حتى لا يخدعنا السياسيون مرة أخرى ....

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/arp130917x1.jpg width=100 align=left border=0>


عادل البوغانمى

حتى لا ينخدع شعبنا مرة أخرى ويفوت على نفسه فرصة امتلاك القرار بيده وممارسة حقه في اختيار من يشرف على تسيير شؤونه بصدق ونزاهة في المناسبات الانتخابية القادمة وخاصة الانتخابات البلدية أصبح ضروريا التنبيه إلى الخداع السياسي كممارسة اليوم للانقضاض على السلطة.

فالذي يهدد المسار الذي تعيشه بلادنا ليس في انتخابات شفافة ونزيهة وملاحظين ومراقبين فالعملية الانتخابية يمكن أن توفر لها كل الضمانات لتتم في ظروف طيبة ولكن نتائجها مرتبطة أساسا بمدى يقظة الشعب وتفطنه إلى الخداع السياسي وفي صعود فئة سياسية استغلت وسائل الخداع والإشهار والمال بإخفاء حقيقتها التي ترتكز على المصلحة الخاصة وتنمية رأس المال الشخصي وهي ديكتاتورية اشد فتكا من كل الديكتاتوريات السياسية.



فالانتباه والحذر الشديد للذين ركبوا موجة الثورة وأصبحوا رموزا للحراك الشعبي والمناضلين الجدد الذين أصبحنا نراهم وقد صعدوا على حساب آلام الشعب وشقائه.

الحديث عن الخداع سيكون من المنظور السياسي بعيدا عن العلاقات الاجتماعية والحياة اليومية للمواطن العادي فالإجماع حاصل على ان الخداع في السياسة حتمية لا مفر منها وتمثل الدبلوماسية أرقى شكل من أشكال هذا الخداع وهي اللحاف المزركش الجميل لهذه الممارسات.

احداث مركز إنذار مبكر .... وتجريم الخداع السياسي

في هذا الظرف الحساس التي تعيشه بلادنا كان لزاما على مكونات المجتمع المدني أن تنبه إلى خطر الخداع السياسي واستغلال راس المال والتوظيف الديني. ودوره الاساسي هو توفير المعلومة واظهار الحقيقة وايصالها الى المواطنين سلسة وغير مفبركة وصحيحة بدون خلفيات او توظيف وقد شغلت هذه الممارسات عديد المفكرين حتى أن اليونسكو نظمت دورات وعدة ورشات عمل حول مسالة القيم والمبادئ والخداع السياسي فاللجوء الى استعمال القيم والمبادئ والدين للخداع السياسي للشعوب أمر خطير من حيث توظف كل هذه المسائل النبيلة في خدمة الطموحات الشخصية والسعي إلى السلطة والمجد بما يحمله من رفعة ورغد العيش والسيارات الفاخرة. الخ........

فالعقد الاجتماعي الذي بربط السياسيين بمجتمعاتهم هو أن الديمقراطية هي تفويض لسلطات الشعب للسياسيين لإدارة شؤونه وتحسين ظروف عيشة حسب ما يتطلع إليه وفي صورة الإخلال تتم محاسبة هؤلاء.
فإطلاع الشعب عن الحقيقة والمعلومات الصحيحة عن الاحزاب والفاعلين في المشهد السياسي تجعله محصنا من كافة أشكال الخداع ولا بد من فضح كل المعطيات الزائفة والمفبركة والتجارية.

فالخداع السياسي لا بد أن يجرم مثل الجرائم الأخرى وهو أخطر وأشد فتكا باعتباره يصيب شعبا بكامله بمختلف مستوياته ومؤسساته اقتصاديا واجتماعيا، فهو خيانة للأمانة التي عهدت إلى السياسيين وثقة الشعب فيهم، فالمنظومة السياسية والممارسة داخلها تشجع على الكذب والخداع وإظهار الأشياء على غير حقيقتها وإلباسها الحلل الزاهية إيهاما للشعب بأنها الحقيقة
فدور المجتمع المدني مهم وأساسي ويتطلب تضافر الجهود وتوفير عديد الآليات والإمكانيات ليلعب دوره كصمام الأمان.

