بعد'' قطع الطريق ''، المانيا تشهد انتخابات ''فتح الطريق''

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
اعلن مكتب حركة النهضة في المانيا انه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية الجزئية و ذلك التزاما بقرار مجلس شورى الحزب و بالتالي عدم المنافسة على المقعد البرلماني عن دائرة ذلك البلد الاوروبي ، و في الان نفسه يدعو الجالية التونسية للمشاركة بكثافة لحماية المسارين الانتخابي و الديمقراطي ،،
اعلن مكتب حركة النهضة في المانيا انه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية الجزئية و ذلك التزاما بقرار مجلس شورى الحزب و بالتالي عدم المنافسة على المقعد البرلماني عن دائرة ذلك البلد الاوروبي ، و في الان نفسه يدعو الجالية التونسية للمشاركة بكثافة لحماية المسارين الانتخابي و الديمقراطي ،،
نقول ، ما دمتم لستم معنيين بالمقعد و اقصيتم انفسكم فما يعنيكم سواء شاركوا في الانتخاب او بقوا في بيوتهم ؟؟
تشارك الاحزاب في الانتخابات عبر تقديم مرشحها او تدعو انصارها للتصويت لمرشح تدعمه ،او تقاطع الانتخابات و تدعو انصارها للمقاطعة ، و استنبطنا في تونس موقف "قطع الطريق " كما فعلت الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية سنة 2014، اما ان تدعو النهضة انصارها للمشاركة بكثافة في الانتخابات (مقعد المانيا ) و تمتنع عن المشاركة فهذا يسمى "فتح الطريق " امام السيد حافظ قايد السبسي .
تتطلب السياسة شجاعة و صراحة و اين العيب اذا قالت انها تدعم مرشّح نداء تونس لانه حليفها في السلطة . من يدعو للمشاركة بكثافة يحدد هدفه بدقة ، فالسياسة اهداف و نتائج ،،اما البيانات الضبابية فهي تتناقض مع الديمقراطية الحقيقية .
طبعا هذا اذا حللنا بالمنطق الديمقراطي ووفق المواقف التي تعبر عنها الاحزاب عبر بياناتها و حضورها الاعلامي ، لكن المتابع لما يجري في تونس يعلم دون عناء ان مرشح نداء تونس حافظ قايد السبسي يسير في طريق مفتوح نحو مقعد تحت قبة برلمان باردو و ربما ماهو اكبر من نائب في البرلمان ، و حركة النهضة لا تريد ان تعرقل وصوله بعد توافق الشيخين و الشراكة الحكومية بين الحزبين الكبيرين في تونس ، و لو ارادت النهضة المنافسة لاستطاعت هزمه بسهولة بسبب حضورها القوي في المانياىمنذ الهجرة القسرية للكثير من منتسبيها و قياداتها زمن المحرقة النوفمبرية ، والتونسيون هناك عانوا من الوشايات و الرقابة التي كان يمارسها ازلام النظام البائد و بوليسه السياسي .
عندما نتصفح شبكة التواصل الاجتماعي نجد تاييدا للسيدة هايدا ليمام



رغم ان "لو " في اللغة العربية تفيد المستحيل ، فاننا نطرح السؤال التالي : هل كان نداء تونس سيتصرف مثل النهضة لو كان في موقعها ؟ الا نفرغ الديمقراطية من محتواها بسبب التوافق ؟
الغريب ان قيادات النداء تقول انه توافق الاكراهات السياسية و نتائج الصندوق ، يعني لو حصدوا الاغلبية فلن يحتاجوا للتحالف مع احد . اما النهضويين فاقول لهم : اليس حجم نتائج الصندوق هو الذي اربك خصومكم ؟
و يبقى السؤال : ماهو الثمن ؟ فلا توجد مواقف سياسة مجانية الا في جمهورية افلاطون .
كاتب و محلل سياسي
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 149233