طابعة تونسية للمكفوفين توجت بالمرتبة الثانية عالميا في الصين

باب نات -
(وات- تحرير منية تريمش)ـ حين سنح الدخول أول أمس الجمعة في حدود منتصف النهار والنصف من باب عادي في أحد أنهج مدينة المكنين بولاية المنستير ألصقت على يمينه لافتة كتب عليها الجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا، تراءى فضاء جميل رغم صغر مساحته وفي وسطه مجموعة من اليافعين والشباب كانوا بصدد متابعة عرض حول آلة طابعة خاصة بالمكفوفين توجت بالجائزة الثانية وبجائزة خاصة من إحدى الجامعات الصينية في الدورة 33 لمسابقة الصين للابتكار في العلوم والتكنولوجيا التي انتظمت خلال الفترة من 14 إلى 20 أوت 2018 في مدينة تشونكينغ بجمهورية الصين الشعبية.

قالت شيماء زخامة ذات ال17 سنة تدرس بالسنة الثانية علوم بمعهد سعيد بوبكر بالمكنين وهي من أعضاء الفريق الذي انجز هذه الطابعة "حلمنا بإنجاز هذه الطابعة لتسهيل حياة المكفوفين ومساعدتهم.

قالت شيماء زخامة ذات ال17 سنة تدرس بالسنة الثانية علوم بمعهد سعيد بوبكر بالمكنين وهي من أعضاء الفريق الذي انجز هذه الطابعة "حلمنا بإنجاز هذه الطابعة لتسهيل حياة المكفوفين ومساعدتهم.
هي تعمل بتقنية التحكم الرقمي بواسطة الحاسوب"، مضيفة أنّ جلّ القطع المكوّنة للطابعة صمموها بأنفسهم وطبعوها بآلة طابعة ثلاثية الأبعاد واعتمدوا الاردينو في إعداد البطاقة المشغلة لها.
ذكرت شيماء أن الطابعة تخوّل للمكفوفين الطباعة مباشرة بطريقة براي كلّ ما ينطقونه أمام الحاسوب بأية لغة كانت العربية أو الانقليزية أو الصينية وغيرها وبرمجيتها مرتبطة بغوغل. وتستطرد بالقول "أنجزنا نموذج هذه الآلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة غير أنّ العمل على هذا المشروع تواصل أكثر من سنة إلى أن تحقق الحلم وشاركنا في الصين في مسابقة حضرها أكثر من ألف مشارك من أكثر من 40 دولة".
ويبدي ياسين ميلاد البالغ 16 سنة ويدرس بالسنة الثانية علوم بمعهد سعيد بوبكر بالمكنين فرحا بالغا بهذا الكسب ليقول مبتهجا "كم هو رائع أن تحوّل فكرتك إلى فعل أي إلى آلة طابعة تعمل على أرض الواقع" ... تجربة المشاركة في مسابقة دولية كانت بالنسبة إلى ياسين الذي يشارك لأوّل مرّة في مسابقة خارج البلاد التونسية ثرية جدّا خاصة أنّ "الفريق مميز".
أما أحمد الغربي، 17 سنة تلميذ شعبة تقنية بمعهد سعيد بوبكر بالمكنين والتحق بالجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا منذ سنة وهو من الثلاثي الذي اشتغل ضمن مشروع الآلة الطابعة، فيعتبر أنّ هذه الطابعة نتاج عمل بين أفراد المجموعة وعصف ذهني لأفكارهم وتوظيف لكلّ ما تعلموه خلال سنوات في الجمعية وخارجها.
قال إنهم تعلموا في الجمعية تعلموا مثلا البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد والطباعة ثلاثية الأبعاد كانجاز الاسطوانة التي تكون تحت الورقة وتترك أثرا وتحدد نوع الخط الذي سيقع استعماله حسب كلّ لغة. ورغم أنّ أحمد ولأسباب صحية لم يستطع في آخر لحظة التحوّل إلى الصين غير أنّه سعيد لأنّ مشروعهم توج بالمرتبة الثانية.
ويؤكد أنّهم حرصوا على تقديم عرض اليوم في مقر الجمعية بالمكنين حول هذا "الاختراع" ليستطيع بقية المنضوين في الجمعية الاستلهام منه والقيام بمشاريع أخرى يشاركون بها في مسابقات دولية ويتوجون "كما توجنا".
وترى أمينة البالغة من العمر 16 سنة والتحقت بالجمعية منذ جوان 2018 وهي من الذين استمعوا اليوم للعرض حول الآلة الطابعة أن الفكرة تنشأ عندما تكون هناك مشكلة وتحاول أن تجد لها حلا".

