قيس سعيد يتقن لغة رابعة....

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d80a7169c1e46.28333754_miljqpgohfnke.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم



حتى قبل ان تفرج الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن قرارها، المؤرخ في 17 سبتمبر 2019، المتعلق بالتصريح على النتائج الاولية للدورة الاولى للانتخابات الرئاسية لسنة 2019، و التي آلت عمليات الاقتراع و الفرز و جمع النتائج الى النتائج الاولية، التى تقول، ان قيس سعيد تحصل على المرتبة الاولى بنسبة 18.4 بالمائة، ليكون منافسه في الدور الثاني نبيل القروي المسجون على ذمة قضايا تتعلق بتهمة الفساد و التهرب الضريبي المتحصل على 15.6 بالمائة، بدأت الحملة في التشكيك في الحر و في نزاهته من طرف "السيستام"، و بدا الذهول واضحا على بقية المترشحين من نتائج صناديق الاقتراع ليوم 15 سبتمبر 2019.




و لتفكيك و فهم ما جرى يوم 15 سبتمبر 2019، تفيد معلومات تقديرية تقول، أن الفئة العمرية المتراوحة بين 26 و 45 سنة هي أكثر من صوتت لقيس سعيد، منها 20.6 بالمائة يملكون مستوى تعليم ثانوي و 24.7 بالمائة لهم مستوى جامعي اي تقريبا نصف المصوتين لهم مستوى متقدم من التعليم مقارنة بمنافسه نبيل القروي، الذي أكثر من صوتت له الفئة العمرية المتراوحة بين 46 و 60 سنة، من بينهم 40.8 بالمائة غير متمدرسين و 20.6 بالمائة مستوى تعليم ابتدائي، لنستخلص ان اكثر من 60 بالمائة من الناخبين لهم مستوى متدني من التعليم.
لكل ما سبق، نستخلص درسين، الدرس الاول يقول، و مقارنة بالانتخابات السابقة التي وقعت على وقع الاستقطاب بين منظومة قديمة و منظومة جديدة و بين الهوية و بين نمط عيش التوانسة، فان هذه الانتخابات تختلف عن مثيلاته ليكون الفصل بين الاجيال و مستوى التمدرس في الخيارات هو السمة الابرز. أما الدرس الثاني فيقول، انه ترشح لهذه الانتخابات الصفات التالية: رئيس دولة و رئيس مجلس نواب و رئيس حكومة و وزير لينطق الصندوق و يختار من خارج السلطة.

لفهم انجذاب الشباب المتمدرس للمترشح قيس سعيد، نحاول التعرف على الرجل فنجده رجل تعليم استاذ القانون الدستوري اي يشبه مريدينه، و لا اريد المزيد من التفصيل في ميزات الرجل الذي سبقوني زملائي في تعديدها.
لكن الملفت للانتباه ان الرجل لم يقم بحملة انتخابية على الطريقة الكلاسيكية كبقية المترشحين، بل اكثر من هذا اعتبرها حملة تفسيرية تفاعلية مع الشباب و ليست انتخابية بقدر ما هي توعوية، بدون تكلف و بظهور باهت في وسائل الاعلام.
و لمزيد التاكد، استفسرت من ابني الطالب ذو 19 ربيعا الغير متسيس على خلاف اخته، ما الذي جعلك تصوت لقيس سعيد؟ فاجابني "الشبيبة على الفايسبوك يقولو انو راجل باهي"، بهذه الكلمات تيقنت ان رحى المنافسة الانتخابية تدور بعيدا عن الاضواء و عن وسائل الاعلام الكلاسكية و في غفلة من "السيستام"، لتكون مواقع التواصل الاجتماعي هي ارض المعركة.
يتبين و ان الرجل اختار هدفه بدقة، و اختار ارض المعركة، و قام بتمكين الشباب من حملته بعد ان قام بترجمة لغته الى لغتهم، ليصبح كل شاب مديرا و ناطقا رسميا لها، في حين ان بقية المترشحين قاموا باسقاط حملتهم على الشباب.
بعد اتقان المترشح قيس سعيد للغة عربية فصحى و لغة ثورة 17 ديسمر و لغة القرآن المبين، نكتشف ان الرجل يتقن لغة رابعة.. انها لغة شبابية فايسبوكية بامتياز.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 189614


babnet
*.*.*
All Radio in One