ولمجابهة هذه الظاهرة كان لزاما على المثقفين والمجتمع المدني العمل على تغيير العقليات والسلوكيات لدى عامة الشعب ودعوته إلى الفطنة والحذر وتعرية الحقائق الزائفة والأساس في هذا العمل هو اطلاع الشعب على الحقائق كل الحقائق وإرساء مبدأ معرفة الحقيقة و اعتباره كحق من حقوق المواطن يتنزل المنزلة الدستورية حتى لا تصبح ممارسة السياسة كفعل تجاري يتزاحم عليها كل هب ودب لبيع منتوجه وبرامجه في غياب تام لقوانين تحمي المواطن من هذا الخداع والتحيل.

تفكيك العلاقة بين الاعلام والسياسة.....ميثاق شرف :
الاعلام يلعب دورا مزدوجا من حيث مجابهة الخداع السياسي او المساهمة فيه وهو من الأدوات الرئيسة التى يتم تطويعها واستغلالها لممارسة الخداع فهي تساهم في الترويج والتأثير وتوجيه الراي العام باعتبار المصداقية وشرف المهنة التي يتحلى بها الاعلامي فهي الأداة القوية التي يكرسها الساسة بتسخير المال والسلطة والنفوذ لتبليغ كذبهم وتحيلهم عبر شبكات إعلامية موجهة بالاستعانة بالدراسات والمهندسين والمختصين في مجالات الترويج والدعاية والأمثلة كثيرة نراها اليوم في واقعنا.
فوسائل الإعلام بما تمثله من صحافة مكتوبة و"تلفزة" و"إذاعة"..الخ أصبحت ذو انتشار واسع وتدخل البيوت دون استئذان وتأثيرها على الملايين لا يدع مجالا للشك وهي تحرك وجهة الرأي العام وتسخيرها لخدمة السياسة والاقتصاد والحروب أصبح أمرا محسوما حتى أننا أصبحنا في عصر أصبحت فيه هندسة الحروب وصناعتها من فعل الإعلام واصبح له تأثير كبير على تحديد أنماط السلوك وتفعيل المعارك السياسية والانتخابية وحتى إسقاط دول والأمثلة عديدة في المشهد اليومي.
فالإعلام قد ينخرط في هذه اللعبة دون تمحيص أو بفعل فاعل والسياسيين مستعدون لمصافحة حتى الشيطان إذا كان يخدم مصالحهم ويحقق أهدافهم.
وتفكيك العلاقة بين الإعلام والسياسة المتداخلة والمترابطة صعبة جدا باعتبار أن الأهداف تتداخل وتتشابك ويصعب التفريق غالبا بين نوايا و غايات الأطراف المتدخلة في هذا الشأن فوقوف المثقفين و المجتمع المدني ضد كل أشكال الكذب والخداع السياسي يختلف باختلاف توجهاتهم فمنهم من يتصدى باعتباره يدافع عن المبادئ السامية والأخلاق ومنهم من يستعملها كطريقة للي ضراع الخصم السياسي وبلوغ مآرب أخرى وفي هذا السياق كان من الضروري العمل على زيادة الوعي بجوهر وشكل الأكاذيب السياسية وأساليبها وتمكين الشعب من القراءة المتأتية في برامج الساسة وما يتضمنه من وعود في الاقتصاد والديمقراطية والحرية ...
فالإعلام يوفر للسياسة أدوات التحليل والاستفتاءات ويساعده في تحديد إستراتيجيته وهو دور خطير عند حياده على المبادئ الأخلاقية والمهنية الشريفة ويصبح ضد مصلحة المجتمع والفرد لصالح فئة قليلة من السياسيين همهم "السلطة"
فالذي يجيب الشعب عن تساؤلاته هو الإعلام وهو الذي يسعى لمعرفة الحقائق مثلا "ما حقيقة الأزمات التي تمر بها البلاد" "كيف الخروج من هذه الأزمات" "ما هي الحلول اقتصاديا، اجتماعيا وسياسيا" " ، ...الخ"
فالإجابة وتوفير المعلومة للشعب هو دور الإعلام الحقيقي الوطني الذي يخدم مصلحة البلاد فليس من المقبول أن توهم الشعب بخطر داهم وعدو مستتر لتلهيته عن مشاغلة الحقيقية وتكبله بالأوهام لتترك المجال للسياسيين لتمرير برامجهم وبلوغ غاياتهم السلطوية

