توزر: حفيدة أقدم صنّاع الفخّار في الجريد.. تطوّع الطّين منذ الصغر وتجابه به ظروفا صعبة في الكبر

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/6252abf918df77.07862293_flopkqejmihgn.jpg width=100 align=left border=0>
screen grab /TAP


وات - تحرير صالحة محجوبي - عالم الفخّار والطين عالمها، ولدت لتجد نفسها محاطة بأسرة لا تمتهن غير هذه الحرفة فقد كان جدّها وأباها من أقدم صنّاع الفخار في مدينة توزر، وكان لأسرتها شرف الحفاظ على مهنة صناعة الآجر التقليدي من الطين الأحمر، وكذلك هي وأخوتها الذكور لم يشذوا عن إرث العائلة فقد تحوّلت هذه الصناعة الى رمز أسرتهم وموردهم الوحيد.

نورة الغربي ليست المرأة الوحيدة التي تمتهن صناعة الفخار وتحسن خلط الطين لكنها تعدّ استثناء في بلاد الجريد، فمنذ طفولتها كانت ترافق والدها في أفران صنع الآجر التقليدي، وتوقد له الموقد لتجفيف قطع الاجر، وتخلط معه أنواع الطين مع بعضها، حتى ألفت هذا العالم وتحوّل الى جزء منها.

...

وهي تسرد سنوات الطفولة بكثير من الحنين تؤكد أن والدها كان تقريبا الحرفي الأكثر شهرة في جهة الجريد يصنع الجرار ويتجوّل بها ليبيعها في باقي مدن الولاية على غرار حامة الجريد، ونفطة، ودقاش، فتعلّمت منه حرفتان صناعة الفخار وتجارتها في نفس الوقت.

أما اليوم، وبعد انقضاء سنوات العمر، وجدت نفسها مضطرة الى إعالة نفسها وأمها الطاعنة في السن وأحد أشقائها المريض، لا سيما وأن لبقية اخوتها أسرا يعيلونها، حسب قولها، فاختارت أقرب شارع من منزلها بـ"طريق النفلايات" لتبيع فيه بعضا من منتوجها ومنتوج اخوتها، بالإضافة الى أوانٍ فخارية أخرى لحرفيين من خارج أسرتها.
ويعتبر شهر رمضان، بحسب تأكيد نورة، فرصة لتحسين دخلها، باعتباره يشهد اقبالا من المستهلك على أواني الفخار أكثر من غيره من أشهر السنة، لذلك تعمل خلاله على توفير كميات محترمة من الاواني الصغيرة والكبيرة، وأواني الطبخ والزينة وغيرها، على أمل أن يدر نشاطها دنانير تجنّبها الحاجة، وتلبي طلباتها وطلبات والدتها، دون أن تضطر لطلب المساعدة من أخوتها.

تبيع منتوجها على قارعة الطريق بشكل موسمي أحيانا وكامل أيام السنة أحيانا أخرى دون أن تتمكن من تجهيز محل تنشط فيه كامل أيام السنة، فهي تحلم بتطوير عملها وتحسين مردوديته الاقتصادية حتى تتمكن من خلاله من مجابهة ظروف اجتماعية صعبة فُرضت عليها وقبلت تحمل المسؤولية عن طواعية.
"سنوات عمري التي تناهز الستين" تقول نورة "لا تمنعني من الحلم بتحسين وضعيتي الاقتصادية والاجتماعية ما دمت مسؤولة عن اعالة غيري إذا ما توفرت لي الامكانية وإذا وجدت المساعدة،" وهو حلم مؤجل بعض الوقت في انتظار أن تتوفر الإمكانيات لذلك، وفق تعبيرها.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 244325


babnet
All Radio in One    
*.*.*