الموظَّفون أو شريحة الغَلبة والعِيشة ...

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c39a6657a38e6.43291391_ekgpoflqhinjm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي بـــاكير

كمـــا كثير من الجماليّات التي اغتصبت و شُوّهت في هذه البلاد ، فإنّ الوظيفة العموميّة بعد أن كانت عنوانا للبريستيج ، تضمن قدْرا من العفاف و التعفّف لصاحبها و تغطّي عليه السّتر و تضفي عليه بعض – القدَرْ- فإنّها أصبحت لعنة و وصمة و ماركة مسجّلة للفقر والطّمع و الذلّ و – طياحْ القدرْ- ، نعم هي الوظيفة العموميّة في القطاع العامّ في هذه البلاد ..!





في الوظيفة العموميّة هناك نوعان من الموظفين ، هناك موظّف – حافْ- و موظّف مغموس مغمّس ... و معناها موظّف عايش و مكتفي بالرّاتب ( المحنونْ) و ليس له أيّ دخل إضافي و لا عقارات و لا منقولات ( شهرْ ما يخلط على خوه ) و هذا موظف حافْ ، أمّا الموظّف المغمّس فهو الذي احترف و أدمن التعامل بالرّشوة سرّا و جهرا و هو لا ينجز عملا و لا معاملة كبرت أو صغرت إلاّ متى قبض الثمن عاجلا غير آجل ( و كلّ خطوة بأجرها ) ، هذا النّوع من الموظّفين أوّلا يتعامل مع شبكة عميقة سواء داخل مؤسّسته أو حتى خارجها ( زملاء ) و الهاتف شغّال ، ثانيا منهم من دخل باب الإستثمار و ( الأفاريات ) حتّى حوّل مكتبه و وظيفته إلى – مركز نشاط يبيع و يشري و يصبّ اللاّيتْ زادة – وهو الأوّل عنده أمّا مقتضيات الوظيفة و الشغل في المرتبة الثانية ...
الوظيفة العموميّة يا سادة ، تشبه كثيرا عسكر زواوة مقدّم في الحرب موخّر في الراتب ، الوظيفة العموميّة هي – ركيزة – معظم و غالب الشؤون الإداريّة و الخدميّة و – ضامن – المصالح العامّة و الخاصّة و – عجلة – الإقتصاد التي يجب أن تبقى في دوران مهما كانت الظروف و الأحوال ،،،، غير أنّ الوظيفة العموميّة هاته هي محطّ أنظار الرّقابة حتّى على ضعفها و هي شمّاعة المواطن يعلّق عليها كل سَخطه و نقمته و يوعز لها كل أسباب تعبه و ربما تعاسته ، الوظيفة العموميّة أيضا هي العمود الأساس في ضرائب و مكوس الخزينة العامّة ( القصّان من غادي لْغادي ) و لا حسيب و لا رقيب بينما أباطرة المال و الأعمال و مُلاّك الهناشر و العمارات و – البلاوات الزّرقة – لا تظفر من أكثرهم الدولة إلاّ ربما بالفُتات و ببعض المصالحات – الحوْلاء - ...

هي الوظيفة يا سادة ( الإسم العالي و....) ، الموظّفون هم الأصل و هم حجرْ الوادْ و جملْ الخدمة لكن هم و أزواجهم و ذُريّاتهم و من تبعهم بالضّرورة ، دوما – يشفقوا ما يلحقوا – يعيشون على هامش و طُرّ المجتمع أبدا ما بقُوا ... لا يقدرون من كل زينة الأرض و ملذاتها إلا على خشاش الأرض او ما عادله !


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 212916

Mandhouj  (France)  |Dimanche 18 Octobre 2020 à 12:11           
في تونس و إفريقيا منذ الإستقلال وقع ضرب المجتمع عبر الوظيفة العمومية ... خاصة على مستوى الشهرية المنحطة .... الموظف يجري ما يلحق ... ثم نحن دولة منهوبة الثروات كما كل المستعمرات السابقة ... و استقلال أغلب أو كل الدول كان عبر إتفاقيات العديد من بنودها سرية، رغم الثورات الشعبية و المسلحة ضد الاستعمار ... عبر تلك الإتفاقيات سلبوا منا الوطن بتواطئ الصبايحية .....

اليوم في دولة الثورة يجب بناء الجديد ...

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 14 Octobre 2020 à 12:41           
صحيح الموظّف تاعب. ولكن هذا لا يبرّر ابتزازه للناس وتلقّيه رشاوي

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 13 Octobre 2020 à 15:07           
صحيح هذه الوظيفة العمومية اليوم
ولكن في اول ايام الاستقلال كانت هي الشهامة والعزة والموظف كان هو سي فلان وان لم يكن حافظا للقرآن
والسبب بسيط عرفته في الستينات وكان والدي رحمه الله دائما يذكره وهو قسم الباهي الادغم ان يكره التونسي في الوظيفة
وفعلا من يومها تدهور الحال الى ان وصلنا الى ما نحن اليوم عليه

MedTunisie  (Tunisia)  |Mardi 13 Octobre 2020 à 14:01           
الموظف اصبح عنوان الرشوة و التأكل وابتزاز المواطن


babnet
*.*.*
All Radio in One