القصرين: وحدة نموذجية لتحويل وتكييف المنتوجات الفلاحية بالشرايع-مشرق الشمس تنتظر منذ 4 سنوات ربطها بالضغط العالي



وات - تحرير منية تريمش - تحرس جبال المغيلة وسلوم وسمامة، ذات المناظر الطبيعية الخلابة والغطاء النباتي المتنوع والهواء العليل، أراضي الشرايع-مشرق شمس الفلاحية الخصبة بولاية القصرين التي تدعّمت بإحداث وحدة نموذجية لتحويل وتكييف المنتوجات الفلاحية تنتظر منذ أربع سنوات ربطها بالضغط العالي لتحقيق حلم 29 ألف ساكن يتعاطون النشاط الفلاحي بتثمين منتوجاتهم والقطع مع الخسائر التي يتكبدونها سنويا.
مروى صالحي أصيلة منطقة الشرايع-مشرق الشمس متحصلة على الماجستير في الفلسفة وعاطلة عن العمل تنشط في المجتمع المدني، بدأت منذ سنة 2011 ومجموعة من أبناء منطقتها (جلّهم من الشباب)، تخامرهم فكرة تحويل "الشرايع مشرق شمس" إلى قطب إقتصادي جهوي بتركيز سلسلة لثمين المنتوجات الفلاحية، فمشاهد التفاح والطماطم الملقاة في الوادي خلال فصل الصيف بين منطقة الشرايع والقصرين تفطر قلوبهم كما تؤرقهم عدم قدرة الفلاح على قطف ثمرة جهده وتكبده الخسائر.
وبناء على ذلك، أحدثت سنة 2018 "الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية الوفاء" بالشرايع على مستوى الطريق الوطنية رقم 13 وهي قائمة على الاقتصادي الاجتماعي التضامني كحل لتلك المعضلة، وتتولى حاليا مروى الكتابة العامة لهذه الشركة التعاونية التي تستهدف تأطير الفلاحين، وهيكلة تعاطي النشاط الفلاحي وتنظيمه، وهو ما تحقّق لهم علاوة على تقريب المواد الأولية والتجهيزات من الفلاحين.
وتأمل مروى صالحي أنّ تتعاون معهم السلط الجهوية لتسهيل عملهم حتى يتسنى لهم خلق ديناميكية في المنطقة، فبمجرد ربط الوحدة بالضغط العالي "يمكن توفير 350 فرصة عمل خاصة للشباب بالجهة، بعد أن تسنى إلى حدّ الآن وبتجربة تقليدية تشغيل 90 عائلة بالشرايع مشرق الشمس".
ويوضح رئيس مجلس إدارة "الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية الوفاء"، شكري الصالحي، وهو متقاعد من وزارة الدفاع الوطني، أنّ حلمه هو القضاء على التهميش والاحتكار وتثمين المنتوج الفلاحي في جهته، مبينا أن الشركة حققت إلى حدّ الآن أهدافها بنسبة 30 في المائة، وفي حال وقع ربطها بالضغط العالي يمكن الوصول إلى نسبة 100 في المائة من الآن وإلى حدود 2025.
ويحظى مشروع الوحدة النموذجية منذ انطلاقه بدعم من بعض مؤسسات التمويل الدولية، حيث تبلغ قيمة الاستثمار الجملية للمشروع في حدود 1 مليون و270 ألف دينار منها 374 ألف دينار دعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و170 ألف دينار تمويل ذاتي، وفي حدود 750 ألف دينار تمويل من الاتحاد الأوروبي، حسب الصالحي.
ورغم هذا الدعم مازال المشروع يعاني من بعض الصعوبات لنقل المنتوج من ضيعات الإنتاج إلى وحدة التحويل ومنها إلى ولاية منوبة، إذ "تبلغ كلفة نقل الكيلوغرام الواحد من الطماطم من ضيعة الإنتاج إلى وحدة التصدير بمنوبة 1200 مليم وهي كلفة باهظة جدّا"، حسب نفس المصدر.
وبدأت أوّل تجربة لتجفيف 300 طن من الطماطم تحت أشعة الشمس سنة 2020، حيث تمّ تحويلها إلى 30 طنّا من الطماطم شرائح مجففة، وارتفع الإنتاج سنة 2022 إلى 35 طنّا، ومن المتوقع أن يتطوّر خلال السنة الجارية إلى حدود 100 طن.
وتختص هذه الوحدة النموذجية في تحويل وتكييف الطماطم شريحة، ورقائق التفاح أو ما يعرف بـ"شيبس" التفاح، ومعجون وعصير وخلّ التفاح والخوخ والمشمش، وستكون جميعها متحصلة على شهادة "كلوبال كاب" المتعلقة بشروط السلامة الصحية، كما يتم تحويل مخلفات مختلف هذه المواد إلى مستسمد في إطار الاقتصادي الدائري.
وتقدر هذه الوحدة على إنتاج بين 150 طنّا و200 طن من التفاح في مرحلة أولى، وتحويل 30 طنّا من رقائق التفاح، وبين 5 إلى 10 أطنان من معجون وعصير وخل المشماس والخوخ، وسيقع تصدير نسبة 70 في المائة من مختلف المنتوج نحو ايطاليا وتوجيه البقية نحو السوق المحلية.
وأضاف صالحي أنّ المشروع، الذي انجز حاليا بنسبة 80 في المائة، سيوفر 550 موطن شغل مباشر وغير مباشر، إلّا أنّه يعرف تأخيرا تقريبا بأربع سنوات نتيجة عدم توفر الضغط العالي رغم جاهزية جلّ الآلات، فضلا عن تعطيلات المواطنين الذين يرفضون تمرير الضغط العالي على أراضيهم، وأخرى من الشركة التونسية للكهرباء والغاز، وفق تأكيده.
من جهتها، تقول رئيسة دائرة التمويل والتشجيعات والهياكل المهنية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، فاطمة حليم، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ الجميع يراهن على هذه التجربة التي يؤمل أن تشهد توسعة ويقع النسج على منوالها، سيما في ظلّ عدم توفر وحدة لتحويل المنتوجات الفلاحية بالجهة التي تعدّ 43 شركة تعاونية للخدمات الفلاحية تحظى بإحاطة هياكل الدولة ومشاريع التعاون الدولي، غير أنّ توفير الضغط العالي يعدّ معضلة للعديد من المستثمرين في الجهة.

Commentaires


0 de 0 commentaires pour l'article 263473



All Radio in One