عيدكم مبروك.. "وينو حق الملح؟"

حياة بن يادم
تقبل الله صيامكم و قيامكم، كان الرسول صلى الله عليه و سلم يودع رمضان بقوله " اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فأجعلني مرحوماً ولا تجعلني محروماً".
تقبل الله صيامكم و قيامكم، كان الرسول صلى الله عليه و سلم يودع رمضان بقوله " اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فأجعلني مرحوماً ولا تجعلني محروماً".
تستقبل الامة الاسلامية عيد الفطر المبارك بطعم الكورونا. حيث فرض جدوله الزمني فلا صلاة عيد جماعة، و لا تبادل لزيارات المعايدة، و لا خروج الاطفال للملاهي. كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي استفحلت مع الجائحة فرضت على ميزانية العائلة التنازل عن شراءات مقترنة بالعيد، مثل انواع من الحلويات التي تحتوي على المكسرات باهظة الثمن. و اكتفت بحلويات مصنوعة من السميد و التمر.
تشترك الدول الاسلامية بنفس العادات و التقاليد في الاحتفال بعيد الفطر المبارك مثل صنع الحلويات و شراء الملابس الجديدة خاصة للأطفال و منحهم "العيدية" أو "المهبة". لكن ما يميز تونس عن بقية الدول هي عادة متوارثة من العهد العثماني متمثلة في "حق الملح". و هو عبارة على تكريم المرأة لما تبذله من جهد مضاعف في تحضير الاطباق في شهر رمضان المعظم. وتتمثل في هدية يقدّمها الزوج لزوجته و تكون عادة قطعة من المصوغ ذهبا أو فضة كل حسب مقدرته.
و ترجع تسمية "حق الملح"، في كون الزوجة و هي صائمة تقوم بتذوق الطعام دون ابتلاعه حرصا منها أن تكون درجة الملوحة مناسبة للعائلة.
هذه العادة تسير نحو الاندثار في ظلّ تراجع الإقبال على ممارستها من قبل العائلات التونسية. و أسباب اندثارها اقتصادية، حيث شهدت السنوات الفارطة ارتفاع جنوني في أسعار الذهب. و اجتماعية، حيث كانت عادة منتشرة جدا عندما كانت المرأة ملازمة للبيت. أما الآن و مع خروجها لسوق العمل فهي تحمل الأعباء مع الرجل في الخارج بسبب متطلبات الحياة المكلفة، و تجد نفسها وحيدة في تحمل أعباء الداخل. و أصبح مطلبها تخفيف العبئ عنها في هذا الشهر الفضيل الذي يتطلب جهدا مضاعفا.
في آخر ليلة من رمضان المعظم، و قبل أن ينتهي الشهر الفضيل نسأل الله الفوز الحقيقي صدقا لقوله تعالى "فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز".
عيدكم مبروك.. "وينو حق الملح؟".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 203797