حركة النهضة.. في مهبّ ريح الثورة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/ghannouchi2012.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم د. عزالدّين عناية
أستاذ بجامعة روما لاسابيينسا






يشبه الفعلُ السياسي لحركة النهضة التونسية، منذ مشاركتها في السلطة عقب الثورة، حالَ السباحة في بحر لجّي يغشاه موج من فوقه موج؛ لكن ذلك لا يعني فقدان الضوابط التي تحكم العمل السياسي بين صنّاع سياستها ورجالاتها. فلئن بدت النظرية السياسية، التي تسير على هديها تلك الحركة، لم تتحدّد معالمها بعد، جراء أن الزاد قليل والزمن متسارع، فالنظرية، كما يلوح، تُخلَّق كل يوم، وتُحوَّر في كل حين، وهي مراجعة دؤوبة لا تفتأ ولا تلين، ولا ريب أنه توليد مرهق عسير في واقع مستنفَر لا مكان فيه للغلبة، التي أدمنها العقل السياسي العربي دهرا.
فكما يلوح جليا للمتابع للواقع التونسي، أن مجتمع الخضراء في ظرفه التاريخي الراهن عوده غضّ، سياسيا ومعرفيا، ولكن رغم تلك الغضاضة يبدو أعسر من أن يبتلعه خطّ سياسي بعينه، مهما تراءى لأنصاره، غرورا أو يقينا، أنهم نسغ المجتمع وروحه. ففي حضارتنا غالبا ما تراءى لكثيرين من أتباع النحل البائدة ومن أفراد الأسر الحاكمة، أنهم الترجمة الصادقة لإرادة الله الحية في التاريخ، ليتبين لاحقا خلاف ذلك، فحقَّ قوله: وذكّرهم بأيام الله للاتّعاض والانتباه.
والشيء الذي يزيد من ريبتي أنني لا أعثر على قول ثقيل في خطاب حركة النهضة، ضمن هذا الهذيان السياسي المستفحل والمستحكم بالمشهد السياسي التونسي، بعد عقود من الصمت المطبق المفروض، بما يوحي أن النهضة، على غرار نظيراتها، توشك أن تغدو حركة متورّمة بأشباه العارفين والمتسيسين.
ذلك أنه عادة ما يتولّد المفكرون من رحم المحن، ولكن بلاوى النهضة التي دامت عقودا، وعلى خلاف ما كان مزمعا أن تفرز، جاءت بحشد غفير من البراغماتيين. جاء المولود من غير جنس ما هو مرجو، ما أبقى الحركة فقيرة في التنظير السياسي والتروّي الفكري، وما حافظ على الشيخ راشد فرسا يركض وحده، رغم وهن العظم منه.
بموجب ذلك تبقى حركة النهضة مهددة بالتميّع، هذا إن لم نقل بالتحلّل، جراء هشاشة النواة الفكرية التي باتت تقوم عليها واستنادها إلى مفهوم القطبية، المتمثل في الشيخ ومريده. ولذلك يبقى مرشّحا أن يتخطّفها معاوية جديد بعد زعيمها التاريخي -الشيخ راشد أمد الله في أنفاسه- فيذهب بها بعيدا عما رسمه رجالات الحركة في مطلع ظهورها وعما علّقته جماهير المستضعفين عليها.
فوفق تقديري، النهضة الأولى التي آمن بها أصحابها قولا وعملا، اندثرت. ذهب جلّ مؤسسيها وأبنائها الخلّص كلّ في سبيله. منهم من تقطّعت به السبل، ومنهم من مزّقه الطغيان شرّ ممزق، وقليل منهم جارى الموج ولم يلاطمه؛ وأما النهضة الثانية الوليدة مع اندلاع الثورة، وإن حملت اسم سابقتها، فإنها لم تحمل منها رسمها. إذ النهضة الوليدة ترسم ملامح وجهها مع كل فجر جديد، وبالفعل ازداد سهمها في بورصة السياسة التونسية، وهو مؤشر ربح ونجاح وليس مؤشر فلاح. لذلك تجد النهضة الثانية سوء فهم، وعلى حد سواء، من أنصارها القدامى ومن خصومها القدامى. يُخيّل للأوائل أنها تنكرت لهم ويذهب في ظن الأواخر أنها ما فتئت تناصبهم العداء نفسه.
