تراجع شعبية الاسلام السياسي و صعود الشعبويين في المغرب العربي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e2f2b27a80999.08160656_okemnlfjhqgip.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - جاء في تقرير لمركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية و الاستراتيجية نشر يوم 27 جانفي 2020 أن حركات الإسلام السياسي في دول المغرب العربي تشهد تراجعا في شعبيتها بسبب فشلها في إدارة الحكم و عدم استجابتها لانتظارات الناس خاصة الشباب في مجال تحسين ظروف العيش و انشغالها بتثبيت تواجدها اكثر من معالجة الأوضاع الاقتصادية و الإجتماعية .

و اعتبر التقرير ان الشباب بدا مستغربا من غياب المضامين الثورية و المطالب الاجتماعية في خطاب الاسلاميين ،كما أكد التقرير أيضا ان الاسلاميين استطاعوا التعايش مع مختلف القوى الليبرالية و القومية.





من ناحية أخرى اعتبر التقرير أن الأحزاب العلمانية لم تستفد من تراجع الاسلاميين بسبب صراعاتها و عدم قدرتها على الوحدة و التنظم في مشروع موحد . في المقابل أصبح الشباب في هذه البلدان رافضا للطبقة السياسية التقليدية و معجبا بالخطاب الشعبوي و الشخصيات التي ليس لها تاريخ و ثقافة سياسية لكنها تمارس لغة شعبوية انساق لها قطاع واسع من الناس .


فشل حكومة النهضة مؤشر قوي على بوادر انكماشِ قوّة الإسلاميين في تونس

في تونس، عكس عدم نيل حركة النهضة الاسلامية أغلبية مريحة في الانتخابات التشريعية وفشل تكوينها لإتلاف حكومي واقعاً ملموساً لبوادر انكماشِ قوّة الإسلاميين في معركةِ تحصينِ الانتقال الديمقراطي. فقد عبرت شريحة واسعة من التونسيين في انتخابات أكتوبر 2019 على مسار شعبي واضح عازف عن الشخصيات الحزبية أو الإسلامية وسط استنكار البعض لمحاولات هيمنة الأحزاب الإسلامية ذات المرجية بالإخوان على السلطة.

وعلى الرغم من تقدم حزب حركة النهضة في الانتخابات التشريعية بأسبقية طفيفة، فشل في تمرير ائتلاف حكومي في ظل استنفار أحزاب تقدمية وديمقراطية ويسارية ضد هيمنة الأحزاب الإسلامية على قيادة البلاد. وكانت حركة النهضة تكبدت خسارة أكثر من نصف حجم خزانها الانتخابي رغم فوزها في الانتخابات التشريعية وهو ما يمثل تراجعا ملحوظ في عدد المصوتين لها والمتعاطفين معها في ظل تزايد انتقادها لعلاقاتها مع الخارج وخاصة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتركيا وقدمت مسائلة برلمانية لزعيم الحركة راشد الغنوشي رئيس مجلس النواب التونسي الحالي حول هذه المزاعم على إثر زيارته لتركيا عقب سقوط الائتلاف الحاكم التي تقوده النهضة.

وقد بدأت ملاحظة تقلص تأثير حركة النهضة في الشأن التونسي أيضًا منذ الأزمة السياسية 2013 – 14 التي هزت البلاد. وقد رصد المركز زيادة الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “فايسبوك” المنتقدة لفكر الاخوان المسلمين والحصيلة الاقتصادية والاجتماعية الضعيفة لدور حركة النهضة في الحكم لسنوات. وهو ما دفع حركة النهضة لزيادة البحث عن تجديد خطابها من أجل الانسجام مع مطالب التغيير الشعبية والاتجاهات الشعبوية وغير الفئوية. كل هذه الضغوط المحلية والإقليمية والشعبوية تضع قيم الحزب الإسلامي المدني على المحك وقد تجعله مضطرا في مؤتمره المقبل لصياغة خارطة طريق جديدة في الحياة السياسية التونسية التي تعرف زيادة التوجه للشخصيات الثورية والشعبوية التي تنحدر من القاعدة الكبرى للشعب وليس من النخب البورجوازية او الفئوية او الدينية.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 196936


babnet
*.*.*
All Radio in One