تطاوين : حملة لمجابهة العطش جرّاء انحباس الامطار وانقطاعات مطوّلة للتزويد بمياه الشرب في انتظار المزيد من الموارد المائية

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/tataouine2015.jpg width=100 align=left border=0>


تعتمد قرابة 2700 عائلة موزّعة على 79 قرية وتجمّعا سكنيا في مختلف معتمديات ولاية تطاوين في حصولها على المياه على ما توفره 30 جمعية مائية منها 05 جمعيات فقط تتزوّد من آبار خاصة بها والبقية تتزوّد عبر شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه " الصوناد" التي توسعت طيلة السنوات الماضية حسب ما تحصل عليه مراسل (وات) من معطيات من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في تطاوين.

وقد اصبحت شبكة توزيع مياه " الصوناد" اليوم عاجزة على تأمين الضخ المتواصل للمياه في 433 كلم من القنوات التي توزّع المياه على منخرطي الجمعيات المائية في الأرياف، وبقدر ما ارتفعت نسبة التزوّد بمياه الشرب في الجهة من حيث عدد حرفاء شركة المياه(اكثر من 90 بالمائة) بقدر ما تعدّدت الاشكاليات والانقطاعات القصيرة منها والمطوّلة في السنوات الاخيرة جرّاء نقص الموارد المائية وتزايد عدد منخرطي شركاه المياه وارتفاع استهلاكهم فضلا عن نسبة الضياع التي مازالت في مستوى عال وغير مقبولة بكل المقاييس حسب ما أكّده أكثر من مرتبط بشبكة توزيع المياه ولا سيما من القاطنين في المناطق العليا لمراسل (وات).





ان ما لعبته الجمعيات الأهلية طيلة العقود الماضية من ادوار مهمة واساسية في ضمان الحدّ الأدنى من الموارد المائية لمتساكني المناطق الريفية ولمواشيهم لا سيما في فصل الصيف عند اشتداد الحر وفي المواسم الجافة جراء غياب الامطار بقدر ما اصبح دورها الان محدودا ويحمّل مسؤوليها أعباء تتجاوز حدود جهودهم التطوعية احيانا منها عدم سداد مشتركي الجمعيات المائية قيمة استهلاكهم للمياه لانهم غير راضين على الخدمات ونسق التزويد رغم غلق كافة الحنفيات الكبرى (Potence) لا سيما في الارياف اقتصادا لما يصلها من مياه وفق ما افاد به مصدر مطلع من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية مراسل (وات).
ويرى ذات المصدر ان الحلول الناجعة للوضع الراهن تتمثّل في جلب مياه الصحراء وقبلها الظاهر وتحلية المياه المالحة في منطقة الوعرة التي انتفعت بشبكة سقي للأغنام عبر مشروع التنمية الزراعية والرعوية في السنوات الماضية لا سيما وان طاقة المندوبية في إصلاح وتعهّد الفساقي لا تزيد عن خمسة او ستة فسقيات في السنة حسب تقديره.
وانطلاقا من ان الماء هو الحياة فان الاقتصاد وحسن استغلال الموارد المائية المتاحة هي افضل واقرب حلّ في هذا الوضع الصعب لا سيما وان اكثر من ثلث كميات المياه التي تضخّها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لمتساكني ولاية تطاوين تضيع في اعماق الارض نتيجة التسريبات والأعطاب التي تطرأ على الشبكة دون ان يتم إصلاحها او على الاقل القطع للحدّ من الضياع في مختلف مناطق الولاية وخاصة حيث يستوجب تجديد شبكة التوزيع التي أصبحت مهترئة وتجاوزت سنّها الافتراضي، كما ان الوعي بقيمة المياه وندرتها يستدعي القيام بحملات توعية وترشيد الاستهلاك في مختلف الفضاءات العامة والخاصة.
اليوم يشعر الجميع بالعطش جراء الجفاف الذي يتواصل للموسم الثالث على التوالي وارتفاع الحرارة زادتها ندرة المياه في المواجل والفساقي لهفة إضافة إلى الانقطاعات المتكررة والمطولة احيانا للمياه التي توزعها شركة المياه، أصبحت حملات مقاومة العطش مطلوبة وضرورية لتامين الحد الادنى من المياه الصالحة للشرب وسقي الاغنام أيضا.
ولهذا الغرض تكاتفت الجهود هذا العام اكثر من السنوات الماضية للحد من وطأة الجفاف وبادرت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ومختلف المعتمديات بتسخير ما لديها من جرّارات وصهاريج لنقل المياه لمستحقيها وقد انطلقت هذه العملية في مختلف المعتمديات التي اصدرت بلاغات لمواطنيها واساسا المعوزين واصحاب بطاقات العلاج البيضاء ومنخفضة التعريفة لتقديم طلباتهم والحصول على كميات من المياه بصفة مجانية مع الالتزام بالسماح للاجوار للتزود بالمياه عند الحاجة.
وأفاد في هذا الصدد مصدر من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية مراسل (وات) بانه تمّ وضع جرار ذي صهريج في كل معتمدية مع شاحنة لمعتمديتي تطاوين الشمالية والجنوبية على ذمة الحملة علما وان هذه الجرارات كانت طيلة السنة الدراسية تزوّد المدارس بالمياه رغم ربط اغلبها بشبكة المياه التابعة لشركة "الصوناد".


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 249900


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female