فمن سمات النهضة الوليدة استثمارها الهائل في السياسي، وضمور الشغف الثقافي والمعرفي بين قادتها الجدد. إذ الرهان على الآني والحالي يبدو هاجسها الأبرز، لذلك يحتار النهضويون القدامى كيف غدت الحركة مسكونة بمغازلة البرجوازية وأرباب المال ومهووسة بالمنفعة والمصلحة. لكن أمام سمات التبرجز التي بدأت تطبع النهضة، بقيت على مكونها الفكري التقليدي –من حيث ولائها للمدرسة الإخوانية عموما- ولم يدب فيها تحول حداثي يبشّر باجتراح فكري مستجد لدى أنصارها في قادم الأيام. صحيح ان حركة النهضة يمكن أن تغري التونسي راهنا، فيجاريها، ولكن أشك أن تكون قادرة على المساهمة في صنع نهضة حضارية حقيقية في هذا البلد، ما بقيت على مكونها الفكري المتداعي.
فالذين صوتوا للنهضة في الانتخابات الأخيرة ما كان جلهم نهضويين، لا عقائديا ولا فكريا ولا سياسيا، ولكنه تيار التدين الجارف الذي وجد في النهضة المجرى الأيسر فانساق نحوها، باحثا عن تكفير لخطاياه الدينية والسياسية. فالإسلام الشعائري اليوم في تونس يعيش حالة مدّ، ولكن حالة المد تلك معروفة أسبابها، مجهولة مآلاتها.
وبشكل عام، عوّدنا إسلاميو العصر الحديث حين تهلّ دولتهم ترديد قوله تعالى: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ويتناسونه حين تدول دولتهم، وتلك محنة الحَرْفيين يستلهمون ظاهر الدين ويتغاضون عن سننه.
فضلٌ كبير يعود إلى الشيخ راشد في حاضر الإسلام السياسي في البلاد العربية، أنه أدمج مفهوم الديمقراطية وبيّئه بين عديد التيارات الإسلامية، حتى جعل كثيرين يقبلون به، وهو مفهوم سياسي بالأساس؛ لكن التجاوز الأكبر الذي ينتظر الإسلام السياسي في تونس، وفي غيرها من بلاد العرب، وهو القبول بالحداثة نهجا أيضا، فبتحقيق هذين الصنوين نقول إن الإسلام السياسي قد غادر براديغماته القديمة.
وفي الواقع التونسي ما يلوح بيّنا أنه لن يتهيأ للنهضة، أن تقبض على عمق الحراك الاجتماعي والديني في هذا البلد، ما بقيت رهينة براديغماتها الأولى المتشكلة مع الثمانينيات. فتونس قد دبّ فيها تحول كبير، والإسلاميون الذين تُعوّل عليهم الحركة قد شهدوا تبدلات عميقة لا عهد للنهضة بها. لذلك تبقى النهضة مدعوة وبإلحاح إلى فك الارتباط مع المكون الفكري والفقهي المتهالك، المتأتي من المدرسة الإخوانية عامة ومن المؤسسة الزيتونية التقليدية خاصة. وهو ما انعكست آثاره نفورا لدى الحداثي التونسي، الذي بات لا يرى فرقا جليا بين النهضة والسلفية الداخلية، أو بين النهضة وشتى حركات الإسلام السياسي في البلاد العربية. فلا ينبغي أن تضلّل نتائج الانتخابات الأخيرة، التي حصدت فيها النهضة نصيبا وافرا، فحتى الراهن الحالي تبدو الحركة جالبةً للشرائح المتدنّية التكوين السياسي والثقافي وطاردةً للشرائح المتعلمة والمثقفة، التي تتطلع إلى منظور إسلامي تقدّمي في تناوله قضايا المجتمع وفي تعاطيه مع تحولات العالم. فذلك التحول الكبير لا عاصم للنهضة في خوض بحره اللجي إلا بالرهان على مقصد الحرية، وهو مقصد أثير في هذا الزمن العسير، كما عبر عنه مقول الخيام:

