حكومة التكنوقراط.. لماذا ينجحون في الخارج ،و يفشلون في تونس!؟

كتبه / توفيق الزعفوري..
لا يبدو الحبيب الجملي رئيس الحكومة المكلف على عَجلة من أمره رغم صراخ الطابور الأول و الثاني و الخامس، و رغم تحذيرات الأخصائيين في الشأن الاقتصادي و حتى رغم تنبيه / قلق إتحاد الشغل، و ضغوط الداخل و الخارج...
لا يبدو الحبيب الجملي رئيس الحكومة المكلف على عَجلة من أمره رغم صراخ الطابور الأول و الثاني و الخامس، و رغم تحذيرات الأخصائيين في الشأن الاقتصادي و حتى رغم تنبيه / قلق إتحاد الشغل، و ضغوط الداخل و الخارج...
سي الحبيب "ماخذ وقتو" و يبدو أنه سيأتي بما لم يأتِ به الأوائل، حكومة كفاءات غير متحزبة، تحظى بدعم سياسي عريض و قادرة على الإنجاز و التحدي.. جيد جدا هذا هو المطلوب يا حبيب الملايين، لكن ماهي ضمانات نجاحها، و كل النخب تنجح وراء البحار و تفشل في تونس!؟؟ بل أن البعض من هاته النخب لا تريد إعادة الكَرة في الحكومة المزمع تشكيلها. أين الخلل في النخب أم في الشعب أم في ثقافته، أم في كل هذا؟؟.
السيد وزير التعليم العالي، سليم خلبوس، يعدّ ما تبقى من عمر حكومة تصريف الأعمال و قد أنتُخب رئيسا للوكالة الجامعية للفرنكفونية و هو أول جامعي يُنتخب لهذا المنصب المهم لتونس ، و الوكالة الجامعية للفرنكفونية هي شبكة تضم ألف جامعة معظمها في القارة الأفريقية ،هدفها تطوير التعليم العالي في القارة الأفريقية، و هو انتخاب مميز إذ لأول مرة تصوت 13دولة إفريقية لفائدة جامعي تونسي..
سليم خلبوس ليس الأول، و لن يكون الأخير، من الزاهدين، و هو سعيد بكونه في هاته الوكالة و هاته المكانة العلمية، فقد أعلنت المهندسة ألفة الحامدي عن عدم رغبتها في الحصول على أي منصب سياسي

تجربتنا مع التكنوقراط منذ حكومة المهدي جمعة، و حتى قبلها، لم تكن موفقة، ففي السياحة مثلا تداول المهدي حواس، و أمال كربول، إلى سلمى اللومي، و روني الطرابلسي، و لاشيء جديد غير التلاعب بالأرقام و الاحصائيات، و في مجمل القطاعات الأخرى، كالتعليم و الصحة و الصناعة و العدل الخ...
لا شيء يبدو أنه يتجه إلى الإنضباط حتى، لو إستقدمنا الكائنات الفضائية، و هو الحال منذ ثماني سنوات، كل عام و نحن نجترّ الخيبة تلو الأخرى و نردد، هو لازال لا يعرف الوزارة، هو لا يمكنه التعامل مع المافيات، و مع الاتحادات ، و بقينا نتحسس الطريق الممكنة للنجاح و الوصفة المثلى منذ ثماني عجاف!!!
من حقنا إذن أن نتساءل عن هوية التركيبة و عن شكلها و مدى قدرتها على التعاطي مع التحديات خصوصا أنه بدأ التشكيك في قائد السفينة أصلا !!؟.
في تونس نعرف جيدا أنه لتنجح ليس عليك أن تكون حازما و أن تطبّق القانون، لا ليست هاته هي الوصفة، و إن كنت مُصِرًّا عليها فستفشل، و يُستغنى عن خدماتك، أو تُقال قبل أن تستقيل، في تونس لكي تنجح أي حكومة عليها أن تتلاعب مع الحزب الفلاني و تهادن إتحاد الشغل و تمسك العصا من الطرف الأضعف، أو لا تمسكها أصلا... لهذا فشلت جميع الحكومات دون اِستثناء، مالذي يجعل السيد الحبيب إستثناء هذه المرة.؟؟ هل هي حكومة الفرصة الأخيرة، و بعدها يقتلع التونسيون رخام بيوتهم، و العبارة للصافي سعيد!! ؟.
لكي تنجح أي حكومة لسنا بحاجة أن نذهب بعيدا، أو نستدعي الكائنات الخارقة، بل علينا فقط التشبع بثقافة الإلتزام بالقانون، و بالسيادة الوطنية، بكل ما تعنيهما الكلمتان من معاني، تماما كالدول التي ودّعت الفقر و التخلف و التحقت بالأقطاب الإقتصادية و تحقق معدلات نمو عالية، عندها فإن أي مدير و ليس وزيرا، سيكون بمقدوره تسيير دواليب الوزارة، بإمكاننا النجاح في تونس بكفاءات الداخل أو الخارج لا فرق، تنقصنا الشراسة في محاربة الفساد و إنفاذ القانون...
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 193594