وتحدث المدير العام المكلف لاتحاد وكالات الأنباء الإسلامية محمد عبد ربه اليامي، عن التحديات الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في وكالات الأنباء، فأكد أهمية انخراط وكالات الأنباء في هذا المسار التكنولوجي الذي أضحى ضرورة لنقل سريع لمجريات الأحداث والوقائع، منبها في المقابل إلى حجم التحديات الاخلاقية والقانونية التي قد تنجم عن الاستعمال المتزايد لهذه التكنولوجيا.

وشدد المتحدث في مداخلته على ضرورة الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي في نقل مضامين إخبارية على قدر عال من المصداقية والشفافية.

من جهتها لاحظت مديرة التعاون الدولي بقناة "بريكس تي في" ((TV-Brics، داريا ايفانكوفا إن مجال الذكاء الاصطناعي يشهد اليوم تطورا وانتشارا كبيرا، معتبرة انه من الصعب إنكار التأثير الواسع للذكاء الاصطناعي.

وكشفت ان شبكة تلفزيون "بريكس تي في"، بدأت فعليا في تطبيق الذكاء الاصطناعي في أقسام مختلفة من بوابتها الإلكترونية، مثل ركن الفيديوهات (Brics view)، الذي ينشر مواد إخبارية قصيرة وحقائق عن الخصائص الثقافية لبلدان مجموعة "بريكس" في شكل مقاطع فيديو.

ويستخدم موظفو هذه المحطة التلفزية، برنامج ذكاء اصطناعي لدبلجة مقاطع الفيديو، مما يبسّط العملية ويسرّعها إلى حد كبير، حسب المتحدثة التي أشارت إلى أن هذه القناة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعداد البرامج الإخبارية والرسوم التوضيحية للمواد النصية على المواد الإلكترونية.

وتحدثت داريا ايفانكوفا عن إطلاق مشروع خاص لتلفزيون "بريكس" قريبا حول آخر المستجدات لعلمية للعلماء الروس.

وتعتقد المتحدثة أن اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي لديه القدرة على إحداث تحول في هذا القطاع، يتطلب تقييماً جاداً لجميع المخاطر والفرص، واصفة التعاون الدولي بين الشركات الإعلامية بأنه أمر بالغ الأهمية لتطوير قطاع الإعلام بأكمله.

وأكدت أهمية تبادل المعلومات بين وسائل الإعلام الوطنية في مختلف البلدان، داعية الى دعم التعاون بين الأوساط الأكاديمية وصناعة الإعلام لتسهيل اعتماد الذكاء الاصطناعي.

ومن جهته، حذر الخبير الدولي في الأمن المعلوماتي حلمي الرايس خلال مداخلته بعنوان "أي مخاطر سيبرينية للذكاء الاصطناعي"، من أن العالم السيبرني في سياق الذكاء الاصطناعي اضحى مجالا للهجمات والاختراقات.

ولئن توفر بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحماية المعلوماتية الا أن هذه التطبيقات يمكن أن تكون هي نفسها عرضة للاختراقات أو لنشر المعلومات الخاطئة والمضللة، وفق ما بينه الخبير، مبينا أن استعمال بعض التطبيقات قد يفضي إلى انتهاك الخصوصية من خلال انتحال شخصية.

وأشار إلى أنه ينجر عن الاستغلال غير السليم للذكاء الاصطناعي انتشار استعمال أدوات البروباغندا وكذلك تفاقم الصيد الاحتيالي وذلك من خلال استخدام روابط تفكك كلمات العبور، وروابط تمكن من فك شيفرة حسابات بنكية.

وبين المختص في الأمن المعلوماتي، ان سوء استخدام الذكاء الاصطناعي ينتج عنه أحيانا تطوير آليات التخفي إلى جانب زيادة مخاطر القرصنة، منبها من احتمالية لجوء كبرى الشركات المالية إلى الهيمنة والتأثير على المستهلكين باستخدام محتوى اشهاري مضلل يرتكز على الذكاء الاصطناعي.

من جهته، أبرز مدير النظم المعلوماتية بوكالة تونس افريقيا للأنباء، هشام الزمالي، أهمية ادماج التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة تحمي معطيات المستخدمين، مشيرا إلى ان وكالة تونس إفريقيا للأنباء انطلقت في استخدام التكنولوجيات الحديثة وذلك في اطار تنفيذ عملية شاملة للانتقال الرقمي في مختلف اقسام الانتاج الصحفي.

