مدنين: تقديم الدراسة وخارطة الطريق الخاصة بمشروع المنتزه الجيولوجي الظاهر بالجنوب التونسي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/medenine-paralysie-10.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - يعد مشروع المنتزه الجيولوجي الظاهر بالجنوب التونسي 29 موقعا جيولوجيا 20 بالمائة منها ذات قيمة عالمية كسبخة أم جسار وجبال طباقة بمدنين ومطماطة بني عيسى وواد دكوك وشنني ومواقع أخرى، وقد انطلقت أولى خطوات إنجاز هذا المشروع، اليوم الخميس، بتقديم دراسة الجدوى وخارطة الطريق الخاصة به، وذلك خلال ورشة عمل احتضنها معهد المناطق القاحلة بمدنين.

وتعطي هذه المواقع إجابات عن تساؤلات لعلماء الأرض في أي مكان من العالم ولعل جبال طباقة بمدنين إحداها وهي عبارة عن طبقات جيولوجية تشتمل على ترسبات بحرية حصلت عند دخول بحر التيتس وفصل الأرض إلى قسمين وهو ما لا يوجد في أي مكان من العالم، وفق ما ذكره الدكتور في الجيولوجيا، محمد واجهة.

وأوضح أن كل الطبقات الجيولوجية الموجودة تمكن من فهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية ومن التعرف على امتداد وتراجع البحر عبر العصور الجيولوجية والتعرف على نوعية الحيوانات والنباتات التي كانت تعيش في بحر التيتس وضفافه وآثار تطور الحياة والارض من 250 مليون سنة إلى 70مليون سنة.




و اعتبر المدير العام للديوان الوطني للمناجم، نوري حتيرة، أن الحظوظ متوفرة لأن يكون لتونس منتزها جيولوجيا وطنيا في فترة تتراوح بين 3 و 5 سنوات، وفق الدراسة، وهو مشروع قادر على الترشح لينل علامة اليونسكو كمنتزه جيولوجي عالمي في فترة لاحقة بفضل عدة مكونات تتوفر به، إلا أن ذلك يستوجب أساسا تقبل المجتمع المحلي للمشروع ووعيه به والانخراط فيه.
وقال، في هذا الصدد، إن "المكونات الجيولوجية والثقافية والطبيعية متوفرة لكن المطلوب هو انخراط المجتمع المحلي وتقبل الناس للمشروع وحماية المواقع والعمل على مستوى التشريعات والقوانين وهي مهام ستوكل إلى لجنة القيادة الوطنية للمشروع التي دعت الدراسة إلى ضرورة بعثها في مرحلة اولى".

واقترحت الدراسة التي قدمها الخبير السويسري، ايمانويل رينار، تكوين لجنة قيادة وطنية وأخرى جهوية يرأس الأولى رئيس الحكومة وفي أعضائها عدة وزارات ذات علاقة كالثقافة، والطاقة، والسياحة، والفلاحة، وأملاك الدولة وغيرها بين 7 و13 عضوا منهم رئيس اللجنة الجهوية للتنسيق والتواصل.
وتعمل اللجنة الوطنية على التنسيق بين مختلف المبادرات لتطوير المنتزه ودعمه كمشروع نموذجي والبحث عن التمويلات وحفظ وحماية المواقع وتسوية الوضعية العقارية لها وربط علاقات والتواصل مع اليونسكو، وقد حددت الدراسة ومهام لجنة القيادة الجهوية الأساسية وتركيبتها المتكونة من 31 عضوا .
وخلصت الدراسة التي أنجزت على امتداد سنة بتمويل من الكتابة السويسرية للاقتصاد إلى أن الفضاء الذي تم اختياره للمنتزه الجيولوجي يمثل بوضوح موروثا جيولوجيا ذو قيمة عالمية وهو ما يتماشى والشروط الأساسية التي تفرضها اليونسكو للترشح للمنتزه جيولوجي عالمي.
كما انتهت الدراسة في حوصلتها إلى أن ثلثي المواقع الجيولوجية تقع بولاية تطاوين ونصف المواقع ذات القيمة العالمية بولايتي مدنين وقابس وهو ما يجعل المنتزه الجيولوجي يشمل الثلاث ولايات في حدوده الجغرافية، إضافة إلى تضمين الدراسة أن هذا المنتزه يحمل إمكانات جيوسياحية قادرة على استقطاب جمهور متنوع بين سياح مهتمين بالعلوم والأرض وباكتشاف الموروث الطبيعي والثقافي.

وذكر الخبير ايمانويل رينار أن تركيز منتزه جيولوجي يستوجب، في هذه السنوات، تحديد وتوضيح إدارة وحوكمة المشروع جهويا ووطنيا لضبط مهام كل طرف وتطوير منظومة اتصالية حول المشروع تستهدف السكان المحليين والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التونسية والمنظمات الدولية إلى جانب إتمام الدراسات الأولية الضرورية للترشح لنيل علامة اليونسكو بتحديد دقيق للمواقع وجرد بقية الأشكال التراثية الطبيعية والثقافية وضبط برنامج للتثمين وحماية هذه المواقع مع تطوير الاتصالات على المستوى الدولي لبعث منتزه جيولوجي عالمي يونسكو وبعث هيكل وبرنامج تصرف للمنتزه.
يذكر أن عدد المنتزهات الجيولوجية في العالم يبلغ 129 أغلبها في أوروبا والصين وواحد فقط في أفريقيا في المغرب.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 155697

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 9 Février 2018 à 09:06           
الدراسة تبدو قيمة وهامة جدا
زيادة على الاعتماد عليها في بعث المشروع وانجازه يجب ااخذها كمثال للدراسات وبعث المشاريع


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female