ووقع استعمال قطع من آلات طابعة مستعملة في الطابعة التي انجزها الثلاثي شيماء وياسين وأحمد حسب ما أفاد حاتم سليمان رئيس الجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا ومتحصل على جائزة أفضل أستاذ مؤطر في جوان 2018 في أولمبياد العباقرة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أنّه يمكن تثمين آلات الطباعة القديمة مستقبلا وعدم إلقائها كخردوات.
ورغم أنّ المرتبة الثانية أسندت للعديد من المشاريع خلال مسابقة الصين غير أنّ مشروع الثلاثي التونسي شدّ انتباه الجميع وصوّت له عدد كبير من الجمهور واهتمت به إحدى الصحف الصينية المحلية.
ويرغب فريق العمل في أن تصل آلة الطباعة هذه مجانا لجميع المدارس المختصة في تدريس المكفوفين قصد السماح بمزيد إدماجهم وفق تقدير حاتم سليمان الذي أضاف قوله "ما نحتاجه حاليا هو فقط ممولين لإنجاز هذا المشروع باعتبار أنّ كلفة انجاز الطابعة الواحدة للمكفوفين تبلغ ألف دينار".
وأوضح أنّ الآلة الخاصة بالمكفوفين التي تباع حاليا في الأسواق يبلغ ثمنها قرابة 15 ألف دينار ويستعملها مبصر وليس كفيف على غرار الآلة الطابعة التي يريدون تصنيعها.
وحسب حاتم سليمان سيقع تطوير الشكل النهائي لهذه الالة الطابعة الخاصة بالمكفوفين ليكون هناك مكان خاص بوضع الأوراق بشكل آلي حتى يقتصر دور المكفوف فقط على عملية النطق بالنّص الذي يرغب في طباعته ثم سحب الورقة المطبوعة والشكل الحالي للطابعة مخصص للمشاركة به في المسابقات الدولية.
ويوضح رئيس الجمعية أن إنجاز هذه الطابعة الخاصة بالمكفوفين "يندرج ضمن مشروع كبير جدّا يحمل اسم "المكنين الرقمية" الذي سيتم إنجازه في مرحلة أولى على مستوى مدينة المكنين ثم يعمم ليصبح "تونس الرقمية".
وابتدأ المشروع برقمنة كلّ ما له علاقة بإشارات المرور والممرات الخاصة بالمترجلين والتقطوا عدّة صور وسيكون جاهزا في غضون سنة حسب تقديره.
ويقول سليمان "سيصبح بإمكان المكفوف عند السير في المكنين تحديد مكانه والسير بأريحية وبآمان في الطريق خاصة في مكان لا يعرفه".
وتعد الميدالية الفضية التي توج بها مشروع الطابعة الميدالية رقم 207 في رصيد الجمعية منذ سنة 2012 التي تقوم بتأطير ما يفوق عن أربعة آلاف شاب وفتاة.
وللجمعية حاليا حوالي 10 فروع في عدّة مدن بالبلاد التونسية وهو عدد قابل للارتفاع وفق حاتم سليمان.
وفي انتظار الميدالية الألف التي يأمل الشباب أن تحصدها الجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا خلال السنوات المقبلة فإنّ ياسين ميلاد الآن وعلى غرار العديد من زملائه في الجمعية "متعطش جدّا لمزيد القيام باختراعات أخرى".
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 166738