إحداث مركز للتوثيق والأرشيف السياسي
يعتبر التوثيق وحفظ الأرشيف عنصرا مهما في توفير المعلومة وتحليلها وإيجاد المستندات لمحاسبة السياسيين فهي توفر المادة الأساسية لمعرفة الحقائق والاستناد بها للقيام بالتحليل الموضوعي والدقيق اعتمادا على الوثائق والشواهد والدلائل وتاريخ الأحزاب وهو دور بقدر ما يلعب الإعلام دورا فيه فإن منظمات المجتمع المدني مطالبة هي كذلك بإعطاء هذا البعد الإستراتيجي أهمية كبرى من حيث أنها تلعب دورها في محاسبة رموز السلطة وكشف الخداع بتوفير الحجة والبيان فمن كان بعيدا عن ممارسة الفعل الاجتماعي والسياسي لا يمكن إن ينتصب اليوم كمدافع عن الحقوق وكمتفهم لمشاغل هذا الشعب ومعرفة احتياجاته ويوهم الناس بالإنقاذ والرقي والتقدم كما فعل أسلافهم ويتفننون في التلفيق والخداع واستمالة الرأي العام بأدوات مبهرة
فالانتهازيون لهم القدرة على التكيف وتزييف الحقائق، بالاعتماد على وسائلهم القوية ورأس المال للتضليل السياسي واستغلال الدين وعقائد المجتمع ومبادئه السمحة وتبني مواقف هم لا يؤمنون بها ولكنها تخدمهم في مرحلة معينة في اجل المصالح العدائية والحزبية الضيقة وتتغير بتغير الظروف.

الثورة الثقافية تأخرت .... اين المثقفين في تونس؟
الدعوة إلى المثقفين وكل مكونات المجتمع المدني الذي يطمع إلى إن تكون بلادنا بحق بلد حر وديمقراطي يحلو فيه العيش التصدي لهذه الممارسات السياسية والتعاطي معها بكل شجاعة حماية لمصير الشعب وهم يمثلون صمام الآمان فكل الوعود التي نسمعها اليوم والشعارات كانت بالأمس القريب تشبهها ولتكن لنا ذاكرة قوية "لا تنمية بدون ديمقراطية" والديمقراطية هي السبيل الوحيد لبناء الوطن" "والتشغيل أولويتي" "والشغل من كرامة المواطن" وتحسين الدخل الفردي الخ... فهذه الشعارات والبرامج كانت المصيدة لتوريط العديد من المثقفين في العهد السابق وإغرائهم للانخراط في منظومة الديكتاتورية إضافة إلى أساليب اخرى كإعطاء المناصب وتحسين الوضعية الاجتماعية وتمكينهم من أدوات النفوذ والسلطة والتقرب من أصحاب القرار، فلا يمكن في ظروفنا الحالية أن تزايد الأحزاب السياسية عن ارثنا وقيمنا الحضارية أو عن مواطنة التونسي فنحن شعب لنا حضارة ولنا قيم ولنا انتماء يمتد إلى 3000 سنة لا يقبل المزايدة أو التوظيف فهذا الشعب يريد معرفة الحقائق واطلاعه عليها وكشف المستور حتى يذهب إلى صناديق الاقتراع بكل وعي وثقة في اختياره
وأسوق حادثة لتشرشل حيث مرّ على قبر كتب عليه"الزعيم السياسي والرجل الصادق" فقال كيف يرقد الاثنان في نفس القبر" فالسياسة ليست لها دين ولا قيم ولا عقيدة وهي تستبيح كل الوسائل لبلوغ الغاية. وقد قال توفيق الحكيم "لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم والمصلحة الشخصية هي الصخرة التي تتحطم عليها المبادئ".

فشعبنا مدعو اليوم إلى الفطنة واليقظة وإلى مساءلة كل الساسة والأحزاب لعدم خداعة باسم الدين أو رأس المال فإعطاء صوته لمن يستحقه هو الفوز الحقيقي ضد معركة الديكتاتورية لان طرق الخداع أصبحت أكثر ذكاءا وحنكة وإقناعا وهي أدوات ناعمة في مجملها اكثر من ذي قبل مما يمثل تحديا حقيقيا للنخبة المثقفة والمجتمع المدني للتصدي لمختلف أشكال الخداع السياسي والسياسات التي في ظاهرها إصلاح وحقيقتها خداع فلا بدّ من توحيد القوى الاجتماعية والمنظمات المدنية لفضح ومجابهة ومنع الوصول إلى السلطة للتغول واحتكار الثروة

فشعبنا يريد سياسة تبنى على وقائع.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 147720

