وأخيرا قالت الأعراب لكل فلسطيني:"فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" ...!!.

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65a2d3ce6eb558.61738240_nfoihmqejpklg.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم:محمد كمال السخيري*


ما أصغرنا وما أحقرنا وما أذلنا وما أرذلنا أمام رجال المقاومة الأبطال الأشاوس الصناديد الشجعان في غزة وفي كل فلسطين في أطول حرب عربية صهيونية منذ 1948 فرغم أن كل الشعوب العربية انضمت إلى صفوف المقاومة حتى بالتظاهر (إلا من رحم ربك ووافق ربهم القائد) والتنديد والكتابة عبر منصات التواصل الاجتماعي رغم خيانة أغلب القادة العرب وخاصة دول المنطقة فإن ما تجهله الشعوب العربية أن وسائل الضغط الكبرى التي بإمكانها تمريغ رأس الأفعى إسرائيل وكل الدول الداعمة لوقف الحرب فورا ليست بأيدي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما وإنما بأيدي القادة العرب أنفسهم فعلاقاتهم البينية مع العدو الصهيوني متينة جدا سواء كانت جهرا أو سرا وأكثر مما تتصوره شعوبهم بكثير جدا بل تتجاوز حتى الخيال أحيانا ...!!.
...


ولكن ما يثلج الصدر وما يمكن اعتباره النصر الحقيقي للمقاومة الفلسطينية الباسلة والصامدة في غزة أنه ورغم مرور قرابة 100 يوم من العدوان البربري الهمجي والإبادة الجماعية ورغم الدمار الشامل للقطاع بأكمله تقريبا وتجاوز عدد الشهداء الثلاثين ألفا ورغم استعمال العدو لكل الأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة دوليا منها ورغم أنها وبتصريح الأمريكان أنفسهم بأنها حرب عالمية بقيادة العم سام إلا أن العدو لم يتمكن من تحرير ولو أسير واحد منذ فيضان طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 وهو أكبر دليل على انتصار المقاومة لا على العدو الصهيوني فقط بل على كل الحلفاء بطم طميمهم رغم قوة عتادهم وعدد جنودهم علما وأن تكنولوجيا المقاومة قد أسقطت ثورتهم التكنولوجية بالضربة القاضية وأذلتها وحطت من شأنها وصغرتها أمام أنظار كل العالم ولكن الحرب النفسية التي اتبعتها المقاومة كانت هي قنبلة الدمار الشامل التي فتكت بالعدو ومناصريه فضلا عن الحرب الإعلامية الشرسة التي أغرقتهم في وحل الجريمة الإنسانية وفضحتهم أمام كل شعوب العالم وعرفت بالقضية الفلسطينية وأيقظتها من خمولها ودولتها وعولمتها وهو الانتصار الأكبر حسب تقديري لأنها ستبقى حديث الأجيال الصاعدة على مدى الثلاثين سنة القادمة على الأقل ...!!.

إذن وبناء على ما سبق ذكره فإذا كانت الأعراب قد قالت لكل فلسطيني "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا لقاعدون" فيحق للفلسطينين اليوم الرد وبكل شموخ وأنفة واعتزاز بالقول:"اذهبوا أيها العبيد الجبناء فأنتم عار هذا الزمن الكلب الأجرب الأعور وفلسطين منكم براء ولن تدخلوا القدس بعد اليوم وإنا هنا لصامدون فإما نعيش أو نعيش ..!!.

الإمضاء:محمد كمال السخيري
* كاتب تونسي حر متحرر



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 280358


babnet
All Radio in One    
*.*.*