لو كان لي كالله في فلك يد لم أبق للأفلاك من آثار
وخلقت أفلاكا تدور مكانها وتسير حسب مشيئة الأحرار






Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 51966

ECHOUHADA  (Tunisia)  |Mardi 17 Juillet 2012 à 19:23           
On avoté pour ennahda rien parce qu'on a cru que ses responsables sont pieux et craignent dieu, mais les apparences sont trompeuses.

Safari  (Tunisia)  |Mardi 17 Juillet 2012 à 13:41           
@neptune05
bien dit

Elwatane  (France)  |Mardi 17 Juillet 2012 à 09:17           
Gannouchi a une vision moderne et progressiste de la tunisie !

Vieux960  (France)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 22:29           
C. fini annahda une expérience pas deux

JAWHAR  (France)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 21:47           
@sos12
dans la constutution de nahdha tu as oublié les ex-rcdistes.

Elmouaten122  (Tunisia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 18:15           
الى السيد عز الدين العناية
يوجد فهم خاطئ لديك ما بين الحركة الدعوية والحركة السياسية و ما بين الاسلام السياسي و الحداثة ......
يا سيدي حركة النهضة ليست مجرد حركة دعوية تستعمل الدين من اجل فتح بلد مسلم بالاساس او عزبة تلتف حول شيخ يتولى استقطاب اعضاء هذه الحركة ليعلمهم اصول الفقه والشريعة .....يا سيدي حركة النهضة شهدت تطورا في تركيبتها وفي طبيعتها ولم تعد تلك الحركة الدعوية التي كانت عليها حين تاسيسها ..لقد اصبحت حزب سياسي له تنظيمه الخاص والمميز الذي يقوم على التداول على الرئاسة و على التجديد في المكاتب الساسية وهو الذي يختلف عن التركيبة المحورية لالحركة
الدعوية.....لذلك يا سيدي قولك لان النهضة مهددة بالتحلل لان تركيبتها تستند الى القطبية هو قول ينقصه التحليل والدقة...فالحركة تقوم بانتخابات دورية من اجل تجديد قيادتها....
ثم قولك ان النهضة تستثمر في السياسي ا كثر مما تستثمر في الفكري ....
فان الحزب مطالب بان يستثمر في السياسي قبل الاستثمار في اي شيء اخر لان مشروعه الحضاري و الفكري لن بتحقق الا بالسياسي.....
.ثم قولك بان النهضة تفتقر الى الى النواة الفكرية و ان
مرجعيتها الخلفية لا تزال متاثرة بالمدرسة الاخوانية.....
لا من شك ان النهضة هي امتداد المدرسة الاخوانية والفكر الزيتوني الاسلامي... لكن هذا لا يعني الفكر الاسلامي غير قابل لالتطوير ولاتجديد...فروح الاسلام هي الاجتهاد وب التالي التطور....لذلك فمن المهم ان تنتبه يا سيدي ان اسلاميي اليوم ليسوا اسلاميي ما قبل الثمانينات.....و تفكير النهضة ليس تفكير حسن البنة سابقا....يكفي ان تتابع ادبيات التهضة لتكتشف ذلك.....الاسلامي السياسي اليوم يا سيدي لا يسعى الى الى تمحيص النصوص الدينية و تطبيق الشريعة بنفس
الطريقة التى كانت تطبق في الخلافة الاسلامية.... فالشريعة هي بطبيعتها قابلة لالتغيير باعتبار اختلاف التاويل... الاسلامي السياسي يسعى اليوم الى الارتقاء بالمستوى الجتماعي والثقافي و الاقتصادي في اطار الحفاظ على الهوية الاسلامية و ذلك من خلال التدافع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي و هذا في حد ذاته لا يعكس تضاربا ما بين الحداثة و الاسلام السياسي باعتبار ان هذا الاخير قائم على الحرية المطلقة في ظل احترام المقدسات وفي ظل احترام الهوية....

Vieux960  (France)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 16:23           
Le programme de guallouchi c. le pouvoir rien que le pouvoir.
depuis le 23 octobre toujours la même chanson
les procurations d'annahda (renforcer et grandir)
leurs empire et mettre fin a tout opposition qui gène pour une marche directe au parti unique et totalitaire comme zaba.
annahda de hier et annahda d’aujourd’hui
ya hasra.


TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 14:01           
Neptune05 (tunisia)
أحسنت قولا ... أشاطرك الرأي

Neptune05  (Tunisia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 13:40           
تمنّيت أن يكون عنوان المقال,,, المعارضة في تونس في مهب ريح الثورة

Ibnourochd  (Tunisia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 13:25           
Trés bon article, néanmoins ennahdha ne doit pas compter beaucoup sur ses adhérents pour
developper le pays - le pays a besoin de compétences d'administrateurs efficaces et d'argent, beaucoup d'argent, choses que les adhérents d'ennahdha ne peuvent offrir.
c'est entre autre pour cette raison que les dirigeants d'ennahdha font la fine bouche aux hommes d'affaires.