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 11:10           
مقال ممتاز حول معضلة الخداع السياسي المستفحلة في تونس والتي تتطلب مواجهة من المجتمع المدني وفي مقدمتها مواقع التواصل الإجتماعي وانتظار الزمن حتى تنمو شجرة المعرفة في أوساط الشعب ويكتشف ولو نسبيا فرقعات إبليس المدعم بالمال والإعلام لترسيخ ثقافة -قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ -فالخداع السياسي لا يمكن تحييده في أي مكان من العالم ولكن بالامكان احداث قوة موازية له وهي مهمة فريق آدم في تنافسه مع فريق إبليس
.ففي مجتمع إنفعالي فإن التفوق لإبليس وتمدده مقابل إنحسار آدم الذي يستهدف العقول .

NOURMAHMOUD  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 10:47           
الأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام و.. كلها تخدم من يمولها.
التلفزة الوطنية و توابعها الشعب هو الذي يمولها عبر الستاغ إذا فلا بد أن تكون في صف الشعب ولم لا انتخاب من يشرف عليها مباشرة.
من وقع انتخابه في سلطة لن يملك صكا على بياض لأنه متعاقد مع منتخبيه على أساس تنفيذبرامج وعد بها فإذا أخلف وعده ولم يحقق حتى50/100 منها فلا بد من النزول للشارع - في نطاق القانون - والمطالبة بإعادة الانتخابات.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 06:50           
من سيربح المعركة أنصار الدستور التوافقي أم الانقلابيين ؟


اليوم هناك دستور .. اليوم هناك مكينة داخل قصر قرطاج مؤيدة من طرف دول أجنبية الامارات ، السعودية ، مصر الخسيسي ، إسرائيل ، تريد الإنقلاب على الدستور و النظام السياسي كله ، حتى على الاستحقاقات التي في السابق حددت موعدها (17 ديسمبر 2017 الانتخابات البلدية) ... ما العمل ؟ البكاء على خيارات خاطئة في الماضي ، أننا لم نكن ثوريين بح؟ اليوم لا يجب أن نتحسر على خيار الديمقراطية .. اليوم يجب أن نعالج مواقع الضعف ، اليوم يجب أن نجمع شتات المؤمنين بأهداف
الثورة ، و نحدد فضاء المعركة. ليس هناك خيار آخر ناجح .. و المعركة ستكون مربوحة 100% لصالح الدستور التوافقي ، لصالح الشعب . أما إذا يحدث تحالف موضوعي جديد مع بعض كلاب اليسار ، فحزب النهضة لا يمكنه المواجهة لوحده على مستوى القيادات .. المنابر الاعلامية سوف يتمكن منها الانقلابيين كالعادة .. و يبقى لهاملين أهداف الثورة قواعد كل الحزاب التي تؤمن بأهداف الثورة و بأن تكون تونس دولة ديمقراطية . و القواعد الحزبية سوف تحسم المعركة في الشارع سلميا و بدون
صمود لسراق قصر قرطاج .. القوات الأمنية سوف تحمي الممتلكات العامة و الجمهورية الثانية ، جمهورية رستور 27 جانفي 2014 . القوات الأمنية لا يمكن أن تدافع عن الحزب الأغلبي (لكن دون أغلبية في مجلس الشعب) في إنتخابات 2014 .. لقد سقط في الشارع .. أنهى مرحلته النيابية لوحده .

و هذه هي معركة الغد و فضاءها الحقيقي و الوحيد هو الشارع ، بكل سلمية . اليوم نفسنيا من يمكن له الخروج للشارع و الدفاع عن نداء السراق و الإنقلابيين.

إختراق الدستر خيانة للجمهورية ، النداء في واضح النهار بمبادرة إستبدال النظام السياسي خيانة لإنجازات الثورة .

أين من ينزل لتنادي بإنتخابات تشريعية في القريب العاجل. و حكومة أ ج م (OGM) ، تستقيل غدا ، و يوكل لها وضع كل الامكانيات أمام هيئة الإنتخابات المستقلة لإقامة الإنتخابات التشريعية و البلدية من هنا لآخر العام .
يوم 17 ديسمبر 2017
هذه هي المعركة و فضاءها أمامنا .

Mandhouj  (France)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 06:44           
الاعلام له دور .. و من يربح الثورة الرقمية سيكون له دور أيضا ...

