ورصد الاتحاد الاوروبي لهذا المشروع 2,5 مليون اورو منها 615 الف اورو موجهة لمشاريع المجتمع المدني في تونس، وقد سعت المنظمة الى مرافقة المجتمع المدني ومساندته من اجل البحث عن مصادر تمويل اخرى لضمان استمرارية المشاريع الصحية والتثقيفية والخدماتية الهامة.

وذكر عضو الجمعية التونسية للصحة الانجابية بتطاوين بشير بوعزيز، من جهته، ان مشروع "صحتي 2"، انجز خلال 260 يوم عمل ميداني في 08 مناطق ريفية، 04 منها في معتمدية تطاوين الشمالية وهي قصر اولاد سلطان ورمثة وتلالت ومغيط، والبقية (04 مناطق) بمعتمدية تطاوين الجنوبية وهي المزطورية وقصر اولاد دباب وراس الوادي والدويرات، حيث تم تقديم حوالي 7000 خدمة صحية تتعلق بالصحة الاساسية (صحية ونفسية واجتماعية وتثقيفية).
واضاف انه تم في هذا الاطار، التكفل ب114 امراة ضحية العنف من قبل اخصائية نفسية واجتماعية لمدة سنة، وقد حققت نتائج "باهرة" بالاستعانة بالشركاء، وتم فض عديد الاشكاليات الاسرية اضافة الى الاحاطة ب 1300 شاب بالتثقيف والتحسيس حول حقوقهم في الصحة النفسية والانجابية وايضا حوالي 400 رجل شاركوا في حصص تثقيفية منظمة ومفيدة في اطار منهجية معتمدة لتغيير مواقف وسلوك الرجال ازاء الصحة الانجابية و50 حصة للاولياء حول كيفية التعامل مع ابنائهم المراهقين والمراهقات وكيفية التواصل والاهتمام بهم لحمايتهم من مخاطر هذه المرحلة من العمر.
وحرص المشروع على تقديم خدمات صحية للنساء في بيوتهن بالوسط الريفي، ولا سيما الحوامل واللاتى ترغبن في استعمال موانع الحمل، وذلك عن طريق قافلة صحية تضم اخصائية نفسية واجتماعية، وقد استفادت اكثر من 30 امراة بالتصوير بالاشعة (مموقراف)، وتبين اصابة 6 منهن بسرطان الثدي، واستفادت 03 منهن بالتدخل الجراحي مجانا عن طريق طبيب متطوع، حسب ذات المصدر
كما تمكن عدد منهن من اجراء حوالي 140 تحليلا بيولوجيا وخاصة بالنسبة للحوامل، وتحصل 600 شخص (امراة ورجل) على ادوية عبر هذا المشروع، وتم ادماج عديد الاطراف العاملة في المدارس والممرضين والقوابل وتشريكهم في تحسيس وتوعية منظوريهم من اجل خلق مناخ ايجابي، وبعث خلية استماع بعدد من المدارس كانت لها مساهمة معتبرة في التقليص من مظاهر وحجم العنف وتحسين النتائج المدرسية، كما تمت اعادة حوالي 13 تلميذا الى مقاعد الدراسية بعد ان الانقطاع عنها.
وابرزت في هذا الاطار القابلة اكرام بن منصور، اهمية هذه التجربة التي خاضتها ميدانيا وقدمت خلالها الخدمات الصحة الانجابية والجنسية في اعماق الريف، بمعدل 08 مرات كل شهر، لمتابعة المشاكل الصحية والتثقيفية للمراة، اضافة الى كبار السن بخصوص الامراض المزمنة، وثمنت بالمناسبة التفاعل التلقائي للمراة مع هذا المشروع الذي افادهن بتقديم الادوية والنصائح والتثقيف بخصوص السرطانات الانثوية ومراقبة الحمل وغيرها.