة فيه النجم التركي إنجين آلتان دوزياتان إلى جانب أولاش تونا آستبه، وأكّد صنّاع هذا العمل التاريخي أنّ الميزانيّة التي رصدت للمسلسل هي الأضخم على الإطلاق. ومن المتوقّع أن يقيم آلتان وبقيّة النجوم وأطقم التصوير لشهور في الجزائر. ويبدو أنّ وزارة الثقافة المصريّة دخلت على الخطّ بعد أن تأكّدت مشاركة المخرج المصري عادل أديب في تصوير المسلسل وقد أسندت له مهمّة المشاهد البحريّة والواضح أنّنا لا نتحدّث عن المخرج كفرد وإنّما عن أطقم كاملة ستعمل إلى جانبه.

وتعمل الجزائر على الخروج من ثقافتها الخارجيّة المتحفّظة والانفتاح على كبرى دول العالم الإسلامي خاصّة بعد الخور الذي لاح على الدول العربيّة في علاقتها بالتطبيع وانصياعها المهين لكوشنير بطريقة غير مسبوقة، وفي هذا الصدد أشار البروفيسور محمّد سليم قلالة أستاذ العلوم السياسيّة بجامعة الجزائر في مقال نشرته جريدة الشروق المقرّبة من النظام الجزائري إلى إحياء العلاقات الإسلاميّة في شكل كومنولث إسلامي، وجاء في مقاله "يبدو لي أنّه رغم هذا الغرق في القضايا الداخليّة، ورغم هذه الصراعات البينيّة بين المسلمين التي يتمّ تغذيتها من قبل الغرب بكافة الوسائل، بإمكاننا اليوم إحياء فكرة كومنولث إسلامي جديد كما كتب مالك بن نبي رحمه الله ذات مرّة. وأمامنا على الأقل ثلاثة بلدان بادرت للعمل منذ 2019 باقتراح من محمّد مهاتير بهذا الاتجاه: تركيا وماليزيا وباكستان… ما الذي يمنع من اعتبار ذلك تجديدا لفكرة الوحدة الإسلاميّة والدفع بها إلى الأمام بانضمام دول أخرى مثل تونس والجزائر؟ ألا تُخرجنا مثل هذه الغايات الكبرى إلى أفق أوسع، وتجعلنا نُدرك أنّ الحلّ لا يكون أبدا بالقدرات الخاصّة لكلّ دولة؟ أليس تحالف القوى الغربيّة هو الذي يصنع قوّة كلّ دولة فيه ويُمكّنها من تحقيق مصالحها؟ متى اختلف الغربيّون عندما يتعلّق الأمر باستغلال ثروات المسلمين وإمكانياتهم؟"
الكلّ يقترب من الكلّ، والكلّ يبحث عن مصلحته مع الكلّ، والكلّ يعمل على جني الأرباح لبلاده ، الكلّ يعمل على توسيع علاقاته وتنتيش ما يمكن تنتيشه من مصالح في عالم صعب مسرع مزروب تتسابق دوله لإدراك لقمة عيش شعوبها.. الكلّ يفتح الأبواب للآخر ويتحرّك باتجاهه ويعرض الصداقة والشراكة.. وحدها هذه الأشياء المحنّطة التي تنغصّ علينا تونسنا، تأبى التخلّي عن فِرتِها الأيديولوجي وتصرّ على رهننا لجثة سوفييتيّة تنكّر لها أصحابها وخلعوها من ربقتهم قديما... يستكثرون على تونس بعض الرّبح بل كل الرّبح! كما استكثروا عليها أن تفلت ثورتها من مصير ثورة 25 يناير وثورة 11 فبراير وثورة 17 فبراير وثورة 15آذار..
الصورة : سفير الجزائر في تركيا يقابل حفيد بربروس
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 218297