نفوق دلفين في شاطئ حمّام الأنف يثير القلق حول تلوّث المياه وغياب الحوكمة البيئية

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/686b68cbd6fd20.30366681_fjnligohqpmek.jpg width=100 align=left border=0>


أثار نفوق دلفين على شاطئ حمّام الأنف، صباح السبت 5 جويلية 2025، حالة من الصدمة والاستياء في صفوف الأهالي والناشطين البيئيين، خاصة بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الصحة منع السباحة بالشاطئ المذكور نتيجة تردّي نوعية مياهه وارتفاع مؤشرات التلوّث.

الحادثة التي تم توثيقها عبر فيديو نشره الناشط المدني عصام بن مراد، وُصفت بأنها دليل جديد ومؤلم على تدهور البيئة البحرية في المنطقة، رغم المحاولات السابقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الشاطئ التاريخي والشعبي الذي يرتاده الآلاف من العائلات محدودة الدخل.






شهادة من الميدان: "شاطئنا يحتضر... والدلفين ليس أول الضحايا"

في مداخلة ضمن فقرة Arrière Plan من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة، قال الناشط عصام بن مراد، وهو من أبناء المنطقة، إن ما حدث هو نتيجة مباشرة لحالة الإهمال التي يعيشها الشاطئ، رغم زيارات سابقة لرئيس الجمهورية ومحاولات لتحسين الوضع البيئي.

وأوضح بن مراد:
"نعيش في منطقة أصبحت تُعامَل كأنها هامشية ومهمَلة، رغم رمزية شاطئها وتاريخه... الناس لم تعد قادرة على السباحة، والأطفال يرون البحر لكن لا يستطيعون دخوله بسبب التلوث...".

وأشار إلى أن الدلفين النافق لم يظهر عليه أي أثر خارجي للعنف أو الجروح، ما يرجّح فرضية تأثره المباشر بتلوّث المياه، خاصّة وأن مخلّفات بيئية وبقع داكنة شوهدت تطفو على سطح البحر في محيط الشاطئ.


تلوّث المياه: بين عجز السلطات وغياب المسؤولية المجتمعية

المتدخلون في الحوار أشاروا إلى أن التلوّث الحاصل لا يمكن اختزاله فقط في تقصير الجهات الرسمية، بل هناك أيضًا مسؤولية تقع على عاتق بعض المواطنين الذين يساهمون في تلويث الشاطئ بترك النفايات والبلاستيك، دون وعي بأهمية الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي.

وفي المقابل، اعتبر بن مراد أن بلدية المكان تشتغل بموارد ضعيفة، و"ما تنجمش تواجه هالكم الهائل من المشاكل البيئية وحدها"، داعيًا إلى تفعيل دور الديوان الوطني للتطهير بصفة عاجلة، خاصة وأن قنوات الصرف ما تزال تُصبّ مباشرة في البحر على طول الشريط الساحلي.


دعوة لحل جذري

وجّه عصام بن مراد رسالة واضحة للسلطات المعنية، قائلاً:
"ما نطلبوش المعجزات، نحبّو فقط حلولًا ملموسة، وخاصة تسريع مشاريع تصريف المياه المستعملة، اللي كان مفروض تنطلق من عامين... البحر ما عادش يستنى".

وختم حديثه بالتنبيه إلى أن الأزمة الحالية لا تهدّد فقط الصحة العامة، بل أيضًا الحق في الترفيه والاصطياف، خصوصًا للعائلات الضعيفة الدخل التي لم يعد بإمكانها التنقل إلى شواطئ بعيدة.


مناشدة للمجتمع المدني والإعلام

في ختام الفقرة، شدّد فريق برنامج "صباح الورد" على أهمية أن يكون المجتمع المدني والإعلام طرفًا فاعلًا في الضغط والمرافقة والمساءلة، معتبرين أن ما يحدث في حمّام الأنف اليوم قد يتكرّر غدًا في مواقع أخرى، إذا لم يتم تعزيز ثقافة البيئة والمحاسبة.


نفوق الدلفين في شاطئ حمّام الأنف ليس حادثًا معزولًا، بل عرض لأزمة بيئية بنيوية، تستدعي تحركًا عاجلًا ومتعدد الأطراف. فبين ضعف الموارد وغياب التخطيط البيئي ولامبالاة البعض، تبقى البيئة البحرية هي الضحية الأولى... وقد لا تكون الأخيرة.





Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 311298


babnet
*.*.*
All Radio in One