Wahabi  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 00:51 | Par           
يا إخوتنا في النهضة و الله إني لأشفق عليكم و أخاف أن يكنسكم الشعب كما كنس التجمع المقبور الذي أعدتموه إلينا. هذا القانون الذي مررتموه خطير جدا و هو قد مسّ الوتر الحساس للشعب التونسي. هذه المرة الثورة قادمة بسرعة و سيصدمكم الشعب جميعا لأنكم ظننتم أن الشعب قد مات. أنتم مخطؤون هناك شباب غاضب و في حالة غليان ينتظر فرصة قادحة تحرر غضبه الكامن. و اني لأظن هذا القانون هو ما سيحرر غضب الشباب المظلوم، و إذا تحرر غضبه فسيكون ثورة لا تهدأ حتى تسحق كل ظالم تآمر على هذا الشعب و صادر إرادته و هضم حقوقه. يا إخوتنا في النهضة اسحبو هذا القانون ، و ساهمو في الطعن فيه و إلغائه و تبرّؤوا منه اليوم قبل الغد. يا إخوتنا في النهظة، ثورة الشباب قادمة مهرولة، فكونوا أذكياء و اعلمو متى تعودون في صف الشعب و تتخلّون عن موقع الظالمين و تتصالحون مع شعبكم لا مع جلاديكم و جلادي شعبكم. أخرجو اليوم قبل الغد من فوّهة المدفع. لا تكونوا في وجه الثورة، فلا أحد يصمد في وجهها، هذه سنة الله في الكون و هذا دأب التاريخ. لا تكونوا أغبياء و كونوا أذكياء كما عهدتكم. الأمر لم يعد يحتمل التحاذق و التذاكي و النفاق السياسي مع الشعب. اللعبة التي تلعبونها لم تعد مضحكة بعد الآن، و لم تعد في صالحكم، مهما كان من يقودكم و يمنّيكم. كلّ حجيج نفسه، و الكل سيحاسب. المرحلة مرحلة وضوح اليوم ، لا مكان للتلاعب و الضبابية بعد اليوم، و كل إجابة غير واضحة سوف تحسب إجابة خاطئة : إما مع الثورة و إما ضدها ؟ إما مع الشعب و إما ضده ؟ حددوا إجابتكم بسرعة و بوضوح. فالثورة قادمة ، و إن ماطلتم أو تلكأتم في تحديد موقعكم، فستكنسكم الثورة و يجرفكم السيل الهادر. و سيأتي الله بقوم خيرا منكم.

Wahabi  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 00:18 | Par           
يا إخوتنا في النهضة، لا عليكم في الجبهة و المرزوقي و ..و ..و. فلنترك العناد و التحاذق و المناورة السياسوية جانبا. ولنرجع إلى أصل الموضوع : المصالحة بلا محاسبة، و إن كان القانون أولي و سطحي و لا يشمل إلا حالات قليلة و غير خطيرة، فهو ظالم و خاطئ من حيث المبدأ، فهو لا يحاسب الجاني، و لا يعيد الحق للمظلوم ، و هو ضد المنطق البشري الذي ينبني على العدل، و هو رغم بساطته قانون خطير يناقض المبادئ التي قامت عليها الثورة و سيفتح الباب على مصراعيه للعصابة للتوسع في قاعدة المصالحة و سن قوانين أكثر شناعة و انقلابا على ثورة الشعب : فلما لا نسن أيضا قانونا يصالح الطرابلسية، و قانونا آخر يعفو عن بن علي و يعيده للسلطة و ... و ..و الإحتمالات لا تنتهي.

Wahabi  (Tunisia)  |Vendredi 15 Septembre 2017 à 00:05 | Par           
يا اخوتنا في النهضة أدعوكم للسعي لسحب هذا القانون أو التبرأ منه أمام الله و أمام الشعب. لا تأخذكم العزّة بالإثم، و لا تجعلكم عداوتكم لخصومكم الإيديولوجيين تتمسكون أكثر بهذا القانون الظالم. رغم اختلافنا معكم و رغم مؤاخذتنا لكم على سلبيتكم و عدم كفائتكم، إلا أننا نشهد أنكم لم تساهموا في ظلم الشعب منذ بداية الثورة، فلا تكن هذه أول خطوة تشاركون فيها في الظلم، فإنكم مؤتمنون فلا تكونوا من الظالمين. الظلم ظلمات يوم القيامة، و الشعب التونسي لا يسامح من ظلمه. ولتكن لكم في التجمع عبرة، فإن وضعتم أنفسكم في صفه فلا تلوموا إلا أنفسكم.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female