وبين ان الذكاء الصناعي سيفتح امام الوكالة مجالات واسعة لتطوير مضامينها الاخبارية ولا سيما على مستوى صياغة المضامين والترجمة وخاصة مع دخولها مجالات جديدة مثل انتاج الفيديو.

وقال الزمالي "يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في رقمنة ارشيف الوكالة الذي يمثل ثروة يرجع تاريخها الى 1961"، مشيرا الى ان التقنيات المعتمدة في التعرف على الصورة يمكن ان تساعد في رقمنة ارشيف الوكالة من الصور الذي يضم اكثر من مليون 500 الف صورة الى جانب الارشيف الورقي من البرقيات الذي يعود تاريخه الى 1950.

ومن جانبه، اعتبر المدير العام المساعد للتحرير لوكالة تونس افريقيا للانباء زهير الوريمي، في مداخلته بعنوان "أخلقة دور الذكاء الاصطناعي في خدمة وكالة الانباء"، انه رغم التطور الذي عرفه حقل الذكاء الاصطناعي فهو مصدر يحتمل وجود عديد المغالطات احيانا، باعتباره يحتوي على معلومات مخزنة من مصادر أو أشخاص أو مواقع الكترونية مختلفة، وهي معلومات قد تكون "خاطئة أو كاذبة أو منحازة".

وقال ان وكالة الأنباء تحتاج إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير انتاجاتها، وتوفير جهود صحفييها وإنشاء نظام لتسريع الترجمة، والكشف عن الصور المزورة وذلك دون اهمال الجانب الاخلاقي و"الديونتولوجي" للمهمة الاعلامية.

وفي سياق الدعوة الى "أخلقة" دور الذكاء الاصطناعي خدمة لوكالات الانباء، بين الوريمي ان فضاءات التعليم والتكوين في مجال الاعلام وصحافة الوكالة بالخصوص مدعوة الى االعمل على إدراج تنمية القدرات الأخلاقية في التعاطي مع تطور الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها التكوينية، داعيا في هذا السياق دعوة معهد الصحافة وعلوم الأخبار والمركز الافريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين الى مزيد الوعي بهذا التحدي وتوجيه البوصلة اكثر الى التحسيس بالجانب الأخلاقي في التعاطي مع الذكاء الاصطناعي.

وختم بالقول انه "لا يمكن ايقاف التيار الجارف للذكاء الاصطناعي لكن يمكن أخلقته وتاطير مساراته وأهدافه حفاظا على المهمة النبيلة لوكالة الانباء ومصداقيتها وموضوعيتها".

وقدم مدير عام الاقتصاد الرقمي بوزارة تكنولوجيات الاتصال، سامي الغزالي، من جهته، استراتيجية قطاع تكنولوجيات الاتصال "تونس الرقمية 2025"، مبينا أنها ترتكز بالخصوص على مراجعة الأطر التشريعية للرقمنة والإدماج الاجتماعي الرقمي وتقليص الفجوة الرقمية بين الجهات والفئات.

كما ستعمل استراتيجية قطاع تكنولوجيات الاتصال "تونس الرقمية 2025"، وفق المتحدث، على دعم التحول الرقمي للإدارة وتأمين الفضاء السيبرني وتطوير المهارات في هذا المجال.

واشار المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد اللومي خلال استعراضه للخطة الإعلامية للوزارة، إلى أن وزارة الخارجية حاضرة بكثافة على شبكة الأنترنت وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مفيدا بأن الوزارة أحدثت منصة "تونس الإعلامية" التي قال إنها تعمل على التواصل مع البعثات الديبلوماسية بالخارج والتعريف بأنشطتها المختلفة.

وتوفر منصة "تونس الإعلامية" أيضا فضاءات للتعريف بنجاحات التونسيين بالخارج والتعريف بتونس عموما على جميع المستويات بغية الترويج لها كوجهة سياحية واقتصادية.

يشار إلى هذه الندوة الدولية التي نظمتها وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) في إطار ترؤسها لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط "أمان"، سجلت مشاكة 10 وكالات أنباء وعدد من المحطات التلفزية من دول البحر الأبيض المتوسط، الى جانب ثلة من الخبراء وممثلي شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.