ماهر الهمامي يدق ناقوس الخطر: "الفنان التونسي وصل إلى القاع... وقانون الفنان طوق نجاة لا يحتمل التأجيل"

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6864e738166866.58664534_eqlhmgkpjfion.jpg width=100 align=left border=0>


في حوار ضمن فقرة "الدنيا وما فيها" من برنامج صباح الورد على إذاعة "الجوهرة أف أم"، أطلق ماهر الهمامي، نقيب نقابة المهن الموسيقية والمهن المجاورة بتونس، صيحة فزع حول تدهور الوضع الاجتماعي للفنان التونسي، متهماً المنظومة الثقافية بعدم الإيفاء بالتزاماتها تجاه المبدعين، ومؤكداً أن قانون الفنان ما يزال رهينة رفوف مجلس نواب الشعب رغم اكتمال كل مراحل المصادقة عليه داخل اللجنة البرلمانية.

إشاعات مغرضة واستياء واسع


في مستهل الحوار، علّق الهمامي على الإشاعة التي راجت مؤخراً حول وفاة الفنان الشعبي وليد التونسي، واصفاً ما جرى بـ"اللعب الصبياني" على منصات التواصل، ومؤكداً أنه اتصل بعائلة الفنان ومدير أعماله وتأكد أن حالته الصحية مستقرة. وأضاف مستنكراً: "ما نشوفوش نفس الضجة كان فمّا تكريم أو عمل ناجح... لكن الموت ولا الطلاق يولّي مادة للفرجة".




تهميش ممنهج وغياب إرادة سياسية

أشار نقيب الموسيقيين إلى أن النقابة أصبحت بمفردها تتحمل أعباء ثقيلة كان يفترض أن تكون من صميم عمل وزارات الشؤون الاجتماعية والثقافة، قائلاً: "ولّيت وزير صحة وداخلية واجتماعية وثقافة في نفس الوقت، كل يوم نسمع بمأساة جديدة لفنان".

وانتقد الهمامي ما اعتبره سياسة تهميش ممنهج للفن الشعبي، مستشهداً بحالات منع فنانين من المشاركة في مهرجانات جهوية مثل مهرجان حمام الزريبة، دون أي تعميم رسمي من الوزارة أو نشر توضيحات واضحة للرأي العام.

قانون الفنان: بين الإقرار التشريعي والتجميد السياسي

كشف ماهر الهمامي أن مشروع قانون الفنان تم اعتماده نهائياً من قبل اللجنة البرلمانية المختصة منذ شهر أفريل 2025، وأن التقرير أحيل إلى مكتب المجلس. لكنه أكد بأسى أن رئيس المجلس إبراهيم بودربالة لم يحدد إلى الآن موعداً لعرضه على الجلسة العامة، رغم المراسلات الرسمية العديدة.

وتوجّه بنداء مباشر لرئيس مجلس نواب الشعب قائلاً:
"ما عادش نتحملو التهميش. راهو الفنان يعيش في حالة اجتماعية مزرية. بجاه ربي عيّن جلسة عامة قبل العطلة البرلمانية… القانون هذا هو الأمل الوحيد".

واقع مرير ومشهد فني متدهور

اعتبر الهمامي أن الوضع المادي للموسيقيين في تونس وصل إلى "القاع"، مضيفاً أن المئات من حاملي بطاقات الاحتراف لا يجدون فرصة عمل، بينما تسيطر "مافيا" الحفلات الخاصة على القطاع دون رقابة. وتحدّث عن "انهيار الجودة الفنية" وانتشار دخلاء على القطاع يفتقرون لأي تكوين أو اعتراف رسمي.

كما تطرق إلى سوء تسيير صندوق التغطية الاجتماعية للفنانين، مؤكداً أن مساهمات الفنانين لا يعرف أحد أين تذهب، مضيفاً:
"نصبّو أكثر من 330 دينار شهرياً… وما فما حتى تغطية صحية واضحة".

دعوة للإصلاح والكرامة

في ختام مداخلته، شدد ماهر الهمامي على أن نقابة المهن الموسيقية ليست مجرد هيكل احتجاجي، بل صوت اجتماعي لفئة مبدعة مهددة في كرامتها ومعيشتها. وجدد دعوته للسلطات من أجل الإسراع بالمصادقة على قانون الفنان، قائلاً:
"ما عادش نحكيو على فن... نحكيو على بقاء. الفنان التونسي اليوم يحتاج الحماية قبل التصفيق".



إذا تم تمرير القانون فعلاً خلال الدورة البرلمانية الحالية، فقد يشكّل ذلك نقطة تحوّل في المشهد الثقافي التونسي، ويعيد للفنان التونسي بعضاً من اعتباره المفقود في بلده.




Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 311002


babnet
*.*.*
All Radio in One