نابل: إعادة ربط الطريق الجهوية رقم 128 بقربص .. مشروع ضخم بتكنولوجيات حديثة ومحرك اقتصادي ينتظر اهالي المنطقة انتهاءه بفارغ الصبر

وات -
أميمة العرفاوي - على بعد حوالي 70 كيلومترا من تونس العاصمة، تقع مدينة قربص بعيونها الجبلية (عين العراقة وعين العتروس) ذات الخصائص العلاجية (كالروماتيزم والأمراض الجلدية)، مدينة يخيم عليها السكون، مطاعم شبه مقفرة، وحركية تكاد تكون منعدمة.
هنا لا تسمع سوى صوت خرير المياه، وزقزقة العصافير وايضا أصوات حضائر أشغال إعادة ربط الطريق الجهوية رقم 128 بقربص الذي بات حلم جميع متساكني مدينة قربص ممن قرروا عدم مغادرة منطقتهم والتشبث بها رغم ما تعيشه من ركود اقتصادي، فهم ينتظرون انتهاء أشغال المشروع ودخوله حيز الاستغلال، حتى يعود للمنطقة بريقها وزوارها.
هنا لا تسمع سوى صوت خرير المياه، وزقزقة العصافير وايضا أصوات حضائر أشغال إعادة ربط الطريق الجهوية رقم 128 بقربص الذي بات حلم جميع متساكني مدينة قربص ممن قرروا عدم مغادرة منطقتهم والتشبث بها رغم ما تعيشه من ركود اقتصادي، فهم ينتظرون انتهاء أشغال المشروع ودخوله حيز الاستغلال، حتى يعود للمنطقة بريقها وزوارها.
الأسعد العياري (أحد متساكني المنطقة وصاحب شقق للكراء بالمنطقة) تحدث ل"وات" بكل حسرة وقهر على الوضع الذي باتت عليه المنطقة، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر استكمال أشغال مشروع ربط الطريق الجهوية رقم 128 بقربص، باعتباره اصبح يمثل بصيص الامل الوحيد لحياة افضل، خاصة وأن نسبة تقدم الأشغال تتم بنسق حثيث حسب معاينته اليومية لها.
وشدد العياري على أن المشروع يعد من المشاريع الوطنية الكبرى في مجال البنية التحتية بخصوصيات تقنية عالية، نظرا لموقعه الجغرافي المميز بالتضاريس الجبلية الملتحمة بالبحر والطبيعة الجيولوجية المنفردة، واكد على ضرورة التدخل العاجل من قبل مصالح البلدية للاستثمار في نقائص المنطقة من مطاعم ومقاهي ودور ترفيه وتهيئة المحطات الاستشفائية قبل الانتهاء من المشروع لتعم الفائدة على السكان وتخلق حركية تجارية، ولفت إلى أن المنطقة لم تعرف زوارا منذ فترة بسبب رداءة الطريق القديم الذي اضحى يسمى ب"طريق الموت" لما حصده من أرواح.
من جهته، ذكر كاهية مدير بوزارة التجهيز ورئيس المشروع مالك بنور، في تصريح ل"وات" أنه تم اعتماد تقنيات متطورة في انجاز مشروع إعادة ربط الطريق الجهوية رقم 128 من عين أقطر (2.5 كم) و إصلاح وتقوية الجزء الرابط بين قربص وعين الفكرون وعين العتروس (2 كم) وحماية الطريق من سقوط الحجارة
وبين أن الجزء الأول من المشروع يتمثل في تثبيت الطريق المزمع انجازها على المنحدر الجبلي بجدار خرساني مرتكز على أعمدة حديدية خرسانية ومشدود بالمنحدر الجبلي بواسطة الجدران الخرسانية المثبتة، وتم في جزئه الثاني الابتعاد عن المنحدر الجبلي واختيار المسلك الجديد للطريق في المجال البحري عن طريق إنشاء حاجز بحري متكون من مجسمات خرسانية ستشكل الحاجز الذي سيفصل البحر عن الطريق وبالتالي حماية الطريق المعرض للبحر مباشرةً
واوضح بنور أن حجم هذه المجسمات مختلف حسب ثلاثة عيارات (مقاييس) 2,5 متر مكعب، 4 متر مكعب، و 5 متر مكعب، يتم اعتمادها وفقًا لنتيجة تجارب ثلاثية الأبعاد أنجزها مختبر هيدروليكي في فرنسا (Artelia)، ووفقًا لموقعها وعمق القاع البحري.
وفي ما يتعلق بحماية الطريق من سقوط الحجارة، اشار بنور إلى اعتماد القضبان الحديدية مع ضخ المادة الإسمنتية لتثبيت الكتل الصخرية وتثبيت مساحات صخرية في المنحدر الجبلي بالشباك،
لافتا إلى أن الأشغال انطلقت بتاريخ 15 جوان 2020 وكان من المنتظر أن تكون جاهزة في موفى السنة الجارية، إلا أن إشكاليات فنية وتقنية مرتبطة بطبيعة المنطقة (الجبل والبحر) حالت دون ذلك ، واكد ان الاشكاليات غير مرتبطة لا بالميزانية المرصودة ولا بالمقاولات المنفذة للمشروع، وتوقع ان يكون المشروع جاهزا خلال الثلاثية الثالثة من سنة 2024، في حال عدم بروز اشكاليات غير متوقعة.
ولفت في نفس السياق إلى أن المبلغ الجملي للصفقة بلغ 86 مليون دينار، موزعة إلى 80 بالمائة تمويلات من الصندوق العربي الإقتصادي والاجتماعي و20 بالمائة من ميزانية الدولة، مضيفا أن طول الطريق يبلغ 4.5 كيلومترات وستشمل الأشغال 2.5 كيلومتر من عين أقطر إلى قربص، جزء منها (1.4 كلم) طريق جبلية وجزء آخر سيكون على شكل حاجز بحري، حيث سيتم ردم جزء من المجال البحري لبناء الطريق، واكد أهمية المشروع ومساهمته في استرجاع جهة قربص لإشعاعها والنهوض بالمنطقة السياحية وضمان السلامة المرورية.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 249358