Neptune05  (Tunisia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 12:36           
ظنّ أنّ كاتب المقال كتاباته متضاربة بدأ بالشكّ ثمّ إنتهى إلى اليقين ،خلطت عليه الأمور بين مسائل ---السياسية و--- الدّعوية و لم يفرّق بينهما ،وجعل من قادة حزب النهضة أشباح نرونهم و لا يراهم ،أو إندثروا حسب رأيه و لم يستخلص العبرة من إنبعاث المؤتمرات و أهدافه
سأقول لك شيئًا يا صاحب المقال ،
حزب النهضة غيّر من أساليب العمل التي مارسها طيلة الفترة السابقة -والتي يمارسها حالياً- لتتواءم مع التغييرات السياسية والاجتماعية الحالية، كما أن عليها أن تقوم بمراجعة أسلوب شمولية الممارسة الذي يرافق شمولية طرح الفكرة الإسلامية.
فحركة النهضة تقوم بعملية تقييم لطاقاتها وتحديد أولويّاتها التي من المفروض أن تكون متوازية مع مطالب الثورة واستحقاقات الناس حتى تكون في مستوى المسؤولية والأمانة ولا تخيّب آمال من انتخبوها وأعطوها ثقتهم
الشخصية الدعوية السياسية التي يقدمها حزب النهضة لا تلقى القبول المناسب عند الناس لذا عليها أن تطرح شخصيات دعوية يكون جهدها الرئيسي مخصصاً للدعوة وشخصيات سياسية متفرغة لممارسة العمل السياسي.
حزب النهضة تتبنى هموم وقضايا مختلف شرائح المجتمع ولا يجب أن تركز عملها على الشريحة الملتزمة بالدين.
الاهتمام بالعمل السياسي وممارسته لا يجب أن يكون على حساب العمل الدعوي
المشروع السياسي يجب أن يكون أكبر من الأحزاب الإسلامية ويجب أن يضم كافة الأطراف الفاعلة في الساحة الإسلامية وذلك لضمان مساهمة الجميع في صنع هذا المشروع وتأييده
وعدم استخدام المنابر الدعوية في المنافسة الحزبية
هذه الحركة يا أخي تجدّد نفسها بنفسها في وجود نفس القيادات القديمة و لم تكن حركة أصولية في تفكيرها
و أذكّرك سيدي الكريم أنّ حزب النهضة لم يدخل الإنتخابات الرئاسية لأوّل مرّة حاول أن تنظرإلى إنتخابات 2 أفريل 1989 و هي نفس القيادات الحالية مع ضعف في التنظيم حاليا فقط
فموقف الشعب من حركة النهضة هو الشيء الوحيد الثابت والغير متحوّل حيث كانت نتائج إنتخابات 23 أكتوبر 2011 وفية لنتائج إنتخابات 2 أفريل 1989(كانت نتائج الإنتخابات مزوّرة بشهادة الجميع...فقد أثبتت بعض الإحصائيات أن القائمات المستقلة تحصلت على أكثر من 40 بالمائة من الأصوات، بينما النتائج الرسمية أعلنت عن 17 بالمائة فقط من أصوات الناخبين التي تحصلت عليها القائمات التي دعمتها حركة النهضة) فقد عبّر الشعب مرة أخرى عن إرادة في التغيير والقطع مع الماضي
ومعاقبة كل الأطراف التي شاركت بالموقف أو لاموقف في عملية ذبح الإسلاميين وإقصائهم.

Celtia  (France)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 10:59           
Vous pouvez prier hypocritement jour et nuit les prochaines elections vous allez dégager comme ben ali.
la révolution de la dignité n'est pas encore finie.
samidouna houna contre ennahadha.

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 10:31           
M.ezzeddine

vous avez rappelé nahdha (1) des années 80 référé idéologiquement à la mixité entre les frères musulmans et la zitouna et qui a donné un produit discipliné et religieux , mais non converti à la tempête du changement.

vous avez également rappelé la renaissance de nahdha (2) après la révolution, alourdi par un refus d'anciens militants non convertis dans le temps et une bonne marge des tunisiens engagés dans le modernisme.

a mon avis nahdha, composé de :

*militants revenants de l’étranger et instituants en tunisie
*conservateurs et progressistes
*les âgés et les jeunes
*l'existence large de la femme

va trouver le schéma culturel et social convenable pour les tunisiens par des compromis avec toutes les parties.

va conduire la ligne politique avec de bons choix, en levant les rapports avec les pays du golf, la turquie, les pays de l’asie et les usa.

le seul problème réel qui reste , c'est que ses opposants n'acceptent pas les règles et les normes de la démocratie, essentiellement les médias qui ne sont jamais neutres et dénigrés par les citoyens.

la continuation de travailler en alliance peut absorber qq hostilités et le pays avance.

Tabarka  (France)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 10:07           
Je pense que gannouchi n'as pas de programme,ou le seul c'est de construire des mosqués.j'usque la j'entend que les promesses.

Blasch  (Netherlands)  |Lundi 16 Juillet 2012 à 09:32           
Mr. gannouchi parlez nous de votre programme contre.
1- la pauvrete
2-le chommage
3-l'economie
4- le tourisme
5-payement des impots
6- l'education
jusqu'as present je lis pas clair votre programme pour notre belle tunisie....merci


babnet
*.*.*
All Radio in One