الإعجاز في علوم الأرض:الجبال والتوازن الأرضي

الإعجاز العلمي في القرآن: الجبال وأوتاد الأرض
لقد أثارتني مناقشة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، خاصة فيما يتعلق بدور الجبال في تثبيت الأرض، وذلك بعد قراءتي لسلسلة مقالات تنفي وجود إعجاز علمي في القرآن. ومن بين الآيات التي تم الطعن فيها قوله تعالى:
لقد أثارتني مناقشة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، خاصة فيما يتعلق بدور الجبال في تثبيت الأرض، وذلك بعد قراءتي لسلسلة مقالات تنفي وجود إعجاز علمي في القرآن. ومن بين الآيات التي تم الطعن فيها قوله تعالى:
(وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].
حيث زعم الكاتب أن الجبال ليس لها دور في تثبيت الأرض، وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة، وأن الأرض كروية وليست مستوية، وبالتالي لا تحتاج إلى تثبيت.
وللرد على هذه الشبهات، سألجأ إلى ما يقوله علماء الجيولوجيا الحديثة، وهم من غير المسلمين، لنرى التطابق بين ما جاء في القرآن وما تكشفه الأبحاث العلمية الحديثة.
ما يقوله علماء الجيولوجيا اليوم
وفقًا لأحدث الأبحاث في علوم الأرض، فإن الجبال تلعب دورًا حيويًا في توازن القشرة الأرضية. وتُعرف هذه الظاهرة باسم "التوازن الأرضي" (Isostasy)، وهي تعني أن القشرة الأرضية تطفو على طبقة من الصخور المنصهرة (الغلاف الصخري)، تمامًا كما تطفو قطعة الجليد على سطح الماء. وتتميز الجبال بوجود جذور عميقة تمتد إلى داخل الغلاف الصخري، مما يساعد على تثبيت القشرة الأرضية ومنعها من الاهتزاز أو الميلان. وهذا ما يُعرف بـ"نظرية التوازن الجيولوجي".
الجبال في القرآن: تشبيه دقيق
عندما نعود إلى القرآن الكريم، نجد أن الله تعالى وصف الجبال بأنها "رواسي"، أي ثابتة وراسخة، في قوله: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].
وكلمة "رواسي" مشتقة من الفعل "رسا"، الذي يعني الثبات والاستقرار، وهو تشبيه دقيق للجبال التي ترسو في الأرض كما ترسو السفن في الماء.
الجبال أوتاد للأرض
كما وصف القرآن الجبال بأنها "أوتاد" في قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7].
وهذا الوصف يتطابق تمامًا مع ما اكتشفه العلماء من أن للجبال جذورًا عميقة تمتد إلى داخل الأرض، تشبه الأوتاد التي تثبت الخيمة.
التوازن الأرضي والجبال
يقول العلماء إن الجبال تعمل على تحقيق التوازن الأرضي من خلال: 1. جذور عميقة: تمتد إلى عشرات الكيلومترات داخل الغلاف الصخري.
2. كثافة مختلفة: تختلف كثافة الجبال عن كثافة الصخور المحيطة بها، مما يساعد على تحقيق التوازن.
وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله:
(وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31].
من أخبر النبي محمدًا بهذه الحقائق؟
السؤال الذي يطرح نفسه: كيف عرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي عاش في بيئة صحراوية قبل 1400 عام، هذه الحقائق العلمية الدقيقة عن الجبال ودورها في توازن الأرض؟ الجواب بسيط: إنه الوحي الإلهي. فالقرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله على نبيه ليكون معجزة خالدة تشهد على صدق رسالته.
خاتمة
الإعجاز العلمي في القرآن ليس أكذوبة، بل هو حقيقة تؤكدها الاكتشافات العلمية الحديثة. والجبال، كما وصفها القرآن، هي رواسي وأوتاد تعمل على تثبيت الأرض وتحقيق توازنها. فسبحان الله الذي أنزل القرآن بالحق، وجعله معجزة تتحدى العقول عبر العصور. المهندس عبد الدائم الكحيل
(أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
Comments
35 de 35 commentaires pour l'article 3176