نوردو ... رحلة فنان لم يفقد البوصلة

حلّ مغني الراب التونسي نوردو، ضيفًا على برنامج "كورنيش" على إذاعة موزاييك ، في حلقة اتسمت بالصدق والحميمية، استعرض خلالها مسيرته الفنية من البدايات الصعبة إلى صعوده أحد أكبر مسارح العالم العربي في مهرجان موازين بالرباط.
لحظة العمر في "موازين": فرح ممزوج بالرهبة
لحظة العمر في "موازين": فرح ممزوج بالرهبة
عبّر نوردو عن سعادته الغامرة حين تلقّى خبر مشاركته في مهرجان موازين، واصفًا تلك اللحظة بأنها كانت "مخلوطة بين الفرحة والخوف" بسبب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام جمهور واسع ومسرح مرموق مثل "مسرح النهضة".
"فرحت وخفت في نفس الوقت... موازين مش سهل، لازم تكون قدّ المقام".
وأوضح أنه عاش أيامًا من التوتر والقلق قبل الحفل، وكان يستيقظ باكرًا رغم قلّة النوم، إلى أن شعر بوعكة صحية خفيفة على خشبة المسرح بسبب الحماس الزائد، لكنه واصل العرض باحترافية دون أن يلحظ الجمهور شيئًا.
"كي رجعت من موازين... بكيت من الفرحة"، قالها نوردو متأثرًا.
عائلة مبكّرة ومسؤولية مبكّرة
استعرض نوردو جانبًا من حياته الشخصية، مشيرًا إلى أنه أصبح أبًا في سن التاسعة عشرة، ما فرض عليه مسؤوليات كبيرة في سن صغيرة."كان عليا نخدم على دار وعلى عايلة... قلت لازم نكون راجل".وأكد أنه يحاول التوفيق بين عمله الفني وتربية أبنائه، رغم شعوره بالتقصير أحيانًا، بسبب انشغاله الدائم بالجولات الفنية والتصوير والتحضير.
ذكريات القطار والنوم في الشوارع
استعاد نوردو محطات من طفولته القاسية، حين كان يبيت أحيانًا في القطار أو في الشارع لأنه لم يكن يرغب في أن يكون عبئًا على أسرته، خاصة في ظل ظروف مادية صعبة ومعارضة والده لتوقّفه عن الدراسة."بيت في الترينات ونمت في التراب... وكنت نرجع للمرسى على ساقيا"، قالها بتأثر وهو يستعيد تلك المشاهد المؤلمة.
دعم غائب... ودعم مفاجئ
تحدّث نوردو أيضًا عن الأشخاص الذين خذلوه، والذين لم يتوقع أن يتخلوا عنه حتى بالكلمة الطيبة، في مقابل آخرين فاجأوه بالدعم والحضور، منهم من سافر من تونس إلى المغرب خصيصًا لمؤازرته."ناس ما كنتش نستنى فيهم وقفوا معايا، وناس كنت نعوّل عليهم، ما لقيتهمش".
موسيقى بين الراب والمزود... وإصرار على التميّز
في سياق النقاش حول إقصاء بعض الألوان الموسيقية من المهرجانات التونسية، اعتبر نوردو أنّ ما يطلبه الجمهور هو الذي يجب أن يُقدّم، مشيرًا إلى أن المزود والراب من أكثر الأنماط استماعًا في تونس."أنا بديت راب، لكن نخدم اليوم بلوز، ريغي، مزود، وكل لون يقرّبني من الناس".
وأضاف أنه لا يعتمد فقط على الأداء بل يشارك في التوزيع والتلحين والسينوغرافيا، مؤكدًا أنه يعمل بإخلاص ويترك عمله يتحدث عنه دون الحاجة إلى "لايفات" أو ضجيج إعلامي.
لحظة إنسانية مؤثرة مع صديق الطفولة
في مشهد مؤثر، استُضيف صديق طفولته "تربى" عبر تسجيل صوتي، وجّه له رسالة صادقة:"نوردو طيب برشا ويحب الخير للناس الكل... وإن شاء الله ربي يعطيه ما يستحق".
لم يستطع نوردو حبس دموعه، متأثرًا بصوت الصديق الذي تشارك معه فصول البدايات في حيّ شعبي واستوديو صغير، قائلاً:
"صحيح تبدّل كل شيء... لكن فما حاجات تبقى في القلب".
من القاع إلى القمة... نوردو يواصل
من نومٍ على رصيف القطار إلى ملايين المشاهدات على يوتيوب، ومن معاناة في الأحياء الشعبية إلى وقوف على مسارح كبرى مثل قرطاج وموازين، يواصل نوردو رحلته بتواضع وإصرار."أنا نخلي خدمتي تحكي عليّا... ونحب ولادي يكونوا خير مني"، ختم الفنان.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 311257