قيس سعيد : مدفوع إلى السياسة ''مكرها'' مشيا على حبال ''الخطاب الثوري'' و''الشعب يريد'' (بورتريه)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5cffad726481e5.48064475_hflpokqgnjeim.jpg width=100 align=left border=0>


وات - قيس سعيد، المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، أستاذ جامعي مختص في القانون الدستوري، حجز مكانا له في المشهد العام في تونس بعد الثورة، وخاصة خلال فترة كتابة دستور البلاد الجديد، بمرافقة أعمال المجلس الوطني التأسيسي، وتوضيح المسائل القانونية الدستورية للرأي العام، إلى أن قرر منذ ما يناهز السنة، وبعد أن أحيل على شرف المهنة، أن يقتحم عالم السياسة، ولكن من باب مغاير لما هو معهود.

أثار انتباه الرأي العام من خلال استخدامه المتقن للغة الضاد في كل تدخلاته وتصريحاته للصحافة، لا تسمعه أو تراه يتكلم في حواراته الإعلامية إلا العربية الفصحى ولا تراه يبتسم البتة، إذ تنضح من ملامحه جدية رجل القانون الأكاديمي المغرق في المعرفة والعلم، إلى درجة أن البعض يتندر بوصفه بـ"الرجل الآلي".





سعيد، البالغ من العمر 61 عاما، وأصيل ولاية سوسة، ما فتئ يؤكد أنه ترشح "مكرها"، وأنه غير مدعوم من أي حزب، لأنه يرى أن عهد الأحزاب قد "أفلس وولى"، وأن السلطة "ستكون بيد الشعب الذي يقرر مصيره ويسطر خياراته"، وسمى هذا التوجه بـ"الانتقال الثوري الجديد".
وقد أكد الأكاديمي، "الجدي الصارم الثابت على مواقفه"، توجهه هذا، حين صرح بأنه سيقدم تعديلات في الدستور "ليكون البناء قاعديا"، واختار بالتالي عبارة "الشعب يريد" شعارا لحملته الانتخابية، لتلخص تمسكه بأهداف الثورة التي قامت أساسا ضد منظومة حكم رزحت تحتها تونس منذ الاستقلال.
لم يخف قيس سعيد خلفيته الفكرية "المحافظة"، من خلال مواقفه العلنية من مسائل أثيرت في تونس، ووصفت بأنها تمس المنوال المجتمعي، على غرار موقفه من المساواة في الميراث، إذ اعتبر أن الفكرة هي عبارة عن املاءات خارجية، وأن النص القرآني لا يقبل التأويل.
وقال دفاعا عن موقفه وتقاطع أفكاره "الدينية" مع حركة النهضة: "القضايا المطروحة بالنسبة للتونسيين لا تتعلق بالإسلام السياسي، بل بقضايا اجتماعية واقتصادية، لست وصيا على أي كان، والإسلام السياسي من المفاهيم التي تم وضعها من الخارج ... الله لم يتوجه الى الإسلاميين في القرآن ... توجه إلى المؤمنين وإلى المسلمين، وملك الوحي جبرائيل عليه السلام نزل على الرسول الأعظم بالوحي لأول مرة في غار حراء، وليس في مونبليزير (شارع وسط العاصمة يضم المقر الرئيسي لحركة النهضة)".
ولئن اعترف بأنه لم يكن ثوريا ومعارضا للنظام السابق بالمعنى المتعارف عليه، إلا أنه أكد أنه رفض الكثير من المناصب في العهد السابق، على غرار مستشار ورئيس ديوان، قائلا في أحد حواراته الصحفية " قلت لا، يوم كان البعض ممن يظهرون اليوم في وسائل الإعلام يتمنون الاقتراب من دائرة القرار".
بهذه الأفكار استطاع الأكاديمي سعيد، أن يحصد إعجاب عدد من الشباب الذين أنشأوا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمساندته، منبهرين بزاده العلمي، وبما يتميز به من طلاقة لسان ونظافة يد وتعاطف مع هموم الشعب... أفكار جعلت من "حلم" السلطة يخامره بنية التغيير، نحو النمط الثوري، الذي يعيد للشعب اعتباره.
ولئن أعجب البعض بهذا الوضوح والبساطة في توجهات قيس سعيد، إلا أن البعض الآخر انتقد هذه الطريقة في التفكير والتوجهات واعتبروه أحد تمظهرات خطاب "الشعبوية"، الذي طبع حديثا المشهد السياسي في تونس وفي العالم، نظرا إلى أنه خير أن يتوجه إلى الشعب مباشرة، حيث ليس لديه مدير مالي أو مدير حملة انتخابية أو مكتب إعلامي وغيره من الأدوات المتوفرة لمنافسيه الــ25 من المترشحين للانتخابات الرئاسية.
ويرد قيس سعيد على منتقديه بأنهم "لم يفهموا شباب الثورة.. وأن البناء يجب أن ينطلق من المحلي فالجهوي فالوطني ليكون فعلا معبرا عن الإرادة الحقيقية للشعب"، فهل سيختار الشعب من اختار أن ينطلق من الشعب وإلى الشعب؟؟؟.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 188797

Tomjerry  (Tunisia)  |Lundi 9 Septembre 2019 à 14:41           
حقيقة، علاش مانختاروش شخص بعيد عن دوّامة السياسة (لا أقصد السيد قيس سعيد)

الكل نعرفو خبث ودنس ونجاسة السياسة، ومهما كان السياسي موضوعي راهو لازم باش إراعي مصلحتو في بعض الأحيان.

وفكرة سي قيس اللّي الأحزاب ماعادش تجيب همّها فكرة واقعية


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female